رئيس التحرير
عصام كامل

لطفية النادي أول كابتن طيار مصرية عربية.. تعلمت الطيران في 67 يومًا.. دعاها الملك فؤاد للمشاركة في مسابقة عالمية.. وهذا سر رفضها للزواج

لطفية النادى،فيتو
لطفية النادى،فيتو

 الكابتن طيار لطفية النادى، أول فتاة مصرية تدرس الطيران، وأول امرأة مصرية عربية إفريقية تحصل على إجازة الطيران، وحصلت على الرقم 34 من خريجى مدرسة الطيران بالمملكة المصرية، حيث سبقها 33 طيارا من الرجال وهى الفتاة الوحيدة لتحصل على لقب وظيفة كابتن طيار.


 ولدت لطفية النادى في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر 1907،وكان والدها يعمل موظفا بالمطابع الأميرية وكان يرى أن تعليم البنت يجب أن يتوقف عند الشهادة الابتدائية فقط، بينما الأم تنحدر من أصول سويسرية ترى ضرورة تعليم البنت حتى نهاية المطاف.

 

اقرأ أيضا: 

"لطيفة النادى".. أول امرأة مصرية تقود طائرة

 

أول عربية تقود طائرة 

عملت لطفية النادى في بداية حياتها سكرتيرة في مدرسة الطيران واستطاعت تعلم الطيران في 67 يوما، وقادت الطائرة ماركة (جيبت موث) الخفيفة ذات المحرك الواحد وطارت بها بمفردها مدة 13 ساعة لتصبح ثاني امرأة عالميا وأول مصرية وعربية وأفريقية تقود طائرة منفردة بعد إميليا هارت، التي كانت تربطها بها صداقة وإعجاب.

 

سباق دولى وتحدى إنجليزي  

 وكان قد عقد في مصر مؤتمر الطيران الدولى، وتم من خلاله سباق اشترك فيه 62 طيارا من مختلف الجنسيات بطائراتهم الخاصة، وكان منهم الطياران المصريان أحمد سالم ومحمد صدقى، وشاركت لطفية النادى في الجزء الثاني من السباق بين القاهرة والإسكندرية وفازت فيه بالمركز الأول في سباق الإسكندرية بطائرة "جيت موث" الخفيفة ذات المحرك الواحد.


إلا أن لجنة التحكيم التي كان معظمها من الإنجليز تعسفت ضد لطفية النادى  واستكبرت أن تفوز فتاة مصرية بالسباق الدولى، وسحبت منها النتيجة بحجة أن الطائرة لم تمر إلا على خيمة واحدة في المكان المحدد للعودة والموجود به خيمتان فمنحتها جائزة شرفية فقط، ومنحت اللجنة الجائزة لمتسابق طيار فرنسى.

طلعت حرب وهدى شعراوى يكرمان لطفية النادى 

 لكن أرسل الملك فؤاد المتحمس للسباق في طلبها وقال لها: هذه أول مرة تشارك فتاة مصرية في سباق مسافات بالطائرات في مصر وقد احسنتى والمملكة فخورة بك " وأمر بمنحها 200 جنيه مكافأة.

 

عدد خاص من العروسة 

وفي ذكرى ميلاد لطفية النادي في شهر أكتوبر عام 1933 أصدرت مجلة "العروسة" في مصر عددا كاملا خاصا حول لطفية النادي كابتن الطيار المصرية التي حصلت على أول شهادة طيران دولية عام 1933، وكان عمرها في ذلك الوقت 26 عاما، كنموذج فريد في تحدى العقبات لإثبات أن الفتاة المصرية لا تقل عن مثيلتها في أوروبا في أى شيء وانها تستطيع ان تثبت ذاتها في جميع المهن وكل المجالات التي ينكرها عليها أصحاب العقول الرجعية ومنهم والدها نفسه.


كما أقيم بمطار الماظة حفلا لتكريم لطفية النادي بحضور السيدة هدى شعراوى ورجل المال طلعت حرب.

 

مشروع اكتتاب لشراء طائرة 

 ونشرت مجلة العروسة أنه خلال الحفل أهدت هدى شعراوى كلمة لـ "لطفية النادى " قالت فيها: (شرفت وطنك ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفجر، بارك الله لنا فيك ) وقدمت لها بعد ذلك كيسا من النقود بعدما افتتحت مشروعا للاكتتاب لجمع المال اللازم لشراء طيارة خاصة لـ"لطفية النادي" لتكون سفيرة لبنات مصر في العالم.

 

بدأت بفكرة جريئة 

حول بداياتها مع عالم الطيران قالت لطفية النادى للمجلة: كنت طالبة بالامريكان كوليدج وقرأت يوما عن تأسيس مدرسة لتدريس الطيران ولن ينشر الإعلان قصر الدراسة على الرجال فقط وسألت نفسى: لماذا لا أتقدم للدراسة بمدرسة الطيران ويكون لى شرف أن أكون أول فتاة تدرس الطيران وتحترفه.

عدد العروسة حول لطفية النادى 

رفض والدى أن امتهن الطيران وفى نفس الوقت كنت لا أملك نقودا لدفع رسوم الدراسة، فلجأت إلى الكاتب الصحفى أحمد الصاوي محمد صاحب عمود " ما قل ودل" بجريدة الأهرام، وقلت له " عاوزة اتعلم طيران " فقال لازم موافقة الأهل، فاصطحبت أمى التى شجعتنى إلى الأستاذ أحمد الصاوى محمد لتخبره موافقتها على التحاق ابنتها بمدرسة الطيران بشرط عدم دفع مليما واحدا، حيث أنها لايمكنها اخبار والدها بالأمر، فاعتذر الأستاذ الصاوى عن المساعدة واشترط موافقة الوالد.

 

عاملة التليفون بالمدرسة 

 وتكمل لطفية النادى حديثها وتقول: طرقت جميع الأبواب ثم ذهبت إلى الأستاذ كمال علوى مدير عام مصر للطيران وعرضت عليه الأمر فرحب بالفكرة  لتكون فاتحة خير لالتحاق أخريات بمدرسة الطيران وتكون دعاية جديدة وطيبة للمدرسة بالتحاق فتيات بها، واقترح أن أعمل موظفة في مدرسة الطيران وتسدد رسوم الدراسة من المرتب وأصدر قرارا بأن أعمل عاملة تليفون وسكرتيرة بالمدرسة ، وبالفعل واظبت على العمل وكانت الدراسة يومين فقط في الأسبوع حتى حصلت على إجازة الطيران وعمرى 21 عاما. 


الغريب في الأمر أنه عندما علم والد لطفية النادى بتخرجها من مدرسة الطيران رفض وغضب عليها واستطاعت هي إقناعه بتحقيق حلمها حتى أنها أقنعته بأن يرافقها في طلعاتها بالطائرة ليطمئن قلبه عليها، وليتأكد أنها تجيد قيادة الطائرة في الملاحة أو الهبوط، ولما رأى جرأتها أصبح من أكثر المشجعين لها.

 

الهجرة إلى سويسرا 

رفضت لطفية النادى الزواج واهتمت بالطيران وتدريباته وتدريسه فقط في حياتها وعندما تقاعدت عن الطيران عينت بمنصب سكرتير عام نادي الطيران المصري، بعدما ساهمت في تأسيسه، وإدارته بكفاءة عالية إلى أن هاجرت إلى سويسرا، وأمضت جزء كبير من عمرها في سويسرا ومنحت الجنسية السويسرية وعاشت خمس وتسعين عاما حتى رحلت في أكتوبر أيضا عام 2002.

 

نموذج فى الإصرار 

وبذلك فتحت لطيفة النادي الطريق أمام نساء العالم العربي لدخول عالم الطيران، كما أنها قد شجعت النساء العربيات على الإيمان بفكرة أنهم يستطعن العمل مثل الرجل تمامًا بعد أن أصبحت قدوة ومثل أعلى ونموذج يحتذى به في التحدي والنجاح. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية