يا فلسطين.. غدا نبني جسرا
المقاومة الفلسطينية تدرك جيدًا أن ردة الفعل تجاه أعمالها ضد الاحتلال الإسرائيلي ستكون حتمًا عنيفة، يدركون أن كل شيء في هذا العالم له ثمنه، وأن ثمن بقاء قلب فلسطين ينبض هو ضريبة من الدم يدفعها الفلسطينيون أنفسهم.. نعم هم فقط ولا أحد غيرهم.
عندما يحدث عمل مقاومة أو هجوم، قد نشعر نحن العرب والمسلمين في كل بقاع الدنيا بالفرح ونرفع الشعارات ونتبادل الميمز والكوميكس على منصات التواصل، ولكن يبقى القلق حكرًا على أولئك الذين يعانون من الاحتلال، وهم من لهم الحق الأول والأخير في الدفاع عن أراضيهم المحتلة بالطريقة التي يرونها مناسبة.. أما نحن فلنقل خير أو نصمت.
المقاومة الفلسطينية جزءً أساسيًا من نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة. وتأتي أعمال المقاومة كرد فعل ضد القمع والاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي. إنها محاولة للدفاع عن الحقوق الأساسية لهذا الشعب واستعادة أراضيهم وحريتهم.
طوفان الأقصى
نعم يتعرضون دوما للعنف والعقاب الجماعي من قبل القوات الإسرائيلية، بعد كل عملية للمقاومة، ويعانون من الاعتقالات التعسفية والهجمات العسكرية، لكنهم مستعدون لدفع هذا الثمن لأنهم يعرفون أن الصمود والمقاومة هما الوسيلتان الوحيدتان لتحقيق العدالة والحرية.
عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية تعكس بشكل واضح إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه واستعادة أراضيه المحتلة. كما إن قدرة المقاومة على تنفيذ هذه العملية بنجاح تعكس قوتها وتصميمها في مواجهة الاحتلال. وبالتالي، فإن هشاشة دولة الكيان المحتل أصبحت واضحة وملموسة.
وهذه العملية في هذا التوقيت، السابع من أكتوبر، إنما تعيد للأذهان ذكرى لا تبرح وجدان كل العرب وهي انتصار السادس من أكتوبر.. أكبر انتصار للعرب على امتداد المواجهة مع المحتل الصهيوني.. وليس الرابط بين نصر أكتوبر وطوفان الأقصى هو عامل التوقيت وحده.. لكنهما يشتركان في أنهما يكشفان عوارات إسرائيل التي تدعي أنها قوة لا تقهر ذات سياج حديدي صلب لا يمكن لأحد اختراقه.
في يوم ما، سيخلد الفلسطينيون انتصاراتهم عندما يستعيدون الأرض كاملة، ولن يكون غريبا أن يطلقون إسم السابع من أكتوبر على إحدى المدن الجديدة التي سنبنيها معهم.. ومن يدري فقد نبني كوبري يمتد ما بين ستة أكتوبر على أطراف الجيزة وسبعة أكتوبر على أطراف القدس.