تم قبول طلب الصداقة
الحكاية بدأت عندما دخلت أتصفح الفيس بوك كعادتى اليومية، مع فنجان القهوة المحوجة، فوجدت عددا كبيرا من طلبات الصداقة ولفت نظري اسم اعرفه جيدا، كان مدرسي الجامعى ففرحت واستعدت ذكرياتى الجامعية، وضغطت موافقة وبالفعل تم قبول الصداقة، ووافقت على من اخترت وله اطمأننت، وله أصدقاء وصديقات مشتركون بيننا..
وبمجرد الموافقة، ولم تمر لحظة واحدة، حتى وجدت من يكتب لي كأنه يناديني: إزيك دورت عليكى كتير أوى على الفيس بوك لحد ما لاقيتك طمنينى عليكى، استغربت من اللهجة المحملة بالاهتمام، وفيها رائحة شوق قوية، عدت أتفقد صاحب الرسالة، يا خبر إنه أستاذي في الجامعة منذ سنوات بعيدة، ولا أخفيكم سرا أننى فرحت جدا لوجوده، ولأنه تذكرنى وكتبت له أننى سعيدة فعلا برسالته وبصداقته.
وهو أيضا رد بأنه سعيد بالوصول إلى وامتدح الفيسبوك وصاحب الفيسبوك وختم بالسلام مستظرفا بحذر، ورددت باللايك المعتاد لأوجز وأنهي الحوار نهاية لائقة، ومر النهار وفي المساء المتأخر فوجئت برسالة منه تتمنى لي مساء جميلا.. تمنيت له مثلها ولم أزد. وفي الصباح التالي أرسل لي قلبا وزهورا، فكتبت له: أشكر حضرتك وتحياتي لأسرتك استأذنك لأنى مشغولة..
لابد أنه أحس بجفاء حروفي وجفاف كلماتي، ويبدو أنه غضب من لهجتى الصارمة حيال مودته واهتمامه ولكنى تعمدت هذا لأن احساسي كامراة همس لى أن في الأمر شيئا، وفات يومان آخران دون أن يرسل لا صباح ولا مساء ولا قلوبا ولا زهورا، قلت بركة يا جامع، لقد وصلته رسالتى الحاسمة..
الحسم في العلاقات
غير أنه فاجأنى في اليوم الثالث برسالة يطمئن بها علي، لكى يوهمنى أن العلاقة فعلا صداقة عادية ومن باب الذوق رديت، وأخذ من وقت لآخر يرسل لى للاطمئنان علي، وأقوم بالرد عليه لأنى أحسست أن الكلام صار طبيعيا، يحكي لي أخباره فأحكي له عن أسرتى، وماذا أفعل فى حياتى..
حتى جاء يوم وأرسل لى أنه يريد أن يرانى ونتقابل ولكنى رفضت، فأرسل لى رسالة شديدة اللهجة فتجاهلته تماما، لأنى أرى أن التجاهل بعد معرفة حقيقة أشخاص في حياتك يرد كل شخص إلى حجمه الطبيعى، ولكن يبدو أن طريقتى هذه استفزته أكثر وأكثر..
فانفجر يكتب لي: لو أردت أن أضرك لفعلت ولكنى أحبك منذ كنت تلميذتى في الجامعة، ولكنك لم تنتبهى لنظراتى ومعاملتى المميزة لك، ولأن المعجبين من حولك ما أكثرهم، ولكن ظل الأمل عندى لحد ما وجدتك من جديد ومش هاسمحلك تهينى كرامتى!
ما دخل الكرامة بواحد يفرض نفسه على حياتك بعد عشر سنوات مثلا؟ بعد أن روت صديقتى حكايتها ألقت علي هذا السؤال الذي جعلني أتأمل تلك الواقعة اليومية المليونية، تحدث صباحا ومساء في أي بقعة من الأرض داخل كوكب الفيسبوك..
تأملت طريقتها في معالجة الهوس الذي يطاردها بأنها اختارت التجاهل وإنكار وجوده، واتضح لى بالفعل أننا نعيش في مجتمع يجهل معنى الرفض، ويأخذه على محمل شخصى، نعيش وسط بشر ينظرون إلى المرأة أنها نافذة مفتوحة لكل من حل وسط الحجرة صائحا أو مناديا بإعجاب..
وأنها سوف تهرول نحوه بالقلوب والورود ثم المواعيد، لابد من الحسم في العلاقات، لأن النفوس المريضة ما أكثرها فغالبا انطباع المرأة الأول وبما تحس به من الرجل يكون صحيحا، فيجب أن تتصرف على هذا الأساس إما القبول أو الرفض التى يجهل معناها الحسم فى العلاقات يقى المرأة شر التورط حتى بحسن نية.
حقا.. إن التعامل بذوق يعطى إشارة خطأ عند الشخص الآخر، فيتوهم أنه قد نال إعجابك
عفوا عزيزى لو حستنى مهتمة بك.. فأنا أصلا مش شايفاك.