رئيس التحرير
عصام كامل

التبادل التجاري بالعملة المحلية طوق النجاة للتخلص من سيطرة الدولار.. خبراء يوضحون موقف الولايات المتحدة والنتائج المترتبة

الدولار، فيتو
الدولار، فيتو

يتطلع الجميع إلى تقليل سيطرة وهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، من خلال البحث عن عملة أخرى يتم اعتمادها للتعامل بها في حركة التجارة بين دول، خاصة الدول ذات الاقتصاديات الناشئة، وفي هذا الصدد اتخذت العديد من الدول إجراءات اقتصادية لتخفيف وطأة الدولار، مثل روسيا والتي أعلنت عن تعاملها بالعملة المحلية"الروبل" وكذلك العديد من الدول الأخرى التي انتهجت هذه الطريقة، حيث تم تأسيس العديد من التكتلات الاقتصادية، على رأسها مجموعة"بريكس" لاتباع هذا النهج وتفعيل دور العملات المحلية للدول الأعضاء، والتي من المقرر تفعيل دورها بداية من العام القادم.

وتسعى مصر  لتعزيز التعاون المشترك مع العديد من الدول لتفعيل التبادل التجاري بالعملة المحلية، حيث اجتمع المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة المصري بنظيره التركي، لبحث إمكانية تطبيق هذه الخطوة، وسط مساعي من الجانبين لتقليل فرض وسيطرة الدولار على حركة التجارة العالمية، حيث يتسائل الكثر من المستثمرين عن نتائج هذه الاتفاقية حال تطبيقها ومدى استفادة الاقتصاد المصري منها.

 

العائد من تطبيق هذه الاتفاقية  

وقال الدكتور محمود عنبر أستاذ الاقتصاد الخبير الاقتصادي، إنه في حال تطبيق هذه الاتفاقية بالعملة المحلية بين الجانبين المصري والتركي، سيكون له العديد من النتائج الإيجابية على اقتصادنا، نظرا لتقليل حجم الضغط على الدولار باعتباره العملة الأساسية في التبادل التجاري العالمي، وإحلال الجنيه المصري والليرة التركية بدلا منه.  

التبادل التجاري، فيتو 

 

نتائج اعتماد عملات أخرى 

وأضاف خلال تصريح خاص لـ فيتو، إن وجود أي عملة يمكن أن تعتمد دوليا بخلاف الدولار لها العديد من النتائج الإيجابية الكبيرة على اقتصاديات الكثير من الدول خاصة ذات الاقتصاديات الناشئة لتوفير النقد الأجنبي، وتقليل سيطرة وهيمنة الدولار، الذي يتم تحديد سعر صرف باقي العملات وفقا له.

 

رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية 

وأشار عنبر إلى أن الإعلان عن مثل هذه الاتفاقيات، قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تضع العديد من العقبات والعوائق لعدم تنفيذها، فهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي هو الذي يضمن البقاء والوجود للولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار سيطرتها على حركة الاقتصاد العالمية لمختلف دول العالم، من خلال فكرة التبعية الاقتصادية، وإقراض غيرها من الدول وتحقيق الاستفادة من فؤائد هذه القروض، لذلك من المتوقع ألا تتم اتفاقية مثل هذه بسهولة.

من جانبه، أوضح الدكتور صلاح فهمي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر الخبير الاقتصادي، إن المناقشات التي دارت بين الجانبين المصري والتركي، بشأن تفعيل التبادل التجاري بالعملة المحلية لكل دولة، يعد تمهيدا لتفعيل دور مجموعة البريكس، وتقليل الاعتماد على الدولار خلال الفترة القادمة.

 

الدولار، فيتو 

 

كيف يقل الطلب على الدولار 

وأوضح خلال تصريحات خاصة لـ فيتو، إن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي مشكلة عدم توافر الدولار، فالمعروض منه لا يكفي حجم الطلب عليه، لافتا إلى أن اتخاذ خطوة مثل تبادل التجارة مع الجانب التركي أو العديد من الدول الأخرى يساهم في تقليل الطلب عليه، لأن زيادة الطلب تؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار، وبالتالي ترتفع أسعار مختلف السلع والمنتجات. 

أهداف مقايضة العملات 

وأشار فهمي إلى أن فكرة مقايضة العملات التي تسعى الدول ذات الاقتصاديات الناشئة إلى تطبيقها، تهدف بالأساس إلى مبادلة السلع بعملة الدولة المحلية دون وجود وسيط "الدولار" مما يساهم بشكل كبير في تقليل السيطرة الدولارية التي تتحكم في الاقتصاد العالمي. 

تغيير السياسة النقدية للبنك الفيدرالي 

ونوه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقف مكتوفة الأيدي وسط هذه التحركات التي تهدف إلى تقييد حجم الدولار، حيث أنه من الممكن تغيير السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي، للنهوض بالدولار مرة أخرى واستمرار الاعتماد عليه وفرض سيطرته على مستوى التجارة العالمية والتحكم بها.    

تغيير مفهوم الاقتصاد الفترة القادمة 

وأكد على أن الفترة القادمة ستغير مفهوم النظام العالمي للاقتصاد، حيث أنه سيكون نظام متعدد الأقطاب وليس نظام قطبي كما نشهده، حيث يوجد العديد من التكتلات الاقتصادية التي تجمع بين دول العالم من مختلف القارات، مثل تكتل مجموعة "بريكس".

وكان المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة المصري، قد استقبل نظيره التركي، الدكتورعمر بولات بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور وفد تجاري كبير يمثل مختلف القطاعات الصناعية التركية، للمشاركة فى الملتقى والمعرض الدولي الثانى للتصنيع، وذلك خلال يومى 27 و28 من أكتوبر الجاري، حيث تم بحث إمكانية استخدام العملات المحلية بين الجانبين فى المبادلات التجارية، وبدء تنفيذها في أقرب وقت.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأعمال المصري التركي قد اجتمع يوم أمس الأحد بعد توقف دام لمدة وصلت إلى 10 سنوات، لمناقشة لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين، وجذب الاستثمارات التركية إلى السوق المصري، وذلك بحضور عدد كبير من الجانبين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية