برغم تحريم الغيبة شرعا، 6 أحوال تباح فيها وهذه هي عقوبتها
من المعروف أن الغيبة كما عرفها العلماء وكما جاء في الحديث هي أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكره وهو فيه، فإن لم يكن ما ذكر فيه فذلك البهتان، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة، فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.
ومن المتفق عليه أن الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتًا، فقال: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وبرغم ذلك فإن هناك 6 أحوال تكون فيها الغيبة مباحة وعقوبتها في الدنيا والآخرة سنسردها لكم في هذا التقرير
أنواع الغيبة
تنقسم الغيبة إلى 3 أنواع؛ الغيبة المحرمة، والغيبة الواجبة والغيبة المباحة.
الغيبة المحرمة
هي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره بقول الصفات غير الحسنة أو المذمومة فيه، سواء كان كانت هذه الصفات كعيب خَلْقي أم خُلُقي، أو دينه أو دنياه، وذكر هذه الصفات في المسلم حال غيابه على وجه التنقص يعد من الغيبة المحرمة، والتي هي من كبائر الذنوب والمعاصي.
وقد ذم الله الغيبة المحرمة في كتابه الكريم وشبه فاعلها بمن يأكل لحم أخيه الميت، فقال سبحانه: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ.
الغيبة الواجبة
هي الغِيبة التي يحصل بها حماية للفرد ونجاته مما لا يحمد عقباه، أو مصيبة كانت محتملة الوقوع به، كتحذير شخص من أحد قطاع الطرق في مكان معين أو التي تطلب للنصيحة عند الإقبال على الزواج لمعرفة حال الزوج، أو كأن يقول شخص لآخر محذرًا له من شخص شرير: إن فلان يريد قتلك في المكان الفلاني، أو يريد سرقة مالك في الساعة الفلانية، وهذا من باب النصيحة.
وقد ورد في السنة النبوية أن إحدى الصحابيات استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج، فنصحها عليه الصلاة والسلام بعدم التزوج من أحد الصحابة لأنه فقير لا مال له، كما نصحها من عدم الزواج من صحابي آخر لأنه لا يضع العصى عن عاتقه، والتي جاء في تفسيرها أنها كناية عن كثرة الضرب للزوجة، أو كثر السفر والترحال.
الغيبة المباحة
هناك من الغيبة ما يعد مباحًا، ولا يعد إثمًا أو معصية، وتكون بضوابط لغرض شرعي صحيح، لا يمكن الوصول لهذا الغرض إلا بهذه الغِيبة، وبدون هذه الضوابط تصبح محرمة.
قال النووي: (اعلم أنَّ الغِيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب:
ويمكن القول أن أقسام الغيبة المباحة هي على ستة أنواع وهي:
1- التظلم
حيث يجوز للمسلم أن يقوم بشكاية المسلم والتظلم من فعله.
فيقول المظلوم للقاضي أو من بيده حل المظلمة، ظلمني فلان، أو تعدى علي فلان وأخذ حقي مني.
2- الاستعانة على تغيير المنكر
وهي أن يذكر الصفات السيئة المذمومة في المسلم للإستعانة على تغيير منكر يقوم به.
على سبيل المثال يقول المسلم لمن يرجو مساعدته إن فلان يفعل كذا وكذا من أنواع المنكرات التي يرغب في تغييرها.
3- الاستفتاء
مثل أن يقول المستفتي للمفتي ظلمني أبي، أو ظلمني أخي وفعل كذا وكذا، من المشاكل التي تقع بين المسلم وأخيه.
4- تحذير المسلم من الوقوع في الشر.
قد بينا بعض الأمثلة على ذلك في الغيبة الواجبة.
5- المجاهر بالفسق
المجاهر بالمعاصي والفسق لا غيبة له.
وقد قال العلماء ليس لفاسق عرض، وبالتالي فيمكن ذمه وذكر مساوئه.
6- التعريف
مثل أن يكون الرجل مشهور بلقب، مثل الأعمش أو الأعمي، ويكون هو اللقب الغالب عليه.
تعرفنا على جواب لسؤال ما هي أقسام الغيبة، كما تعرفنا على أنواع الغيبة المحرمة والواجبة وكذلك الغيبة المباحة، كما بينا خطر الغيبة على الفرد والعلاقات بين المسلمين.
هي الداء العضال، ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب).
كفّارة الغيبة
من الأولى للمسلم أن يبتعد عمّا هو محرّم شرعًا وما نهى عنه الإسلام حتى لا يضطّر للبحث عن كفارة لما فعل، واجتناب ما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلّم- ومن بينها "الغيبة والنميمة" والتي تؤدي إلى التهلكة، ومن وقع في المحظور فيجب عليه ما يلي:
- التوبة النصوحة: وهي عدم العودة إلى الخطيئة مرة أخرى.
- الاستغفار: فإنّ الاستغفار وسيلة لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى والاستغفار للمغتاب به.
- أن يتذكّر عقوبة الغيبة والنميمة عند الله تعالى وما فيها من حرمان من جنّات النعيم والخلود في نار جهنم.
- طلب العفو، فإذا علم بأنّ كلامه قد وصل إلى المتكلّم عليه فليذهب إليه ويطلب منه العفو والصفح.
عقوبة الغيبة في الآخرة
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظَافِرُ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».
دعاء كفارة الغيبة
نصح الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه والأمة الإسلامية أن من تحدث في مجلس ونم واغتاب أحدًا وكثر لغطه فيه، فيقل دعاء كفارة المجلس. وروى أبوهريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.