الأخوة والأخوات من فضلكم دام عزكم.. انقذوا مخي!
زمان كانت طريقة تفكيري تقريبًا علمي خالص، يعني كانت المواضيع عندي أبيض وأسود، مفيش رمادي، كان عندي يمين وشمال، مفيش وسط.. النهارده طريقة تفكيري تغيرت، أصبحت قريبة من نظرية زينب كما ظهرت في مسرحية أنا وهو وهى للفنان القدير فؤاد المهندس رحمة الله عليه {نظرية بين البنين}.
هناك إعلاميين كويسين وآخرين كثر لا يصلحون أن يكونوا إعلاميين حتي في منازلهم، وهناك سياسيين معقولين وآخرين كثر لا يفقهون حتى معنى كلمة سياسة، وهناك برلمانيين عال العال وآخرين كثر لا يعرفون عن البرلمان إلا الطريق إليه، وأنا محشور بينهم "بين البنين"!
خلينا نبدأ القصة من أولها ونختمها في سطر واحد: كان ممكن إن مصر تتفادى كل ما حدث منذ نكبة 1948 إلى الآن إذا حيدر باشا الله يرحمه طلب من قريبه عبد الحكيم عامر وزملائه فى حركة الضباط الاحرار الله يرحمهم جميعا أنهم بدل ما يعملوا ثورة للإطاحة بالنظام إنهم يشكلوا ثلاثة أحزاب سياسية (يمين ويسار ووسط) لمنافسة الوفد مقابل إن الملك يقلص من سلطاته الدستورية والتنفيذية وأن دوره يقتصر فقط على التصديق على نتائج الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة من الحزب الفائز.
هذا بالطبع لم يحدث، فإما أن نعترف بالأمر الواقع، ونحاول توصيل ما نريد توصيله للمسؤلين من إصلاح، ومحاولة فتح الباب لدخول الديمقراطية، والعمل على حرية التعبير، وحرية الحركة، والسماع للرأي الآخر، والنهوض بالبلد بالطرق السليمة، وادخال إسلوب الشفافية في تعامل الحكومة مع الشعب، والحد من ظاهرة التطبيل، ومعاقبة كل أساتذة الاكل والشرب على كل الموائد، وعباقرة مسح الجوخ، وبروفيسيرات علم النفاق، الخ الخ.
هذه طريقة للتعامل مع الموضوع، والطريقة الأخرى إذا شعر الشخص بحالة ثورية، يجب عليه أولا وقبل كل شيء أن يتعرف على المشاكل الحقيقية وأحوال معيشة الطبقة الواقعة تحت خط الفقر وهم حوالي 35٪ من تعداد سكان مصر، أي 40 مليون نسمة..
ثم يسأل نفسه سؤال في منتهي الأهمية: ماذا سيكون وضع هذه الشريحة الكبيرة من الشعب، لو البلد خربت ولم يعد هناك مؤسسات ترعاهم، وهل الديمقراطية في وقت كهذا تكفى؟.
أنا في الحقيقه وبيني وبينكم سأطبق نظرية زينب حتي يرجعلي مخي وأفهم ماذا يجري حولي من أحداث..