رئيس التحرير
عصام كامل

تلاوة خاشعة بصوت الشيخ طه النعماني (فيديو)

الشيخ طه النعماني،
الشيخ طه النعماني، فيتو

الشيخ طه النعماني، يواصل القسم الديني في بوابة فيتو تقديم سلسلة متنوعة من أبرز التلاوات القرآنية لكبار القراء في دولة التلاوة  المصرية، ويتلو علينا الشيخ طه النعماني، القارئ بالإذاعة والتليفزيون ما تيسر من سورة التوبة.

 

﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ  ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

 

قائمة كبار القراء في دولة التلاوة 

وتضم قائمة القراء كلا من الدكتور أحمد نعينع قارئ الرؤساء والقارئ بالإذاعة والتليفزيون والشيخ محمود الطوخي قارئ مسجد الفتح برمسيس، والشيخ محمود الخشت قارئ السيدة نفيسة رضي الله عنها، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي، القارئ بالإذاعة والتليفزيون.

كما تضم التلاوات الشيوخ عبد الناصر حرك، وأحمد تميم المراغي، وهاني الحسيني، ويوسف حلاوة وطه النعماني، ومحمود عبد الباسط.

 

ونقدم في التقرير تفسيرًا ميسرًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، للآيات السابقة 

 

هذه أول آية نزلت من براءة يذكر-تبارك وتعالى- المؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله، وأن ذلك من عنده-تبارك وتعالى-: وبتأييده وتقديره لا بعددهم ولا بعددهم، ونبههم إلى أن النصر من عنده سواء قل الجمع أم كثر، فإنهم يوم حنين أعجبتهم كثرتهم ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئا فولوا مدبرين إلا القليل منهم...
ثم أنزل الله نصره على رسوله والمؤمنين.
وقد كانت واقعة حنين بعد فتح مكة في شوال سنة ثمان من الهجرة: وذلك أنه لما فرغ صلى الله عليه وسلم من فتح مكة، وتمهدت أمورها، وأسلم عامة أهلها، وأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن هوازن جمعوا له ليقاتلوه، ومعهم ثقيف بكمالها وبنو سعد بن بكر.
فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيشه الذي جاء للفتح وهو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب، ومعه الذين أسلموا من أهل مكة وهم الطلقاء في ألفين فسار بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العدو، فالتقوا بواد بين مكة والطائف يقال له حنين، فكانت فيه الموقعة في أول النهار في غلس الصبح انحدروا في الوادي وقد كمنت فيه هوازن، فلما تواجهوا لم يشعر المسلمون إلا بهم قد بادروهم، ورشقوا بالنبال، وأصلتوا السيوف، وحملوا حملة رجل واحد.. فعند ذلك ولى المسلمون الأدبار، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه من أصحابه قريب من مائة.

 


ثم أمر صلى الله عليه وسلم عمه العباس- وكان جهير الصوت- أن ينادى بأعلى صوته يا أصحاب الشجرة- أى شجرة بيعة الرضوان التي بايعه المسلمون تحتها على أن لا يفروا عنه- فجعل ينادى بهم.. فجعلوا يقولون: لبيك لبيك.
وانعطف الناس فتراجعوا.. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدقوا الحملة، وأخذ قبضة من تراب ثم رمى بها القوم، فما بقي إنسان منهم إلا أصابه منها في عينيه وفمه ما شغله عن القتال، ثم انهزموا فاتبع المسلمون أقفاءهم يقتلون ويأسرون، وما تراجع بقية الناس إلا والأسرى مجندلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه خلاصة لغزوة حنين التي اجتمع فيها للمسلمين- للمرة الأولى- جيش تعداده اثنا عشر ألفا، فلما أعجبتهم هذه الكثرة والقوة.. أصيبوا بالهزيمة في أول معركة.. ليعلموا أن كثرتهم لن تغنى عنهم شيئا إذا لم يكن عون الله معهم.
فقوله-تبارك وتعالى-: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا تذكير للمؤمنين ببعض نعم الله عليهم حتى يداوموا على طاعته ومحبته.
وحتى لا يغتروا بقوتهم مهما كثرت.
والمواطن: جمع موطن.
وهو المكان الذي يقيم فيه الإنسان.
يقال: استوطن فلان بمكان كذا، إذا جعله وطنا له.
والمراد بالمواطن هنا: الأماكن التي حدثت فيها الحروب بين المسلمين وأعدائهم.
قال الآلوسى: وقوله: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ معطوف على محل مواطن وعطف ظرف الزمان على ظرف المكان وعكسه جائز.. وأوجب الزمخشري كون يَوْمَ منصوبا بفعل مضمر والعطف من قبيل عطف الجملة على الجملة.
أى: «ونصركم يوم حنين..».
وقوله: إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ بدل من يوم حنين، أو عطف بيان له.
وأعجبتكم: من الإعجاب بمعنى السرور بما يتعجب منه.
وسبب هذا الإعجاب أن عدد المسلمين كان اثنا عشر ألفا، وعدد أعدائهم كان أربعة آلاف.
وقوله: فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا بيان للأثر السيئ الذي أعقب الإعجاب بالكثرة، وأن سرورهم بهذه الكثرة لم يدم طويلا، بل تبعه الحزن والهزيمة وقوله: تُغْنِ من الغناء بمعنى النفع.
تقول: ما يغنى عنك هذا الشيء، أى:ما يجزئ عنك وما ينفعك وقوله: وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ بيان لشدة خوفهم وفزعهم.
قال القرطبي: والرحب- بضم الراء- السعة.
تقول منه: فلان رحب الصدر.
والرحب- بالفتح - الواسع.
تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة.
وقيل: الباء بمعنى مع، أى: وضاقت عليكم الأرض مع رحبها.
وقيل بمعنى على.
أى:على رحبها.
وقيل المعنى برحبها فتكون «ما» مصدرية.
والمعنى: اذكروا- أيها المؤمنون- نعم الله عليكم، وحافظوا عليها بالشكر وحسن الطاعة، ومن مظاهر هذه النعم أنه- سبحانه - قد نصركم على أعدائكم مع قلتكم.
في مواقف حروب كثيرة كغزوة بدر، وغزوة بنى قينقاع والنضير...
كما نصركم.
أيضا.
في يوم غزوة حنين، وهو اليوم الذي راقتكم فيه كثرتكم فاعتمدتم عليها حتى قال بعضكم: لن نغلب اليوم من قلة...
ولكن هذه الكثرة التي أعجبتم بها لم تنفعكم شيئا من النفع في أمر العدو بل انهزمتم أمامه في أول الأمر، وضاقت في وجوهكم الأرض مع رحابتها وسعتها بسبب شدة خوفكم، فكنتم كما قال الشاعر:كأن بلاد الله وهي عريضة...
على الخائف المطلوب كفّة حابلوقوله: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ تذييل مؤكد لما قبله وهو شدة خوفهم.
ووليتم: من التولي بمعنى الإعراض ومدبرين: من الإدبار بمعنى الذهاب إلى الخلف أى: ثم وليتم الكفار ظهوركم منهزمين لا تلوون على شيء وهكذا، نرى الآية الكريمة تصور ما حدث من المؤمنين في غزوة حنين تصويرا بديعا معجزا.. فهي تنتقل من تصوير سرورهم بالكثرة، إلى تصوير عدم نفعهم بهذه الكثرة، إلى تصوير شدة خوفهم حتى لكأن الأرض على سعتها تضيق بهم، وتقفل في وجوههم، إلى تصوير حركاتهم الحسية المتمثلة في تولية الأدبار، والنكوص على الأعقاب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو،أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية