نجاح سلام!
رحلت المطربة الكبيرة نجاح سلام في هدوء إلا من حزن جمهورها العريض الممتد بطول الوطن العربي وعرضه.. شرقه وغربه.. حتى المهاجرين منه الزاحفين خلف مستقبلهم خارج بلادنا العربية حازت احترامهم وحبهم قبل إعجابهم.
كان ذلك طبيعيًّا في ظل التعامل مع حالة فنانة مثالية تكاملت عندها الموهبة مع الخلق الطيب مع الثقافة مع الالتزام الوطني والقومي مع كل قضايا لبنان الشقيق، وكذلك كل قضايا وطنها العربي الذي رأته واحدًا متصلًا لا تعترف -ككل القوميين العرب- بتقسيم الاستعمار له.
ومن أجل ذلك وغيره أحبت نجاح سلام الشعب العربي في كل مكان.. ولدت وتربت ونشأت في لبنان وعاشت في مصر كما عاشت في الكويت وغنت للجميع!
ويمكن القول بكل صدق وشهودنا بالملايين أنه ومنذ فترة طويلة لم يجمع العرب على الحزن على رحيل أحد وبخاصة الفنانين كما حزنوا على نجاح سلام، وبدا الأمر واضحًا بغير توجيه ولا لجان إلكترونية طبعًا على شبكات التواصل الاجتماعي!
في بلادي.. أحبها المصريون وعشقوا صوتها وهي المطربة الوحيدة في العالم مصرية وغير مصرية التي كادت أغنية لها تتحول إلى السلام الوطني لمصر ورشحت أغنية "يا أغلى اسم في الوجود" مع أغنيات أخرى حتى انتهى الاختيار إلى نشيد "بلادي بلادي" وعند مصر التي شدت لها نجاح سلام عشقت هي الزعيم جمال عبد الناصر والمدهش أنها لقت وجه ربها في ذكري يوم رحيله!
رحم الله نجاح سلام.. العروبية المخلصة الصادقة والتي تنوع عطائها في كافة صور الغناء الديني والوطني والعاطفي والوصفي ومعها التمثيل ونجحت فيها كلها نجاحًا مذهلًا ورغم ذلك كله.. رغم كل هذا الحب والتقدير الشعبي والرسمي والتكريمات والجوائز نرى أنها لم تحصل على ما تستحق.
لكن يكفيها خلودها في الضمير العربي ووداعها المهيب ودعاء الناس وترحمهم عليها في كل مكان.. رحم الله نجاح سلام.. وإلى جنات النعيم.. وخالص العزاء لأسرتها ولعائلتها ولأهل لبنان الحبيب ولكل محبيها.