زغلول صيام يكتب: تشكيل أجهزة المنتخبات الوطنية للترضية أم للصالح العام؟!!
في كل بلاد العالم- ونحن لسنا منهم- تشكيل المنتخبات الوطنية يكون ضمن خطة طويلة المدى لتحقيق أهداف عديدة في مقدمتها طبعا إمداد المنتخب الأول بالعناصر المميزة وفتح آفاق الاحتراف أمام الأعمار الصغيرة وأمور كثيرة لا تبدو لي موجودة فعليا فيما ينتوي اتحاد الكرة المصري تطبيقه مع إعلان مسئوليه عن نيتهم في تشكيل منتخبات لأعمار سنية 2005-2007-2008-2009.
الكل يجري وراء الأسماء المرشحة ومن يمسك هذا المنتخب أو ذاك ولم يسأل أحد عن الهدف من تكوين المنتخب لأنه لا توجد أجندة فنية داخل الاتحاد تضع معايير واضحة وشفافة وإنما كله بالحب؟!!
كله بالحب لأن لو أن هناك عاقلا في هذا الاتحاد أو شخصا لديه رؤية فنية لكان قد استعجل في تشكيل منتخب 2005 وهو الفريق الذي عليه الدور في التصفيات الأفريقية لمرحلة الشباب وكان عليهم تشكيل هذا المنتخب مباشرة بعد إخفاق منتخب 2003 في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر وخروجه من الدور الأول لأن هذا الفريق لديه ارتباطات رسمية في 2024 …. ولكن لأنهم لا يفكرون في مثل تلك المسائل الفنية تأخروا حتى يتم تشكيل أربعة منتخبات دفعة واحدة!!!
ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين قرر مسئولو اتحاد الكرة- وأنا أعرف أنهم مثلنا تماما لا يملكون من أمر نفسهم شيئا- تشكيل منتخب 2009 ضمن حزمة المنتخبات علما بأن أول ارتباط رسمي لهذا الفريق بعد خمس سنوات أي في 2028 (وطبعا هذا دليل على أنهم يفكرون للمستقبل البعيد!!!).
الأمر لا يتعدى كونه مجموعة من الترضيات لبعض الأصدقاء والأصحاب وأولياء الأمور المحظوظين بدليل أنه لا توجد معايير في بعض الترشيحات التي تم تسريبها لجس النبض فكيف يتم ترشيح من هو ناهز الـ60 لتولي قيادة منتخب 2008 والمساعدين حدث ولا حرج.
هل هناك رؤية بأنه مع تشكيل تلك المنتخبات يكون هناك اتجاه لتشكيل جيل واعد من المدربين ضمن خطة طموحة للاعتماد على كل ما هو وطني أم أن الأمر يخضع أو يقع تحت بند المجاملات.. والدليل أن مشروع دعم المنتخبات السنية الصغيرة قد فشل بعد مؤتمر في أحد أكبر فنادق القاهرة بحضور الوزير للخلاف على تعيين وتشكيل تلك المنتخبات!!
ومع كامل الاحترام والتقدير للبرازيلي ميكالي الذي يقود المنتخب الأولمبي لماذا يتم وضعه مشرفا على أحد تلك المنتخبات وهو المفترض أن يعد فريقه للمنافسة في الأولمبياد.. أليس الأفضل الانتظار حتى نحكم عليه بعد الأولمبياد وإذا كان هذا الرجل أعد جيلا جديدا للكرة المصرية أم لا!! أم هي محاولة لمنح فرص للأجانب باعتبار أن الدولار عندنا ليس له قيمة!!!
أقر وأعترف أن تشكيل المنتخبات على مر الزمن يخضع لبند المجاملات في أحيان كثيرة ولكن لم يكن بهذا الشكل الفج الذي نسمع به تلك الأيام.
مرة واحدة غلبوا المصلحة العامة على مصلحة الأشخاص من أجل هذا البلد.. مرة واحدة التزموا بمعايير دقيقة في الاختيار إذا كنتم جادين في تطوير الكرة المصرية.
أعرف أنني أؤذن في مالطة وأن الجميع يصم أذنيه وتسمع كلاما من نوعية (أنت مش عارف مين تبع مين) ولكن واجبنا أن نظل ندق ناقوس الخطر لعل وعسى يصل كلامنا إلى من يحب هذا البلد.
واقع الأمر يؤكد أن الأمر كله يخضع للمصالح الشخصية وبرامج «فسكونيا» لا توجد إلا على أرض المحروسة بدليل مئات البرامج والمشاريع للاهتمام بالناشئين والمحصلة أن عدد محترفينا في الخارج لايزيد على أصابع اليدين.. أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى مقال واحد وإنما يحتاج الكثير للتأكيد على أننا نسير عكس الاتجاه والأمر لا يخرج عن تكريم مجموعة من المحظوظين من النجوم القدامى يتقاضون مئات الألوف من الجنيهات في مشاريع كل يوم يثبت أنها فنكوش.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.