القضية الفلسطينية وحرب المصطلحات
فرض الفلسطينيون يوم السابع من أكتوبر الجاري، معادلة جديدة في الدفاع عن حقوقهم، بعد أن وجد الكيان الصهيوني نفسه أمام اختبار مصيري ما زال يحاول حتى الآن استيعابه، في ظل تهاوي فلسفة "قيام النظام الدولية على نظرية القطب الواحد" التي روجتها الولايات المتحدة بوصفها الداعم الأول للكيان الغاصب، وسيطرت على النظام الدولي عقودا من السنين.
وها هو الاتحاد الأوروبي يغرد كعادته في السرب الأمريكي، بترديد نفس الخطاب المفبرك القائم على قلب الحقائق، بدأت المقاومة تفرض واقعها الجديد بعد أن كان الكيان الصهيوني ذاته السبب الأول لتحرك يوم السابع من أكتوبر، بحماقاته وانتهاكاته المتواصلة بحق الفلسطينيين.
لقد بلغ الكيان الغاصب مداه في ممارسة أبشع ممارسات إرهاب الدولة الذي يتم تحت سمع الأمم المتحدة وبصرها، وحتى أضعف الإيمان الذي حاول أمينها العام أنطونيو جوتيرش، الحفاظ به على ما تبقى من الحياء، حيث عارضه الكيان الغاصب وداعموه بل وصل التبجح إلى مطالبة الرجل بالاستقالة واضطر تحت ضغوط إلى إعادة تفسير تصريحاته.
كذلك الموقف المصري الذي بدا واضح المعالم منذ اليوم لتحرك المقاومة وجدد التأكيد على ضرورة احترام الحق الفلسطيني ورفض المخطط الصهيوني المشبوه لمحاولة تهجير الأشقاء من قطاع غزة إلى سيناء.
إن التحرك العربي الجماعي حال انتهج خطوات أكثر عملية؛ فإن لديه أوراق ضغط رابحة فها هي روسيا تحاول طرح رؤية أكثر موضوعية وكذلك الصين.. ويقينا ليس للغة السياسة تعاطف أو إحسان، لكن الدب الروسي يوقن تماما بمعادلة توازن القوى التي لا زالت واشنطن تظنها لصالحها فقط.
وبين هذا وذلك لازالت الحرب الإعلامية الموازية الأهم في ذلك الصراع وسيبقى على مؤسساتنا الإعلامية العربية تبني مصطلحات واضحة، فليس من العقل طرح إسرائيل كدولة بينما هي كيان محتل، وليس من المنطق عرض مداخلات لمصادر من الكيان الصهيوني على الشاشات العربية..
ولست أفهم لهث بعض الفضائيات العربية وراء إجراء مداخلات لرؤوس التنظير الصهيوني، تحت مسميات محلل سياسي إسرائيلي، أو خبير عسكري إسرائيلي، علينا تطهير البث الفضائي من ظهور تلك الوجوه البغيضة، وكفى المشاهد العربي هما بما يشاهده من تداعيات القصف الصهيوني على القطاع.