أطفال حي الزبالين: الناس بتعاملنا وحش عشان بنشتغل في الزبالة ونفسنا حياتنا تتغير، وباحثون: هذه الأعمال لا تصلح للأطفال وتؤثر على حالتهم الصحية والنفسية مستقبلًا (فيديو)
قد يجعلك الواقع مذهولا، تسأل عما وراء هذا الواقع من ألم خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال، أو المستقبل إذا صح التعبير.
فنرى بعضا من هذا الواقع حيًا بلحمه وعظمه رأسه وذيله بطنه وأنفه تمامًا كما فعل عاطف الطيب في السينما الخاصة به، الكتابة عن عمالة الأطفال صعبة وربما تكون شاقة والحديث في أمر كهذا يثير في الضمائر شيئا من الانكسار حزنا على الواقع.
الزرايب أو حي الزبالين اسم يوحي لدى سماعه للمرة الأولى بشئ من الغرابة والدهشة والقليل من تأرجح اليقين ولكن هكذا جرى تعريف منطقة جغرافية على سفوح جبل المقطم يقال إنها اقُتطعت عنوة من رحم السلطة لتكون مأوى لعشرات الغرباء الذين بدأوا للهجرة من صعيد مصر في أواخر أربعينيات القرن الماضي واضطروا للعمل بمهنة جمع القمامة من منزل إلى منزل كحل أخير لتفادي موتهم جوعًا وشيئا فشيئا وتحت ضغط أشهر عاداتنا الاجتماعية وبالة في هذا التوقيت أورث الآباء لأبنائهم تقاليد هذة المهنة الجليلة والذين أورثوها بالتعبية لأبنائهم فأورثوها هم الآخرون لأبناء الأبناء وعبر تيار كثيف ومعقد من الدماء أبحر على غير هدى رافضًا الغرق في محيط الذكرى تحول هذا الجمع إلى جماعة ومن ثم إلى مجتمع فبات يعرف منذ هاتيك لحظة باشد الأسماء غرابة في مخيالنا الشعبي "مجتمع الزبالين" وهو الاسم الذي سيجري التعامل به حكوميًا في الوثائق الرسمية للإشارة لهذة المساحة من العيش والتي تنتشر بها عمالة الأطفال بشكل يدعو للنفير العام إزاء صغار يجري التعامل معهم بأنهم مورد حي في اقتصاد هذا المجتمع وثرائه فباتوا يعرفون بأكثر الأسماء تأففًا في الذهنية المصرية "أطفال القمامة" "فيتو" في جولة ميدانية وبالصور الفيديو ترصد عمالة الأطفال في أشد الأماكن انغلاقًا وتكتمًا وسوء سمعة حي الزبالين.
الحياة في حي الزبالين
يعد مجتمع الزبالين من أكثر المجتمعات التشاركية نجاحًا وأكثرها انغلاقا وتكتمًا في نفس الوقت التناقض اللغوي يظهر جليًا في السرد أعلاه كيف بمجتمع تشاركي وانغلاقي في نفس الوقت، ربما يرجع ذلك إلى أنهم جميعًا ينتمون إلى أصل واحد ومنبع واحد وثقافة واحدة بل ودين واحد (أغلب مجتمع حي الزبالين أقباط) فما يربطهم ببعضهم بعضًا ليس كونهم أبناء المهنة الواحدة بل رباط أشد متانة وأكثر قداسة رباط الدم الواحد والدين الواحد لذلك ستجد أنهم متكتمين على أنفسهم ومنغلقين على حيزهم الجغرافي الممتد من سفح جبل المقطم حتى الربع الخالي من منشية ناصر رافضين دخول الغرباء إليهم لإفساد مثل هذا الانعزال اللذيذ.
بمجرد دخولك هناك ستجد كل الأعين ترصدك تحللك تغربلك وتزن لحمك وعظمك وتحصي عدد الشعيرات في رأسك ومهما حاولت التستر و ابتدعت أحدث طرق التخفي أنت مفضوخ لا محالة سيعرفونك أنك "دخيل" من ملمس يداك ومن رائحة العطر المتناثر علي ملابسك من عشاء يوم الأحد الفائت من رائحة الصابون على جلدك بل ومن خلال أنفاسك الخالية من الشؤوب العفِن سيضيقون عليك الخناق ولن تمر أبدًا " أنت بتدور على حاجة هنا فاجأنا أحدهم حتى قبل أن تطأ أحذيتنا برك مستنقعاتهم الموحلة وترابهم الذي يفوح بالنتانة" لو جاي تصور بلاش محدش هيطلعك من هنا "شكرناه على مثل هذه النصيحة ووعدناهم أننا لن نفسد هيبة مثل هذه المملكة بإفشاء أسرارها للغرباء ولكن لو بالإمكان أن يتفضل علينا بسؤال "اي هو".
- لماذا كل هذا التكتم إذا كانت الرائحة وحدها هي من ترشد الغرباء إليكم
"عشان إحنا زبالين والزبال محدش بيحترمه فالأحسن يقفل على نفسه" يعد مجتمع الزبالين من أكثر المجتمعات انغلاقية وتحفظًا ويرجع ذلك ربما لدافع نفسي أكثر منه أمني أو احترازي حيث يشعرون بالدونية والنبذ المجتمعي نتيجة عملهم بجمع القمامة خاصة أنها من المهن التي لا تلقي الاحترام اللازم في مجتمعنا.
يدين مجتمع الزبالين بالمهابة لرجل واحد تتجمع في قبضة يده كل مقاليد السلطة ومفاتيح الرزق وطرق الثراء من جمع القمامة مصادقته تعني أن شمس الصباح قد أشرقت في غدك الكئيب ومجالسته تعني كل الرضا عنك في العادة يتم تعريف هذا الرجل إعلاميًا وحكوميًا تحت مسمى "نقيب الزبالين" ولكن الأمر ينطوي على قصور تعريفي يفتقد أدنى مسببات الدلالة فهذا الرجل يحظى باحترام جنرال حرب متقاعد في نفوس الصغار والكبار هناك، يمكن تعريفة بأنه الحاكم الفعلي لهذا الليبنثتروم (مساحة العيش) الجميع يأتمر بأمره والكل يصغي له وحكمه نافذ وقاطع ولا يقبل النقاش الخروج عنه يعني طردك عمليًا من نعيم هذه المملكة، تم رصده بالعين وهو يطل من شرفة قصره الفارهة والذي يعلوه برج حمام ويزين واجهته ثلاث طواويس محنطة وآية من الكتاب المقدس اقتطعت بعناية من إنجيل متي "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم".
كان يشبه امبراطورًا يوناني وهو ينظر بعينين يملاؤها الفخر إلى رعيته وهم ينعمون بالبحث عن رغد عيشهم وسط أكوام النفايات.
"ده بيطلع في التلفزيون مخصوص عشان يدافع عننا" يقول أحد الأشخاص والذي كان يرافقني طيلة هذه المغامرة ثناء منه وعطفًا" همشي معاك بس تصوير لا في حريم شغالين مع عيالهم" للأمانة طوينا في يده مائتين جنيه ولكنه رفض "فلوس ايه يعم دنا بشرب بيها شاي على القهوة".
يحظى العاملين بجمع القمامة في مجتمع الزبالين بدخل يومي متفاوت فيما بينهم ولكنه مرتفع مقارنة بباقي المهن الفردية، تُعتبر المخلفات التي يجمعها من بيت لبيت كنز يغدق عليهم مالًا وذهبًا، من بعيد يبدوأ على العاملين بتلك المهنة الفقر المدقع بسبب أزيائهم البالية وأحذيتهم المهترئة غير أن الهواتف الثمينة والحلى الذهبية التي تثقل أذرعهم وأعناقهم رجالًا ونساء والبيوت المزخرفة الفارهة والتي سُدت أبوابها بجولات القمامة تقول عكس ذلك.
تغيب كل وسائل الإشراف الأمني هناك، غابت يد الدولة فظهر زوار جدد "الحريشة" هكذا يجري تعريفهم في هذا القاموس المعقد من تلك اللغة حديثة النشوء، يقفون على مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى الحي يمتازون بخبرة مُحقق عجوز وحاسة شم كلب بوليسي مُدرب، عملهم يمكن وصفه في هذه الجملة أحادية المعنى “لن يمر دخيل إلى هنا أبدا”.
تنتشر عمالة النساء هنآك بشكل كبير وينقسمنا إلى نوعين نساء يعملون في الورش المخصصة لتدوير وتنقية النفايات وهؤلاء يعملن بداخل الحي رفقة أزواجهم وأبنائهم وتنتشر عليهم مظاهر الثراء والبذخ يبدو ذلك من أيديهم المثلجة بالحلى وهواتفهم غالية الثمن "أغلبهم متجوزين معلمين كبار بس بيشتغلوا برضو" أما النوع الثاني فيعمل في جمع القمامة من البيوت والفنادق والشقق ويقمنا بتحميلها بواسطة عربات بدائية خشبية أو سيارات يستأجرونها باليوم وتوجيهها إلى الحي حيث يجري عملية تفريغها وتنقيتها وفصلها على حسب النوع داخل الورش.
"برضو مش راضيين يستريحوا برغم أن معاهم إلى يكفيهم" يقول مرافقي.
عمالة الأطفال في حي الزبالين
العيش وسط أطنان من القمامة والتعامل معها بشكل عملي ويومي ولسنوات عديدة أمر يثير في النفس نوبة قرف مع القليل من القيء إذا ما خاطر مثل هذا المصير ذهنك،ولكن وسط هذا المناخ شديد النتانة يعيش أطفال لا يتعدي أعمارهم الـ 10 -14سنة منهم من ولد هنأ ففتح عينيه على أكوام القمامة من حوله وأجاد التفريق بين ما يُصلح للتدوير ومن لا يعود بالفائدة فاستحق أن يكون غذاء للماشية وشيئا فشيئا استسلم لمصيره المحتوم كزبال مُنتظر، ومنهم من يقطع عشرات الكيلو مترات قاصدًا حي الزبالين للعمل بداخله مقابل أجر يومي يتفاوت على حسب ساعات العمل والإنتاج "أنا أصلا من العبور وباجي هنأ أشتغل لحد المغرب وأروح" يقول مينا 12 عامًا
وعند سؤاله عن الأجر الذي يتقاضاه إزاء هذة الوقت من العمل أجاب "ساعات 70 وساعات 100".
يقول مينا إنه يعمل في مهنة فرز القمامة من عامين فقط لأجل الإنفاق على دراسته، لا يخفي شعوره بالازدراء إذا العمل في تلك المهنة "ياريت ألاقي شغلانة تانية بس مفيش شغلانة هتديني 100 جنيه في اليوم".
يعوم حي الزبالين فوق صحراء بترول من القمامة تصلح للهيكلة وإعادة التدوير كالنفايات الصلبة مثل الزجاج والبلاستيك والألومنيوم وهي الأغلى ثمنًا وسط أنواع النفايات حيث يفرز الحي يوميا أكثر من 8 آلاف طن من هذه المواد ومن ثما يبيعونها للشركات الحكومية والتي تضطر لشرائها منهم بأسعار مرتفعة بدلا من استيراد هذه المواد من الخارج بالعملة الأجنبية مما يتيح لاباطرة هذه التجارة وضع أجور مرتفعة للعاملين معهم وعلى رأسهم الأطفال.
يتقاضى جرجس بحسب قوله 250 جنيها في اليوم الواحد مقابل 8 ساعات عمل فقط يقضيها في نقل الأكياس المليئة بالنفايات الصالحة للتدوير وفصلها عن الجولات الغير صالحة والتي سيجري التخلص منها أما في محارق وأفران كبيرة خصصت ذلك أو بيعها كعلف للماشية "أنا شغال مع عمي ومش بشتغل الشغلانة دي غير في الإجازة بتاعت المدرسة".
وعند سؤاله عما إذ كان لا يجد أي تأفف إزاء الروائح الكريهة المنتشرة هنا أجاب "كنت في الأول بضايق من الريحة بس أتعودت عليها يعني".
رائحة دخان كثيف تعبق في أجواء المكان امتزجت مع رائحة النتانة المتطايرة في الهواء فأثارت في الأنف شئ من عرقسوس يغلي، يقف شنودة بثياب متسخة بالرماد والدخان والغبار أمام مدخنة لحرق النفايات غير عابيء بشظايا الرماد الورقي المتطايرة حوله " آخر واحد ده وانا كدا عملت معاك الواجب.. تصوير لا " يصر الرجل الذي يرافقني كل نصف ساعة على تذكيري بوعد قد انتهينا منه.
يقول شنودة 15 والذي نظر إلي بارتياب في أول الأمر ورفض حتى مجرد الحديث لولا أن قام بإقناعه الرجل الذي معي إني لا أحمل في جيبي أي نوع من المكائد لهم بل إن الأمر بسيط حيث أني أريد معرفة بعض معلومات عن نشاط الحي ليس أكثر: أنه اضطر للعمل في هذه المهنة بعد أن رفع أباه يد عنه إنفاقًا ودراسة وأخبره أنه كبر بما يكفي للإنفاق على نفسه وأن أخوته الصغار أولى لأنهم لازالوا صغارًا ولا يقدرون على العمل وبالتالي هم أولى بكل قرش يكتسبه.
مضيفًا "الناس بتعايرني إني زبال ولو لاقي شغلانة غيرها هسيبها، يعني الواحد حابب البهدلة".
وعن الأجر الذي يتقاضاه نظير وقوفه أمام ألسنة مشتعلة من النيران قال "بقبض بالأسبوع باخد مصروف كل يوم من الأسطى اللي شغال معاه والباقي باخده أول الأسبوع".
وعند سؤاله عما إذا كان قد أصيب بأي نوع من الأمراض إزاء العمل في تلك المهنة قال "ساعات بحس بصداع ودوخة وبرجع" القيء " ومرة في سرنجة دخلت في رجلي فحصلتلي غرغرينة وقعدت شهر مشتغلش بسببها".
لا نخفي أننا تمكنا ببعض الحيل من التقاط بعض الصور عن حذر كي يصبح التقرير موثقًا، بل وطمعنًا في التسجيل المصور وفعلنا ذلك.
يخبرني عبد الرحمن 13 عامًا والذي اضطررنا لهول ما قاله إن نوقف التسجيل مرتين بعد أن ارتعشت يدانا إزاء هذا البوح الخالي من الدنس: أنه يعمل في هذه المهنة بضغط من أبيه هو الآخر والذي قال له إنه أصبح رجلًا بما يكفي لاقتناص رغيف العيش من فم الأسد " لماذا على أطفالنا تحديدًا أن يكونوا رجلًا دون كل أطفال العالم" أخاطب نفسي محاولا جلدها بسوط تكفير كنسي.
يضيف عبد الرحمن بنبرة طفل خدشته الحياة: أنه يتقاضى في هذه المهنة 70جنيها يطويها في يد أبية كل يوم نظير مأكله ومشربه.
لا يخفي طفل الـ13 عامًا حجم المضايقات التي يتعرض لها في الشارع بسبب العمل في مهنة جمع القمامة " الناس بتضربني وساعات بيخنقوني ولما أرد عليهم يقولولي مالك ياد يا زبال".
-لي بيضربوك
" عشان أنا زبال والزبال محدش بيحترمه " يالها من كلمات
يقول عبد الرحمن إنه في الصف السادس الابتدائي ولكن لا يملك أي حلم يسعى لتحقيقه "مش عايز حاجة ومش عارف هبقى إيه، بس نفسي أبطل الشغلانة دي عشان أبقى بني آدم زي العيال إللي بشوفها وأنا في الشارع".
يحاول عبدالله صاحب الـ 15عامًا أن يضمد جراح نفسه بنفسه ويطمئن موضع حياء قد خُدش بداخله بدى صامدا أول التسجيل ولكنه سرعان ما غاص في هذيان بوح غير منقطع النظير "أبويا إللي قالي أشتغل أي حاجة أهم حاجة تعرف تجيب القرش فملقتش غير الشغلانة دي ونفسي أبطلها وأشوف أي حاجة تاني بس تكون إني مش ألم زبالة الناس تاني".
يدرس عبدالله في الصف الثاني الإعدادي ويحلم أن يدخل كلية الطب أو على الأقل كلية التمريض "لو حققت حلمي مش هنسي الأيام دي لأن في عمرها ما هتتنسى، إهانة الناس ليا بدون سبب وضربهم ليا".
يطمع صاحب الـ 15عامًا في أن يلتفت إليه أحد وينتشله من هذا المستنقع والذي يقول إنه أجُبر بالغوص فيه "المهنة دي محدش بيحترم حد فيها بالإضافة للإهانة إللي بشوفها من الناس، ساعات بروح البيت أتعشى ونفسي الصبح ميطلعش عشان أمي متصحنيش وأرجع للإهانة تاني".
بكتيريا جراثيم وفولاذ
العيش وسط أطنان من القمامة والنبش فيها لفصلها عن بعضها بعضًا هذا ليس بالأمر الهين فأنت عمليًا وعلميًا تتعامل مع آلاف بل وملايين الجراثيم التي لا يمكن رؤيتها بالعين ولكنها تستوطن جسدك بل وروحك فتحيلك رمادًا إذا ما أنست العيش معك، في هذا الجانب يجيبنا أستاذ الأمراض الجرثومية بكلية التمريض جامعة عين شمس نبيل فهمي، قائلا: أولا نشفق سويًا على هؤلاء الصغار الذين قُدر لهم أن يعملوا في مثل تلك الأعمال الخطرة علي الصحة العامة لمن في سنهم، ثانيا العمل في مفرزات القمامة بالنسبة للأطفال من المسلمات أنه خطر ويجب وقف عمالتهم في مثل تلك المهن.
مضيفًا أستاذ الأمراض "القمامة والنفايات عمومًا من أهم المنابع الخصبة لانتقال الجراثيم والبكتيريا إلى جسم الإنسان كـ الملاريا وهو مرض شائع ومعروف أنه ينتقل من البعوض المتغذي على القمامة إلي جسم الإنسان والتيفويد والمعروف أنه ينتقل عبر المياة الملوثة وبالطبع هؤلاء الأطفال يشربون المياه أثناء عملهم بين القاذورات وبالتأكيد هذه المياه لوثت أما برائحة القمامة أو بسقوط أحد القاذورات فيها".
ولازلنا مع دكتور الأمراض الجرثومية" التيفويد إذ لم يعالج في بداية أعراضه على الشخص المصاب قد يؤدي إلي الديزنطاريا وهي أخطر الأمراض فتكا بجهاز المناعة"
مستطردًا "القمامة هي أرض خصبة لأكثر من خمسون نوعًا من الأمراض الفاتكة بالكبار فما بالنا بأطفال لم يتعدوا عماهم الـ15".
تشوه اجتماعي وتغير في السلوك
الإحساس بالدونية الافتقاد إلى أدنى مظاهر الثقة بالنفس والنبذ المجتمعي الذي يلاحقك على الدوام والنظر إليك بارتياب مصحوب بالقلق فقط، لأن الصدفة وحدها جعلتك تجمع قمامة هذه مشاعر يعيشها سكان أطفال حي الزيالين، تجيبنا الدكتورة خيرية فؤاد الدين أستاذة علم نفس الطفل بكلية التربية جامعة الزقازيق: العمل في مهن مثل جمع القمامة أو حملها أو حتى تفريغها خطر من الناحية النفسية بالنسبة للأطفال نحن نتحدث الآن عن طفل ولد ليجد المناخ المناسب لتطور طفولتة بناء على مستجداتها لأ على طفل ولد ليصاب بأزمة نفسية قد تؤدي به إلى اغتراب مجتمعي ومن ثما فقدان الهوية والذي سيؤدي بة إلى تغير في السلوك.
مضيفةً "هذه المهن تنتشر بها السلوكيات السيئة وأغلب الذين يعملون بها أما متغيري السلوك أو خارجين عن القانون أو حتى منحرفين اجتماعيًا وجنسيًا واختلاط الأطفال بهم سيؤدي إلى تشربهم مثل تلك السلوكيات لكي يتمكنوا من التواصل اللغوي والعيش مع أصحاب تلك المهنة وهو ما يؤدي إلى تغير في سلوكهم ونمط حياتهم سيظهر جليًا في سن النضج وسوف يشعر به المجتمع حين يفيق علي خارج جديد عن القانون أو مجرم بالتعبية".
مستطردة بعد أن أرسلنا لها أحد الفيديوهات لرؤيتها "لابد من تدخل حكومي لانتشال هؤلاء الأطفال من المستنقع الذين يعيشون فيه ما أريته لي مؤلم ويستوجب تدخل سريع".