أبو الغيط: إسرائيل تسرق المياه العربية وتستخدمها كسلاح ضد فلسطين (صور)
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قلوبنا مع غزة الجريحة غزة التي ترتكب فيها إسرائيل مرة أخرى، وعلى مرأى العالم جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمها المليء بما ارتكبته من انتهاكات ممنهجة منذ النكبة رغبة منها في استكمال مخططها بدفع سكان غزة المكوّنين أصلا من لاجئين إلى الهجرة مرة أخرى... وذلك بقصفهم عشوائيا... ولكن أيضا من خلال حرمانهم من أدنى الحقوق الإنسانية.. وأعني هنا "الحق في المياه" و"الحق في الغذاء" و"الحق في العلاج".
تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك
وأكد خلال كلمته اليوم فى افتتاح أعمال الدورة السادسة من "أسبوع القاهرة للمياه" هذا المؤتمر الدولي الذي يعتبر الحدث المائي الأبرز في المنطقة العربية بفضل جهود الحكومة المصرية التي عملت على تطويره وإثراء نقاشاته منذ إطلاقه في عام 2018، مشيدًا بمخرجاته التي تحرص الجامعة العربية على عرضها دوريا ضمن أعمال المجلس الوزاري العربي للمياه لما لها من أثر في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مجال المياه.
تهجير الفلسطينيين بشكل قسري
وركز على أنه سيسجل التاريخ مرة أخرى، أن إسرائيل تطبق بلارحمة "سياسة الأرض المحروقة" عبر استهدافها المقصود لمحطات المياه والصرف الصحي والمستشفيات في غزة من شمالها إلى جنوبها بأسلحة شديدة التدمير لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري سعيا منها لتصفية قضيتهم على حساب حقوقهم وعلى حساب دول الجوار إن شدة التدمير التي لحقت بالمرافق الأساسية تدل على رغبة مقيتة لصناعة الخراب وجعل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية غير صالح للحياة.. ظنّا منها أن نشر اليأس في قلوب الفلسطينيين عبر سياسات العقاب الهمجي سيدفعهم إلى الاستسلام.
وقال: إن إسرائيل تستهدف البنى التحتية الفلسطينية كما فعلت من قبل في جنوب لبنان وفي سوريا بدون أية قيود ودون مراعاة لقواعد القانون الدولي الإنساني التي أذكّر أنها جرّمت في المادة 54 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف مهاجمة أو تعطيل نقل المواد التي لا غنى عنها ومنها مرافق المياه وشبكات الري كما اعتبر ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تدمير البنية التحتية وشبكات المياه جرائم حرب وغيرها من المواثيق الدولية التي تحظر استخدام المياه كسلاح ضد المدنيين.
وأضاف: لقد فضح الاعتداء الأخير مواقف أولئك الذين يكيلون بمكيالين ويبررون جرائم استهداف شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء التي تقترفها إسرائيل بأنها دفاع عن النفس ويستنكرون نفس الأفعال في مواقف أخرى وأذكّر في هذا السياق أننا قد رأينا تلك الازدواجية أيضا في باقي قضايا المياه العربية فعندما تطالب مصر بحقها في الحياة يتحدثون عن حق أثيوبيا في التنمية وعندما تطلق الدول العربية مشروعات استراتيجية في قطاع المياه تراهم يشككون فيها وينتقدون آثارها المحتملة على البيئة.
وأستطرد: إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل باستخدام المياه كسلاح. فهي لم تكتف بسرقة المياه العربية فحسب بل استهدفت بشكل ممنهج كل منشآت المياه لإدراكها بأهمية ذلك المورد الأساسي في الحياة والاستقرار والتنمية ورغبة منها في التضييق على الفلسطينيين وإبقائهم تحت رحمة العطش والجوع والأمراض.
تهدد الأمن المائي العربي
وتدرك جامعة الدول العربية جيدا خطورة تلك الممارسات التي تهدد الأمن المائي العربي وتبذل من خلال المجلس الوزاري العربي للمياه جهودا كبيرة للتصدي لها كان آخرها الدراسات التي أعدتها "شبكة خبراء المياه العربية" العاملة تحت مظلة المجلس لتقييم أضرار قطاع المياه في غزة حيث قامت الأمانة العامة للجامعة بحشد الأموال اللازمة لإعدادها.
وتتذرون جميعا أننا عرضنا نتائج تلك الدراسات في شهر يوليو 2022 بمقر الأمانة العامة للجامعة حيث دقّت ناقوس الخطر حول الأوضاع الكارثية التي آلت إليها شبكات المياه والصرف الصحي جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة هكذا كان الوضع في غزة منذ سنتين كارثيا فكيف هي الأوضاع اليوم في ظل ما نراه من مشاهد مروعة؟
وأضاف: لا يزال الأمن المائي العربي يتعرض لتحديات متعاظمة تهدد باستمرار تراجع كميات المياه على نحو مقلق..في منطقة تعاني أصلا من شح المياه وهي تحديات معقدة ومتشابكة يتطلب التعامل معها مضاعفة الاستثمارات العربية في قطاع المياه وتعزيز العمل العربي المشترك لاسيما في مجالات تبادل الخبرات وتوحيد الصفوف تجاه قضايا المياه العالمية وإطلاق المبادرات التي من شأنها الحفاظ على المياه.
وأوضح أن الدول العربية قد بذلت جهودا مقدرة في هذا الشأن سواء على المستوى الوطني أو الدولي مشيرًا إلى جهود مصر خلال قمة المناخ COP28 بشرم الشيخ حيث نجحت في بناء توافق دولي حول ثلاث ركائز تهم الدول النامية وهي "صندوق الخسائر والأضرار"وإدراج المياه كوسيلة لمجابهة التغيرات المناخية عبر إطلاق مبادرة "المياه من أجل التكيف المناخي AWARe"، واعتماد مبادرة "الانذار المبكر للجميع" التي تقدمت بها الأمم المتحدة.
وأضاف: واتصالا بموضوع الإنذار المبكر للتحذير من مخاطر الكوارث الطبيعية.. تتذكرون جميعا كيف تسبب إعصار دانيال في انهيار سد درنة بليبيا مسببا كارثة إنسانية.. وأرى أنه من المهم العمل على تعزيز قدرات الإنذار العربية استعدادا لأسوأ الاحتمالات.. إذ أن تكلفة الاستعداد لكوارث المياه أقل بكثير من خسائرها.. لكن ثمة مشكلة حقيقية تتعلق بجغرافية المنطقة العربية.. حيث تقع العديد من السدود خارج حدودها ولا تملك الدول العربية معلومات كافية حول وضعها وظروف صيانتها.
وأشار فى ختما كلمته إلى أن أعمال هذا المؤتمر تتضمن اجتماعا عربيا تحضيريا للمنتدى العالمي للمياه، الذي ستستضيفه أندونيسيا في شهر مايو 2024.. وأيضا اجتماعا للجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى للمياه والزراعة المنبثقة عن الاجتماع المشترك لوزراء المياه والزراعة العرب.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.