باحث في الشأن الأفريقي: سحب القوات الفرنسية من النيجر يفتح الباب للتغلغل الروسي
النيجر، قال محمد عبد الحميد الجزار، الباحث فى الشأن الافريقى، إن قرار فرنسا سحب قواتها من النيجر يأتى بعد خسارة فرنسا الرهان في النيجر بعد أسابيع من الخلاف بين فرنسا والمجلس العسكري في النيجر.
وأعلن الرئيس الفرنسي مساء أمس الأحد، أن السفير الفرنسي في النيجر سيلفان إيتي سيعود إلى فرنسا وبصحبته العديد من الدبلوماسيين الفرنسيين خلال الساعات المقبلة، كما أضاف أن القوات الفرنسية المتواجدة في النيجر، والبالغ عددها 1500 جندي سوف ترحل هي الأخرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بحيث يتم الانتهاء من الانسحاب الكامل لها من النيجر بحلول نهاية العام، وذلك من خلال التشاور مع قادة الانقلاب ليكون رحيلهم بطريقة سلمية.
وقد قوبلت تلك القرارات بالفرحة والاحتفال من قبل قادة الانقلاب في النيجر معتبرين أن هذه لحظة تاريخية تشهد علي تصميم وإرادة شعب النيجر.
فتح الباب للتغلغل الروسي في النيجر ومنطقة الساحل
وأكد محمد عبد الحميد الجزار، الباحث فى الشأن الافريقى فى تصريح لفيتو، إن قرار فرنسا سحب قواتها من النيجر يمثل مكسبا كبيرا للدب الروسي، حيث سيعزز من تواجده في منطقة الساحل الأفريقي بعد أن قامت قوات فاجنر بالتعاون مع قادة الإنقلاب في مالي، وبوركينا فاسو، بجانب وجود مناقشات بينهم وبين قادة الانقلاب في النيجر برعاية العسكر في مالي للتعاون مع النيجر هي الأخري منذ بداية الانقلاب ومخاوفها من حدوث تدخل عسكري ضدها فضلا عن ذلك فمع تصاعد الهجمات الإرهابية في النيجر مؤخرا وانسحاب القوات الفرنسية فإن الطريق أصبح مفتوحا أمام قوات فاجنر لتحل محل القوات الفرنسية والتي اتهمت لسنوات بأنها تتعاون مع الجماعات الإرهابية لكي تعزز من تواجدها في النيجر وفي منطقة الساحل وتبرر من بقائها في المنطقة رغم فشلها في مكافحة الإرهاب بل من المتصور أن روسيا لديها نوايا في تصفية الوجود الفرنسي في كامل الدول الفرنكوفونية في أفريقيا من خلال تدبير انقلابات عسكرية تعصف بالنظم الموالية لفرنسا وخاصة في منطقة وسط أفريقيا لكي تضمن لنفسها نفوذا أكبر في أفريقيا يعزز من مكاسبها في حرب النفوذ مع الغرب.
أمريكا حافظت على تواجدها في النيجر مستقبلا
وتابع نظرا للمواقف الأمريكية الأكثر مرونة مع قادة الانقلاب في النيجر منذ بداية الأحداث واتخاذها لمواقف بعيدة عن فرنسا , فإنها استطاعت أن تحافظ علي بقائها في النيجر، وتحفاظ على قواعدها العسكرية في النيجر، حيث يوجد لديها نحو ألف جندي في النيجر، موزعين على القاعدة العسكرية الجوية 101 بالقرب من العاصمة نيامي , والقاعدة الجوية 201 في أغاديز , بجانب وجود أحاديث عن قاعدة سرية تستخدمها أمريكا في عمليات التجسس والإستخبارات علي دول منطقة الساحل وشمال أفريقيا , وبالتالي فإن نفوذها العسكري سيظل موجودا في النيجر ومنطقة الساحل حتي في حالة تصاعد الوجود الروسي في المنطقة.
الصين تبحث عن مكاسب عسكرية واقتصادية
وواصل حديثة قائلا اما عن الصين فإن الفرصة أصبحت مواتية لها هي الأخري لكي تعزز من علاقاتها العسكرية مع النيجر , والحلول محل الشركات العسكرية الفرنسية , وبيع معدات عسكرية ولوجستية للنيجر , بجانب سعي شركاتها العملاقة للتواجد والحلول محل الشركات الفرنسية المختلفة الموجودة في أسواق النيجر للحلول بدلا منها , رغم صعوبة تصفية النفوذ الإقتصادي لفرنسا في النيجر في القريب العاجل , لكون عملة الفرنك مرتبطة بفرنسا , وتحتاج هي الأخري للتخلص من هيمنتها في الدول الأفريقية التي تتعامل بها , للخروج من التبعية الإقتصادية , والعبودية النقدية.
فرنسا لن تترك النيجر ومنطقة الساحل بسهولة رغم الخسائر الحالية
وأضاف رغم الخسائر التي منيت بها فرنسا في المنطقة وإعلانها لسحب قواتها وسفيرها من النيجر، وتراجع شعبيتها فاعتقد أنها لن تترك الإنقلابيين دون عقاب , بل إن مسألة إعلان سحب قواتها تأتي في إطار خطة غير معلنة لمعاقبة قادة انقلاب النيجر , حيث يمكن أن تتعاون مع الجماعات الإرهابية في المنطقة , لتزيد من حالة عدم الإستقرار الأمني في النيجر , وبالتالي تصنع أزمات للقادة الجدد , تجعلهم محل اتهام شعبي بالعجز والتقصير , وحينها يمكن أن تدبر انقلاب عسكري ضدهم , تعود من خلاله للمنطقة من جديد مع حلفاء جدد يتولون السلطة في النيجر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.