رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء طارق الفامي يكتب: حقيقة الاجتياح البري المؤجل

اللواء طارق الفامي,
اللواء طارق الفامي, فيتو

لقد أرسلت أمريكا حاملتين للطائرات هما چيرالد فورد والتي تم نشرها في المنطقة في أعقاب عملية طوفان الأقصى وهي تتمركز حاليًا في شرق البحر المتوسط أمام سواحل غزة على بعد حوالي ٣٠ كم من سواحل غزة ومعها مجموعاتها الهجومية وأيضًا حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور ومجموعاتها الهجومية.


كما أرسلت إنجلترا سفينتان بحريتين تابعتين للبحرية الملكية الي شرق البحر المتوسط وذلك لدعم وحماية حاملات الطائرات الأمريكية.
هذه القطع البحرية مهمتها اكتشاف وتتبع الغواصات والتعامل معها وتدميرها كما أرسلت أيضًا طائرات تجسس لدعم إسرائيل، وذلك لردع التصعيد ضد إسرائيل.


 

كما تم أيضًا إرسال قوة من مشاة البحرية الأمريكية قوامها ٢٠٠٠ جندي إلى سواحل إسرائيل لتنضم إلى السفن الحربية الأمريكية والقوات المتمركزة هناك وهذه القوة متخصصة في القيام بمهام الإنزال البحري والعمليات البرمائية والقيام بالعمليات الخاصة.


إن الأمر المعلن من إرسال حاملات الطائرات الأمريكية والسفن التابعة للبحرية الملكية وقوات المارينز إلي شرق البحر المتوسط هو لردع التصعيد ضد إسرائيل وحمايتها.


إلا أن حقيقة الأمر هي قوات موجهة ضد مصر وإيران حيث أن قطاع غزة وحركة حماس لا تحتاج كل هذه القوة العسكرية.


إن الوضع يتطور سريعًا علي طريق التصعيد وهناك إحتمالات كبيرة في تورط دول أخرى في هذا الصراع.


إن الجيش الأمريكي يعزز وجوده في المنطقة بالتأكيد لغرض فرض الحماية لإسرائيل وردع كل من يحاول محاربتها.


وبالفعل وافقت إسرائيل على طلب أمريكا تأجيل الاجتياح البري لغزة حتي وصول قوات أمريكية إضافية.


أما الغرض الرئيسي من تواجد كل هذه القوات هو إرسال رسالة ضد مصر وإيران فميليشيات إيران متواجدة في المنطقة حول إسرائيل فحماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وأيضًا في سوريا والعراق.


 

أما مصر إذا ما حاولت التصدي للخطة الصهيوماسونية التي تقوم بها إسرائيل لتوطين سكان غزة في سيناء عسكريًا فسوف تواجه مصر أمريكا وإنجلترا وإسرائيل فهى محاولة لفرض الأمر الواقع على مصر حيث أن إعلان دولة إسرائيل العظمى متأخرة ويجب أن يسرعوا بقيام دولتهم من النيل إلي الفرات وصولًا لحكم العالم وبناء الهيكل لإنهم متأخرون في تنفيذ هذا المعتقد التلمودي.


فبعد الحرب العالمية الأولى نزح اليهود إلى فلسطين العربية وأقاموا الكيان الصهيوني وبعد الحرب العالمية الثانية تم الاعتراف رسميًا بقيام دولة إسرائيل ومن الواضح أنهم يخططون لقيام حرب عالمية ثالثة وذلك لإعلان دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات وهو شعار علم إسرائيل.


إن أمريكا تعيش الوهم إذا كانت تعتقد بأن حل القضية الفلسطينية وتوطين أهالينا من غزة في سيناء هو حل قابل للتنفيذ.


فلن يقبل مصري واحد أو فلسطيني يؤمن بقضيته وتحرير أرضه المحتلة بمثل هذا الحل.


إن أمريكا ليست حيادية في عملية السلام ويجب استبعادها من أي مفاوضات للسلام في المستقبل حيث ثبت أنها وإسرائيل كيان واحد وعلى دول العالم الحر الباحث عن السلام استبعاد أمريكا من أى مفاوضات للسلام.

الجريدة الرسمية