في ذكراها، هكذا عادت مصر للمرة الثانية إلى الحكم العباسي
في مثل هذا اليوم من عام 1171 عادت مصر إلى الخلافة العباسية بعد موت آخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله.
عن الخلافة العباسية في مصر
دخلت الخلافة العباسية للمرة الثانية إلى مصر في الفترة التي تلت سقوط الخلافة في بغداد عام (656هـ ـ 1258م)، وبويع للخليفة المستنصر بالله الثاني بن الظاهر بأمر الله العباسي في القاهرة سنة 659، وهو عم الخليفة المستعصم بالله الذي قتل على أيدي التتار في بغداد، وأخ المستنصر بالله منصور باني المدرسة المستنصرية بالعراق وتلقب بلقب أخيه وسار بعد أشهر إلى الشام لانتزاعها من التتار وغاب، ولم تنجح خطته بانكسار الجيش.
وفي سنة 661 من الهجرة قدم أحمد الحاكم بأمر الله العباسي إلى القاهرة ونظرا لانحداره من السلالة العباسية أثبت القضاء المصري نسبه إلى بني هاشم وبويع بموجب ذلك كخليفة امتدادا للعرش العباسي في بغداد.
واستمرت مصر خلال العصر العباسي تحكم من خلال الولاة المعينين من قبل الخلافة العباسية، وثمة ما يجب ملاحظته أن ولاة مصر في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين من العرب تمشيًا مع سياسة الدولة التي كانت عربية في سياستها وسيادتها، وكان الإشراف السياسي والإداري والحربي والقيادات العليا للعرب دون سواهم من الشعوب المحكومة، لكن العباسيون أشركوا غير العرب في الحكم فقد العرب امتيازهم.
وشهد العصر العباسي في مصر وجود عدد من الولاة من عناصر غير عربية، فقد كان عنبسة بن إسحاق الضبي آخر الولاة العرب في العصر العباسي وترتب عليه أن الوالي الذي كان يقوم بإمامة المسلمين في الصلاة أصبح ينيب عنه من يؤم المسلمين في الصلاة حيث لم يكن هؤلاء الولاة غير العرب يحسنون العربية.
الخلافة العباسية وأزمة المغول
قصة عودة العباسيين للحكم في مصر، تبدأ مع سقوط بغداد حاضرة الخلافة العباسية في 656 هـ ـ 1258م على أيدي المغول بقيادة هولاكو، بعد أن قتلوا الخليفة المستعصم بالله العباسي هو وأهله، واستباحوا المدينة وقتلوا السواد الأعظم من أهلها الذين قُدروا بنحو مليون قتيل، وأضرموا النيران في المدينة، وهدموا المساجد والقصور، وخربوا المكتبات وأتلفوا ما بها من كتب إما بإحراقها أو رميها في نهر دجلة.
وشعر المسلمون بعد مقتل الخليفة المستعصم، وسقوط الخلافة العباسية التي ظلت تحكم معظم أنحاء العالم الإسلامي خمسة قرون بأن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية قريبا، وذلك لهول المصيبة التي وقعت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا بدون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة النبي، وصاروا يؤولون كل ظاهرة على أنها تعبير عن سخط الله وغضبه، واتخذوها دليلًا على ما سيحل بالعالم، من سوء لخلوه من خليفة.
وتداعت الأحداث سريعًا، وتعذر إحياء الخلافة العباسية مرة أخرى في بغداد التي أصبحت قاعدة للمغول، ثم اجتاحت جحافلهم الشام، فسقطت حلب بعد مقاومة عنيفة، واستسلمت دمشق، فدخلها المغول دون مقاومة.
أثر معركة عين جالوت في عودة الخلافة العباسية
ولم يوقف زحفهم المدمر سوى انتصار المصريين في معركة عين جالوت عام 1260م)، وتعد هذه المعركة من أهم المعارك في تاريخ العالم الإسلامي، بل في تاريخ العالم، إذ أوقفت زحف المغول، وأنزلت بهم هزيمة مدوية أحالت دون تقدمهم إلى مصر وكانوا على مقربة منها، ومنعت زحفهم إلى ما وراءها من بلاد العالم الإسلامي، وأنقذت معالم الحضارة الإسلامية في تلك البلاد من الدمار وأصبحت شاهدة على ما بلغته من مجد وتفوق.
وكان من نتائج هذا النصر المجيد أن أصبح أمر إعادة الخلافة العباسية ممكنًا، فما إن علم السلطان قطز بطل معركة عين جالوت، حين قدم دمشق بوجود أمير عباسي يدعى «أبا العباس أحمد» حتى استدعاه، وأمر بإرساله إلى مصر، تمهيدًا لإعادته إلى بغداد، وإحياء الخلافة العباسية.
ولما تولى بيبرس الحكم بعد مقتل قطز أرسل في طلب الأمير أبي العباس أحمد، الذي كان قد بايعه قطز في دمشق، لكنه لم يحضر، وسبقه إلى القاهرة أمير آخر من أبناء البيت العباسي اسمه «أبو القاسم أحمد» واستعد السلطان الظاهر بيبرس لاستقباله فخرج للقائه ومعه كبار رجال الدولة والأعيان والعلماء.
ولما وقع نظر السلطان على هذا الأمير العباسي ترجل عن فرسه إجلالا له، وعانقه، وركب معه يتبعهما الجيش حتى وصلا إلى القلعة، وهناك بالغ السلطان في إكرامه والتأدب معه، فلم يجلس على مرتبة ولا فوق كرسي بحضرة هذا الأمير العباسي.
إحياء الخلافة العباسية
تهيأت الأحداث لإحياء الخلافة العباسية مرة أخرى، فأرسل بيبرس في استدعاء الأمير «أبي العباس أحمد» الذي سبق أن بايعه قطز، وكان قد نجا ونحو خمسين فارسًا من الهزيمة التي لحقت بالخليفة السابق، فوصل إلى القاهرة واحتفل بيبرس بقدومه، وأنزله البرج الكبير بقلعة الجبل، وعقد مجلسًا عامًا بالديوان الكبير بالقلعة، حيث قرئ نسبه على الحاضرين، بعدما ثبت ذلك عند قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز، ولقب بالحاكم بأمر الله.
وبايعه السلطان على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، فلما تمت البيعة أقبل الخليفة على السلطان، وقُلّد أمور البلاد والعباد، ثم قام الحاضرون بمبايعة الخليفة الجديد، وخُطب له على المنابر في مصر والشام وبهذا الإجراء الذي تم في هذا اليوم أُحييت الخلافة العباسية للمرة الثانية بالقاهرة.
بقي الخليفة في القاهرة وكانت له سلطة محدودة، لا تتعدى ذكر اسمه في الخطبة في مصر والأمصار التابعة لها، واستمرت الخلافة العباسية بمصر إلى أن دخلها العثمانيون على يد السلطان العثماني سليم الأول».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.