114 سنة على ميلاد كابتن لطيف، مدرب وحكم ومحاضر وشيخ المعلقين الرياضيين
محمد لطيف، شيخ المعلقين الرياضيين، اشتهر بإفيهاته المتميزة، تميز بخفة الروح والحضور على الشاشة في تعليقاته على مباريات كرة القدم، عشقه جمهور الكرة على مدى سنوات طويلة، من أشهر إفيهاته على الشاشة “الكورة اجوال، وجون وجون وجون”، ورحل عام 1990.
وُلد الكابتن لطيف في مثل هذا اليوم 23 أكتوبر 1909 بقرية الزيتون بمحافظة بني سويف، ونشأ بحي في القلعة بالقاهرة، أحب كرة القدم فى طفولته ولعب في دوري المدارس منذ كان في الابتدائية بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز، ثم لعب مع مدرسة الخديوية.
وكانت أولى مبارياته أمام مدرسة السعيدية عام 1927، وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية الرياضية للعب مع الفريق الأول للمدرسة ضد مختار التتش، ووقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادى المختلط ـ الزمالك حاليا ـ على محمد لطيف ليلعب معه مقابل ثلاثة قروش.
الفوز على الأهلي
ابتسم الحظ لـ محمد لطيف، وكانت أول مباراة للنادي أمام الأهلي، وانتهت بفوز الزمالك بهدف للا شيء، وسجل لطيف هدف الفوز الوحيد، وعقب نفس المباراة اختاره محمد حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس نادى الزمالك، ضمن صفوف منتخب مصر الوطني، تحت القيادة الفنية للإسكتلندي جيمس ماكراي، ليحقق إنجازًا مع زملائه من اللاعبين بالصعود لنهائيات كأس العالم في إيطاليا 1934، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
وظهر محمد لطيف بشخصيته الحقيقية فى عدد من الأفلام السينمائية، منها "غريب فى بيتى" مع نور الشريف وسعاد حسنى، "فى الصيف لازم نحب" مع سمير غانم وصلاح ذو الفقار، ورحل عن 81 عامًا.
بعثة للدراسة بالخارج
اختير الكابتن محمد لطيف من مراقبة التربية الرياضية بوزارة المعارف ـ التربية والعليم ـ مستر ساميسون للسفر إلى إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية بوصفه أحسن رياضي، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية جولدن هيل هناك، ثم اختاره مستر ساميسون المراقب الإنجليزي بالوزارة بالاتفاق مع مدرب منتخب مصر ليلعب فى أكبر أندية إسكتلندا، وهو نادي "الرينجرز" لمدة ثلاث سنوات طوال مدة بعثته.
موقف طريف مع هيلاسلاسى
ويوم سفره تعرض محمد لطيف لموقف طريف سجله في كتابه "الكرة حياتي"، حين فوجئ بأعداد كبيرة من الصحفيين والمصورين ينتظرونه على محطة القطار الذى كان سيقله إلى جلاسجو، وفرح كثيرا، وظن انهم كانوا في انتظاره لكنه اكتشف في الحقيقة انهم كانوا في انتظار هيلاسلاسى إمبراطور أثيوبيا الذي كان سيستقل نفس القطار.
بعد العودة إلى مصر فكَّر لطيف فى التعليق على المباريات بعد اعتزاله كرة القدم عام 1945 من خلال الراديو، وكان قد تعلم التعليق الرياضى على المباريات في إنجلترا من الصحفى الإنجليزي "ركس"، حين شاهده يجلس بين المتفرجين، بما فيهم 28 مكفوفا ليذيع المباراة ويصفها للمكفوفين الذين تفاعلوا مع وصفه.
وكان أول تعليقات الكابتن محمد لطيف مع مباراة بين منتخب الإسكندرية ومنتخب القاهرة، ومن وقتها أخذ طريقه في مجال التعليق على المباريات، وظل مستمرًا في الراديو على إذاعة المباريات حتى عام 1960، ومن بعدها قام بالعمل في التليفزيون، مع افتتاحه كأول مذيع بالبرامج الرياضية، واستمر أكثر من 15 عامًّا معلقًا، كما عمل مراقبًا عامًّا للبرامج الرياضية.
وحصل على لقب شيخ المعلقين الرياضيين، إلى جانب عمله في التدريب، وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل فيه محاضرًا، تخرجت منه الدفعة الأولى عام 1940.
أولى رحلاته الى فلسطين
طاف الكابتن محمد لطيف دول العالم لاعبا ومدربا ومعلقا وكانت أول رحلة له خارج البلاد إلى فلسطين مع منتخب مصر لمدة عشرين يوما، وأول رحلة إلى أوروبا كانت مع النادى الأوليمبى ضيف شرف بجولة في اليونان ويوغوسلافيا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا.
الشارة الدولية للتحكيم
عمل محمد لطيف حكمًا للمباريات، وحصل على الشارة الدولية للتحكيم فى المباريات الدولية، واتجه إلى التعليق عام 1948 من خلال الراديو، وحصل على لقب شيخ المعلقين لما كان يتمتع به من أسلوب مميز خاص به فى التعليق على المباريات فمَن يمكنه نسيان تعليقات مثل: "وزى ما إحنا عارفين إن الكورة أجوان، والجون بييجى فى ثانية، الجايات أكثر من الرايحات، الجو النهاردة جو كورة، الحكم ده صفارته محترمة، ولو بصيت على يمينك هتلاقى جمهور الزمالك بالأعلام البيضاء، وعلى شمالك جمهور الأهلي بأعلامه الحمراء " ورحل عام 1990.