الأغنية الممنوعة رقابيًا لفيروز!
كانت الأجواء في أوائل العام 1960 تؤشر بتعاون قوي ومبشر بين صوت البحر والشمس والجبل فيروز مع شاعر كان وقتها يحسب علي جيل الشباب فكان في أربعينيات عمره، لكن شهرته وموهبته أهلاه لتلك الفرصة الكبيرة مع صوت لبنان!
سعيد عقل.. المسيحي الماروني صاحب أغنية "غنيت مكة" الشهيرة التي شدت أيضا فيروز بها وأشاعت وقتها وإلي اليوم أجواء روحانية مدهشة، والذي رحل قبل سنوات بعد أن تجاوز المائة من السنين كان مثيرا للجدل..
فهو المتسامح دينيا المتساهل سياسيا -لأسباب ليس وقتها لكنها تخص باختصار الرأي في التطبيع مع العدو- لكنه لم يكن فأله حسن علي سيدة لبنان.. فأول تعاون بينهما لأغنية حملت ولم تزل اسم مشوار قوبلت بهجوم كبير بل ومنعت من الإذاعة! السبب الأغنية خادشة للحياء! تخالف قيم المجتمع!
الأغنية بالعامية اللبنانية وبلهجة ريف البلد الشقيق لكن صفحة “حريصون نيوز” تورد المقطع المتسبب في المنع وهو: مين قال حاكيتو وحاكاني عا درب مدرستي.. كانت عم تشتي ولولا وقفت رنخت فستاني! ورنخت أي أبتل فستانها من المطر من مجرد وقوفها وهي في طريق المدرسة!
لبنان المنفتح كما يسمية البعض لا يعرف الكثيرون أن مناطق كبيرة أهلها شديدو التحفظ والمحافظة في كل الطوائف، حتي إن مطربة شهيرة جدا شهدت عائلتها قضية قتل دفاعا عن الشرف!
لكن السؤال: ما رأي فيروز فيما يذاع اليوم؟! وماذا كان سيقول سعيد عقل لو عاش إلي اليوم؟! وما رأي الرقابة في بلادنا وقد تركت الحبل علي الغارب حتي اختلط الحبل نفسه بالنابل، وصارت المسألة هيصة الهيصة! رحم الله زمن تمنينا أن نعيشه بكل ما فيه.. فن وسياسة!
