وانتظرنا على أحر من الجمر لحظة النصر
في الذكرى الـ 50 لانتصارات أكتوبر المجيدة، حرب الشمس المقدسة، لا ننسى أبناء الجيش المصري العظيم، ست سنوات من التدريب الشاق وكل بطل ينتظر على أحر من الجمر لحظة العبور وتحرير الأرض، ست سنوات مرت وكأنها دهر، الثواني والدقائق تمر ببطئ وعلم إلى ميتسموش يرفرف وجنوده يدنسون أرض سيناء المقدسة.
لم نقف هذه السنين مكتوفي الأيدي ولكننا أعطيناهم دروسا لن ينسوها من أول ضرب السفينة الحربية إيلات وجزيرة شدوان ورأس العش ولسان التمساح حتى ضرب رصيف إيلات في عقر دارهم 5 مرات ورغم ذلك لم نشفي غليلنا من هؤلاء المغتصبين لأرض الوطن.
وجاء يوم الحسم، يوم السادس من أكتوبر، وفي تمام الساعة 12 ظهرا بدأ فتح المظاريف وكل يعرف مهمته، الصمت يسود الأجواء على طول الجبهة، دقائق وثواني تمر ببطء شديد، الساعة تقترب من الواحدة والخمسون دقيقة أزيز طيران يأتي من خلفنا على ارتفاع منخفض..
وفجاة يعلوا ويعلوا مخترقا الجبهة الشرقية وتتعالى النيران من المواقع والدشم الإسرائيلية، ملائكة السماء والأرض تهتف الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر لتزلزل حصون العدو.. الله أكبر تفتح عنان السماء للمصريين للأخذ بثأرهم وتحرير أرضهم.
وتتهاوى المواقع الإسرائيلية الحصينة التي عكفوا على بنائها واستيراد أغلى الخامات وتفننوا في تحصينها من الوحوش المصرية، ولكنها سرعات ما تلاشت وسط عزيمة وإصرار المصريين لتحرير أرضهم، وسقطت المواقع واحدا تلو الآخر، تبة الشجرة. عيون موسى. جبل مريم. ممر متلا. البحيرات الكبرى والصغرى. القنطرة وبئر العبد ونخل والحسنة.
معارك ضارية سجل فيها المصريين أروع البطولات وتهاوت أعلام ومواقع ودبابات إسرائيل أمام الطوباز والاستريلا والحية والضبع الأسود والسوخوي والميج، مفاجأت نزلت على رؤوس قادة إسرائيل وكأنها صواعق من جهنم تذيقهم أشد العذاب.