رئيس التحرير
عصام كامل

بعد الانسحاب الفرنسي من النيجر.. نيامي تلجأ لجيشها ودول الجوار لمواجهة الحركات الإرهابية.. وڨاجنر في أسوأ حالاتها

قوات الجيش في مالي،
قوات الجيش في مالي، فيتو

أثار قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون،  المفاجئ بسحب قواته من النيجر، عدة تساؤلات حول البديل الذي قد تلجأ إليه نيامي لمساعدتها في الحرب ضد الإرهاب، خاصة أنها كانت تعول على باريس في هذا الجانب.

السيناريوهات المتوقعة للنيجر بعد انسحاب القوات الفرنسية 

وتعتبر قوات فاجنر الروسية، هي أقوى بديل للقوات الفرنسية في القارة الإفريقية والتي ظهرت بقوة في القارة السمراء خلال الفترة الماضية.

وأبرمت قوات  فاجنر اتفاقات شراكة مع دول إفريقيا مثل مالي وبوركينا فاسو إفريقيا الوسطى لتدريب جيوشها ومساعدتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية وحركات التمرد.


ونظرا للظروف التي مرت بها قوات فاجنر منذ الانقلاب الفاشل على الجيش الروسي، ومقتل قائدها يفجيني بريجوجين والإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة الروسية ضدها، أصبح مستقبل المجموعة مهددا، وهو ما يدع إلى التساؤل حول إمكانية لجوء نيامي لفاجنر.

اقرأ ايضا:

كبح الانقلابات ومحاربة التنظيمات، تحالفات عابرة للحدود في أفريقيا أبرزها إيكواس وإيجاد والجي 5

 

وفي هذا السياق قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان والخبير العسكري والاستراتيجي، إنه بعد مقتل قائد فاجنر، يفجيني بيرجوين، أصبحت المجموعة  في أضعف أحوالها، بالإضافة إلى أن روسيا مشغولة بالحرب في أوكرانيا.

النيجر تعتمد على قواتها المسلحة 

وأضاف اللواء محمد الشهاوي: "إنه في الوقت الحالي سيكون اهتمام النيجر منصب على تطوير  القوات المسلحة وتكوين جبهة عسكرية مع مالي وبوركينا فاسو بدلا من اللجوء إلى قوات فاجنر".

وأوضح محمد الشهاوي أن انسحاب القوات الفرنسية من النيجر سيكون في صالح الأمن القومي النيامي، مشيرا إلى أنها كانت تفتعل الإرهاب للبقاء أكثر في هذه البلاد للسيطرة على مواردها.

وأكد مستشار كلية القادة والأركان أن الجيش في النيجر عندها خبرة قتالية طويلة في مجال مكافحة الإرهاب حيث إنها تلقت تدريبات على يد القوات الفرنسية والأمريكية.

التحالفات العسكرية في أفريقيا 

وجراء هذه الأحداث السريعة أقامت عدة دولة إفريقية تحالفات عسكرية فيما بينها لمواجهة التمرد والحركات الإرهابية بدلا من الاعتماد على فرنسا أو فاجنر.

ووقع أكثر من انقلاب في الدول التي تخضع للنفوذ الفرنسي، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما اضطر هذه الدول لإعلان تحالفات تضم الجوانب العسكرية والاقتصادية وغيرها لمواجهة التحديات التي تواجههم أهمها احتمالات التدخل العسكري من قبل فرنسا.

قوات فاجنر، فيتو 

وهناك أيضا تحالفات عسكرية نشأت في القارة الأفريقية بهدف محاربة الحركات والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مثل تنظيم بوكوحرام، وهو ما جعل إثيوبيا وجيبوتي وكينيا لتشكيل تحالف لمحاربة التنظيم التابع للقاعدة في الصومال عن طريق تشكيل قوة عسكرية لمحاربته.

التحالف الإثيوبي الجيبوتي الصومالي الكيني لمحاربة حركة الشباب

وتم إنشاء التحالف بين إثيوبيا وجيبوتي وكينيا والصومال في مطلع العام الجاري في العاصمة مقديشيو، لبدء عمليات “بحث وتدمير لطرد مقاتلي حركة الشباب من الصومال”.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب هجوم مكثف شنته الحكومة الاتحادية الصومالية على الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، خلال الأشهر القليلة الماضية. واستعادت القوات الحكومية السيطرة على بلدات وقرى عدة في وسط الصومال، بمساعدة  الجيش الأمريكي وحلفائها من ميليشيات العشائر والقوات التابعة للحكومات الإقليمية الصومالية.

والتقى الرئيس الكيني وليام روتو ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشو؛ وقال القادة في بيان مشترك: "توصلنا لاتفاق خلال القمة على التخطيط المشترك لشن حملة قوية على مستوى دول المواجهة وتنظيمها لبدء عمليات بحث وتدمير على جبهات متعددة تستهدف معاقلا رئيسية لحركة الشباب في جنوب الصومال ووسطه".
وأضاف البيان: "ستمنع هذه الحملة التي تأتي في وقت حرج، تسلل أي عنصر (من حركة الشباب) إلى المنطقة في المستقبل". ولم يقدم البيان أي تفاصيل عن العملية.

وتسهم جيبوتي وإثيوبيا وكينيا بقوات في البعثة الأفريقية الانتقالية في الصومال، وهي قوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الإفريقي.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس قررت إنهاء تعاونها العسكري مع النيجر وسحب قواتها من الدولة الأفريقية في الأشهر المقبلة.

إنهاء التعاون العسكري بين فرنسا والنيجر

وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن "فرنسا قررت إعادة سفيرها وإنهاء تعاونها العسكري مع النيجر".

وكان النظام العسكري الحاكم في النيجر قد منع في وقت "الطائرات الفرنسية" من عبور المجال الجوي للبلاد، بحسب رسالة إلى الطواقم الجوية نشرت على موقع وكالة الأمن والملاحة الجوية في أفريقيا.

واستمر الخلاف بشأن انسحاب القوات الفرنسية بين باريس والمجلس العسكري الذي استولى على السلطة بالقوة نهاية يوليو الماضي في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة.

ورفض  الإليزيه الاعتراف بالسلطات الجديدة وبقراراتها التي تضمنت إلغاء اتفاقيات عسكرية تجيز الانتشار العسكري الفرنسي في الدولة المترامية الأطراف غرب إفريقيا والغنية باليورانيوم.

فيما طالب  المجلس العسكري بانسحاب جميع القوات الفرنسية وشرع في مجموعة إجراءات إدارية وقضائية لترحيل السفير الفرنسي الذي لم يمتثل لقرار اعتبره شخصًا غير مرغوب فيه.

وفرض المئات من قوات الأمن والمتظاهرين المدنيين العزل طوقا حول قاعدة "برخان"، وقام المجلس العسكري بعزل المنطقة العسكرية التي توجد فيها القاعدة الفرنسية عن بقية مناطق العاصمة.

أصبح مستقبل  تواجد القوات الفرنسية في النيجر على المحك، خاصة بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم وتولى المجلس العسكري مقاليد الحكم في البلاد.

التواجد العسكري الفرنسي في النيجر مهدد بسبب الانقلاب 

وبدأت التحركات ضد التواجد الفرنسي في النيجر، وذلك بعدما نظم آلاف المتظاهرين في نيامي مظاهرات أمام أكبر  قاعدة عسكرية فرنسية في النيجر للمطالبة برحيل قوات باريس.

وتمتلك فرنسا قاعدة عسكرية جوية في النيجر تحمل اسم القاعدة 101، والتي تتواجد بها قوات فرنسية وأمريكية بالإضافة إلى مقاتلات جوية.

القاعدة العسكرية الفرنسية في النيجر 

وتعتبر  القاعدة الجوية 101  والتي تمتلكها فرنسا في النيجر، هي المحور الأساسي لعملياتها وهي تقع بالقرب من مطار "ديوري حماني" الدولي، وتعمل بمهمة مشتركة للقوات الأمريكية والفرنسية.

وتضم القاعدة 101 قرابة 800 جندي أمريكي  و 1500 جندي فرنسي، وأفرادا من دول الاتحاد الأوروبي للقيام بمهام تدريبية عسكرية ومدنية.

ويوجد في القاعدة الفرنسية  101 طائرة بما في ذلك 8 طائرات مقاتلة من طراز (Mirage 2000D )، و4 طائرات بدون طيار مسلحة من طراز (MQ-9 Reaper )، وطائرة (Boeing C-135FR) للتزود بالوقود، وطائرة نقل عسكرية (Lockheed C-130 Hercules)، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر (Eurocopter Tiger)، وطائرات هليكوبتر عسكرية NH90.


وليس فقط القاعدة الفرنسية التي تتواجد في النيجر، فالولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أيضا طائرات بدون طيار باستثمار قُدر بنحو 140 مليون دولار في منطقة أغاديز بالنيجر، تحت اسم "القاعدة الجوية 201" حيث تعد ثاني أكبر قاعدة أمريكية في إفريقيا، وأغلى قاعدة، كما تعمل كمركز رئيسي للاستخبارات والمراقبة، ويتمركز بها نحو ألف جندي.

كما تغطي القاعدة الأمريكية نحو 25 كيلومترًا مربعًا، وتستضيف أسطولا كاملا من المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) والطائرات بدون طيار (UCAVs)، وطائرات النقل ( MQ-9 Reapers ) و(C17).

ومنذ فبراير الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي مهمة تدريب جنود النيجر ولمدة ثلاث سنوات، بكتيبة من 50 إلى 100 جندي، بهدف توفير التدريب وتقديم الخدمات الاستشارية.
ويتواجد في النيجر أيضا نحو60 جنديا ألمانيا في المهمة الأوروبية.
إستونيا كانت أعلنت نيتها إعارة خمسة جنود لتلك المهمة قبل يوم واحد من الانقلاب.ويتمركز حاليا 350 جنديا إيطاليا كجزء من البعثة منذ عام 2018.
وأصبح الانقلاب العسكري  الذي حدث في النيجر هو الكابوس الذي يهدد تواجد القوات الفرنسية والأمريكية في ذلك البلد الإفريقي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية