الأمن الغذائى.. المشروع القومى للرئيس
لا يخفى على كل ذى عقل حجم ما شهدته البلاد من إنجازات على مدى السنوات العشرة الماضية، والتى ما كانت لتتحقق فى عقود طويلة من الزمن، لولا أن قيض الله لمصرنا الحبيبة قيادة سياسية واعية وحكيمة تدرك حجم التحديات، وتعمل في كافة الاتجاهات ولا تدخر جهدًا فى سبيل تحقيق ما يمكن لوضع مصر في المكانة التى تليق بها.
وقد تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسى من اقتحام ملفات كثيرة ظلت مهملة طيلة عقود ماضية، وواحد من أبرز تلك الملفات ملف الأمن الغذائى المصرى، حيث تعمل الدولة جاهدة فى هذا الملف باعتباره واحدًا من ملفات الأمن القومى.
توسيع الرقعة الزراعية، واستصلاح الأراضى للزراعة مشروع ضخم، ولعل ما أشار إليه الرئيس حول ما تشهده منطقة توشكى من إنجاز يقف وراءه جهد كبير من المصريين العاملين بهذا المشروع القومى أكبر دليل على ذلك.
ومشروع توشكى الذى يستهدف زراعة 4 ملايين فدان خلال مدة زمنية لا تزيد على عام من الآن.
جاء أيضًا فى تصريحات للرئيس السيسى خلال مداخلة مع وفد من الإعلاميين خلال جولة بمنطقة توشكى والتى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، حيث وصف تلك الجولة بأنها «يوم فى حب مصر».
وأكد الرئيس السيسى أن ما تشهده منطقة توشكى هو جهد خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها، كما دعا الرئيس لزيارة مشروع لمستقبل مصر وسيناء من أجل رؤية حجم العمل العملاق المبذول.
رسائل الرئيس السيسي
وشدد الرئيس السيسى على أن التنمية ليست قاصرة على مكان واحد، ولكن في كل مكان في توشكى وشرق العوينات وسيناء ومزرعة في بنى سويف 60 ألف فدان، مؤكدا أنه يتم استغلال كل ما هو متاح وكل نقطة مياه موجودة من خلال أحدث أساليب الزراعة والرى الحديث.
وأوضح الرئيس السيسى أنه تم الانتهاء من تنفيذ جزء كبير من محطات رفع المياه والترع وقنوات المياه وطلمبات الرفع وشبكة الكهرباء وتسوية الأرض حتى تكون جاهزة لموسم القمح المقبل والمقرر له في شهرى أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
وبعث الرئيس السيسى برسالة طمأنة للشعب المصرى بأن الدولة تسير بشكل جيد للغاية داعيا الجميع إلى الاطمئنان، مشيرا إلى أن هناك حجما كبيرا من الأراضى جرى استصلاحها ليس فى توشكى فقط، ولكن أيضًا فى شرق العوينات ومستقبل مصر وسيناء.
وأشار الرئيس إلى أنه تم التعاقد على مصنع للخشب من جريد النخل ومصنع آخر لتغليف التمور فى منطقة توشكى، فضلا عن زراعات البطاطس فى شرق العوينات، حيث تم إنشاء مصنع للبطاطس نصف مقلية، بالإضافة إلى العديد من المشروعات فى مجال التصنيع الزراعى.
وشدد على أن الفجوة الكبيرة فى القمح تحتاج إلى تغطية جزء كبير منها قبل الحديث عن منتجات أخرى مثل الفاكهة والخضراوات، لأن لدينا تقريبا منها اكتفاء ذاتى، ولكن كل الجهد المبذول حاليا في توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة في مستقبل مصر على طريق وادى النطرون، يستهدف زراعة محصولى الذرة والقمح الذى يتطلب استيراده كميات كبيرة من الدولار، مشيرا إلى أن القمح لكى نسد الفجوة أو الذرة.
مشروع الأمن الغذائى المصرى
تلك كانت مقتطفات من حديث السيد الرئيس لوفد من الإعلاميين، وهى تحمل رسائل في غاية الأهمية لجموع الشعب المصرى، وتؤكد أن الدولة تسير في المسار الصحيح لتحقيق طموحات المصريين وتأمين الغذاء الصحى، وتنفيذ مشروع الأمن الغذائى المصرى.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث تعمل الدولة جاهدة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية، وكذلك توفير منتجات قادرة على المنافسة عالميًا، وهو المشروع الذى يدعو للفخر، ويؤكد على أن الشعب المصرى فى أيد أمينة فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وما تشهده البلاد من مساعى لاستغلال الموارد المتاحة الاستغلال الأمثل، واستغلال كل قطرة مياه وكل مكان يصلح للزراعة من أجل الإنتاج، يعنى أننا أمام مشروع ضخم للغاية وطموحات تتطلب من الجميع الدعم والمؤازرة من أجل استكمال خطوات البناء فى الجمهورية الجديدة.
وفى سياق الحديث عن مشروع الأمن الغذائى المصرى، يؤكد تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن الزراعة أحد الأنشطة الرئيسية في الاقتصاد المصري، حيث تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا للقطاع الزراعى باعتباره إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تقوم الدولة بالبدء في تنفيذ سلسلة من المشروعات الزراعية العملاقة لتغطى كافة أنحاء الجمهورية وتحقق أهداف التنمية المتوازنة بين أقاليم مصر وتقتحم أعماق الصحراء المصرية لخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
ويعد الأمن الغذائى من قضايا الأمن القومي، وبذلك تعمل الدولة على تحقيق أمنها الغذائى من خلال إنتاجها المحلي، نظرًا لما يعترى المصادر الخارجية من مخاطر التقلبات الاقتصادية والسياسية، فعادة ما توجه الدولة سياستها الزراعية لتوفير السلع الغذائية الاستراتيجية من المصادر المحلية، والتى من أهمها القمح والسكر والزيوت.
وتحقيق الأمن الغذائى واحد من الطموحات الكبيرة فى الجمهورية الجديدة، وتشهد الدولة خطوات عظيمة في سبيل تحقيق ذلك، الأمر الذى يؤكد أن القيادة السياسية تدرك تحديات المستقبل وتعمل جاهدة للتغلب على تلك التحديات وتواصل جهودها فى سبيل تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة ببناء مصر القوية.