رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، غراب البين يكتب: مفيش نقد بدون شتيمة

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية في خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. فوقفت على فرع شجرة موجودة بوسط البلد، جلست وانكمشت بين جناحيَّ وقبل أن أغمض عينى سمعت صوت يأتى من المقهى أسفل الشجرة لشاب يقول لفتاة: الله يرحم فيسبوك زمان.. دا احنا كنا بنكتب بوستات بتقلب الدنيا.. الوزراء والمسئولين كانوا بيعملوا ألف حساب للبوستات بتاعتنا.


البنت بتهز دماغها زى اليويو وفجاة قالت له: أومال دا كله راح فين.. أنا لا شوفتلك بوست ولا حتى تغريدة من ساعة ما عرفتك. فقال لها: يابنتى احنا دلوقتى مكبوتين ومش مسموحلنا بالكلام ولا الانتقاد.. الحكومة مش عايزة حد ينتقدها. 

 

فقالت له: أومال المواقع الصحفية دى كلها بتعمل إيه.. والانتقادات اللى بنشوفها على الفيس وتويتر دى إيه.. اللى عايز يكتب وينتقد بيكتب يا أستاذ أنا بعرف ناس كتير بتنتقد أى وضع مش بيعجبها. فقال لها كلهم بيمثلوا علينا.. طب خلى واحد فيهم يشتم وزير كدا. وهنا مقدرتش استحمل أم الغباوة بتاعة البنى آدمين ووقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت انعق بأعلى صوتى “قاق قاق”.. 

 

فراح الشاب والفتاة ومعهم كل زبائن المقهى يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بأحجار الشيشة ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أنتم من تنكدون على أنفسكم وعلى كافة خلق الله؟!


هو لازم يعنى تشتم وتسب وتلعن علشان تنتقد أى حد؟!.. يعنى هو يا إما تشتم يا إما تقول مافيش حرية؟!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم غاويين عنترية ومشكلات وخلاص!

الجريدة الرسمية