تسلم الأيادي، فتاة قناوية تبدع في نسج لوحة "شجرة الحياة" على نول الحرير (فيديو وصور)

في كل يوم تثبت المرأة الصعيدية أنها قادرة على التحدي رغم الظروف والصعاب المحيطة بها من عادات وتقاليد من أجل أن تحقيق آمالها وطموحاتها.

ففي مدينة نقادة جنوب محافظة قنا، تجلس فتاة صغيرة في العمر لم تتجاوز العشرين عامًا على مقعد خشبي يقارب الأرض وتصعد تدريجيًّا به أثناء العمل، عيناها على الصورة التي أمامها ويدها تعزف أنشودة شجرة الحياة بخيوط الحرير ذات الألوان المتعددة، عندما تنظر إلى اللوحة الفنية المنسوجة من الحرير.

وزينب عبد الله حسين تلك الفتاة الصغيرة رغم أنها لم تكمل تعليمها واكتفت بالشهادة الإعدادية لظروف عائلية، لكن يدها “تتلف في حرير” وكأنها خريجة كلية فنون جميلة فهي تنسج خيوطها من الحرير بحرفية متناهية الدقة.

وبهذه اللوحة الرائعة الجمال تصبح “زينب” النساجة الأولى للسجاد اليدوي من خيوط الحرير على رسمة شجرة الحياة التي تعد من أصعب الرسومات في تلك الحرفة.

“فيتو” التقت فتاة شجرة الحياة داخل مشغل الحرير لصناعة السجاد اليدوي بتمويل من مؤسستي النداء وساويرس للتنمية.

شجرة الحياة على الطريقة الصعيدية

وقالت “زينب” إنها تعلمت في البداية على يد أحد المدربين داخل المشغل وكانت البداية على خيوط الصوف وكيفية عمل العقدة والسيدي والرسم والدق إلى أن أصبحت محترفة.

وأكدت أن الإنسان هو صاحب اليد الأولى في تطوير ذاته قائلة: “إنني تخرجت من الصف الثالث الإعدادي وتعلمت في المشغل كل شيء على النول الصوف، وأردت تطوير ذاتي بنفسي من الاجتهاد والعمل إلى أن يقوم بصنع حاجة”.

أصعب رسومات فن السجاد اليدوي بقنا

وأوضحت أن أصعب الرسومات التي تعلمها في المشغل وهي رسمة “شجرة الحياة” لما تحويه من عمل كثير، لافتة إلى أن البداية كانت ملاحظة الكثير لها أنها تعمل باجتهاد وتريد صنع شيء وهذا ما دفع مسؤول المشروع لاختيارها وشقيقتها للرسمة.

وتابعت: "الموضوع لم يكن سهل في البداية وكان يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والصبر على التعلم، ومن هنا بدأت قصتي من تلك السجادة التي ننسج عليها شجرة الحياة".

وأشارت إلى أن حجم السجادة وشكلها واختيار رسمتها هو الذي يحدد الوقت الزمني الذي تستغرقه في العمل وكما ذكرت كل شيء له وقت محدد.

وعن شجرة الحياة قالت: استغرقت مني حتى هذه اللحظة 6 أشهر ولا زال العمل مستمر بها فهي من الرسومات الصعبة جدًّا في التنفيذ حتى الانتهاء والقص ويمكن أن تصل إلى 8 أشهر بالتقريب وهناك سجاد يستغرق عام ونصف تقريبًا كل سجادة حسب الحجم والطول والرسمة.

التدريب على نول الحرير بقنا

واستطردت: "استغرقت ما يقرب من العم للتدريب على النول الخشبي لصناعة السجاد الصوف وحتى الحرير وفي العام الثاني دخلت إنتاج.

وأضافت أن الحصول على الماديات يكون بحسب الإنتاج قائلة: "حسب شغلي حسب إيدي ما يطلع منها الإنتاج وعلى حسب كده بتاخذي قليل كتير حسب ما أنتِ عاوزة وبتشغلي".

وعن موقف الأسرة في عملها قال “زينب”: ولدي في البداية رفض العمل لكنه بعد ذلك وافق بعدما أقنعته وخرجت للعمل وضحكت قائلة: "إننا كنا لا نخرج من البيت.. مفيش بنات تطلع من البيت.. وعندما تم فتح هذا المشروع خرج الجميع للعمل.. لم نمسك يومًا تليفون واختلفت الحياة جدًّا مع المشروع فكنا لا نستطيع الخروج لمدينة نقادة وآخرنا البيت ورعاية البهايم في الزريبة".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.