33 عاما على رحيل الدكتور لويس عوض.. رائد التنوير والفكر الحر في مصر.. وهذا سبب اتهامه بتزوير اللغة العربية
الدكتور لويس عوض ، هو أحد بناة الثقافة المصرية الحديثة تأليفًا ونقدًا وإبداعًا، وصفه الكاتب رجاء النقاش بأنه جامعة حرة مفتوحة، تتبع في النقد منهجًا اجتماعيا يرى فيه الإنتاج الأدبي والثقافي تعبيرًا عن روح العصر وتمثيلًا للواقع بمختلف وجوهه، صاحب ثقافة موسوعية متنوعة، أطلق على نفسه اسم المعلم العاشر ومعروف أن الفيلسوف الوطني أرسطو كان يطلق على نفسه المعلم الأول.
وصف الأديب رجاء النقاش لويس عوض بأنه جامعة حرة مفتوحة، تتبع في النقد منهجا اجتماعيا يرى فيه الإنتاج الأدبي والثقافي تعبيرا عن روح العصر وتمثيلًا للواقع بمختلف وجوهه، صاحب ثقافة موسوعية متنوعة، فمن يقرأه يخرج بزاد من المعرفة.
اقرأ أيضا:
أرسطو العاشر في دائرة الاتهام.. لويس عوض "موسوعة ثقافية" أتلفها هوى المجتمع
ناقد يتسم بالجدية والالتزام
وقال عنه الأديب نجيب محفوظ: لويس عوض ناقد كبير ومفكر يتسم بالصدق والشجاعة والاستنارة ولم تفارقه صفات الجدية والالتزام، وقد تمخض جهاده الطويل عن نخبة من أفضل الأتباع المستنيرين ونقد عميق شامل لأدبنا المعاصر، وفكر حر جرئ قد تتفق معه وقد تخالفه ولكن لا يسعك إلا أن تجله وتحترمه فصار من أعظم رموز حياتنا الفكرية.
وصفه الدكتور يوسف إدريس بأنه واحد من أعظم مفكرينا العرب فى كل التاريخ العربي، ومقالاته النقدية وآراؤه، مهما اختلف معها البعض هى أنوار متلألئة على طول الطريق إلى نهضتنا الحديثة، لقد ولد لويس عوض ليختلف مع السطحية السهلة فى التفكير، ومع الأدب الساذج والفن الهابط والمنافق.
اقرأ أيضا:
لويس عوض يكتب: نموذج للفنان الشامل
ميلاد بمحافظة المنيا
لويس عوض من مواليد قرية شارونة محافظة المنيا عام ١٩١٥، درس الأدب الإنجليزي بجامعة كامبريدج وحصل على الدكتوراه في الأدب الفرنسي في لغة الشعر، ودكتوراه أخرى في الأدب الإنجليزي من جامعة بريستون في الولايات المتحدة عام 1953.
اقرأ أيضا:
«لويس عوض.. مفكرًا» بالمجلس الأعلى للثقافة
جمعية الجراموفون والحرافيش
أنشأ الدكتور لويس عوض فى الأربعينيات "جمعية الجرامافون" لتثقيف الشباب بالموسيقى الكلاسيكية، عمل مدرسا مساعدا للأدب الإنجليزي، ثم أستاذا مساعدا في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة حاليا ـ في الفترة من عام 1940 وحتى عام 1954م، ثم عمل رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية عام 1954 كأول مصري يرأس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة، وفى نفس الوقت قام بالإشراف على القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام 1953.
اقرأ أيضا:
"يونس": هزيمة "67" دفعت لويس عوض لإعادة قراءة تاريخ مصر الحديث
كرس ذاته وحياته للعلم والثقافة، وكان مجلسه يجمع بين الجد والسمر، يدور الحديث فيه حول أمور النشر وأحزان السياسة وآخر ما ذاع من نكت، انضم الدكتور لويس عوض لمجموعة الحرافيش التي تزعمها الأديب نجيب محفوظ وكان دائما مثقلًا بأمانة الثقافة مستهدفًا العمل الجاد في نشرها.
قدم الدكتور لويس عوض مجموعة من المترجمات والمؤلفات منها كتابه في النقد الإنجليزي أهلته للشهرة في الأوساط العلمية والثقافية وبلغت مؤلفاته 50 مؤلفا منها:المؤثرات ودراسات في النظم والمذاهب، البحث عن شكسبير، تاريخ الفكر المصري الحديث، أقنعة الناصرية السبعة، وروايته الشهيرة "العنقاء" ومقدمتها التي سجل فيها ما عاشه في سنوات شبابه هذا إلى جانب ديوان " بلوتو لاند" وقصائد أخرى.
اقرأ أيضا:
أمانى فؤاد: لويس عوض لديه فكر مقدس
أوراق العمر سيرة ذاتية
كتب لويس عوض سيرته الذاتية في كتاب "أوراق العمر" ورفض شقيقه رمسيس عوض طباعته لأنه ينال منه ومن الأسرة كلها،
كما قدم لويس عوض كتبا عن المسرح الفرعونى وتاريخ الفكر المصرى الحديث، وعن عصر النهضة الأوربية وعن عدد كبير من الكتاب والأدباء مثل طه حسين والعقاد ويوسف إدريس والحكيم ومحمد مندور ومحفوظ وألفريد فرج وصلاح عبد الصبور، وكان يطلع من يكتب عنه على كتاباته قبل نشرها.
اقرأ أيضا:
بالصور.. «الأعلى للثقافة» يحتفي بمئوية الراحل لويس عوض
أزمات السجن والفصل من العمل
تتعدد الأزمات التي لازمت الدكتور لويس عوض في فترات كثيرة من حياته، بداية من فصله مع عدد كبير من أساتذة الجامعات على خلفية دفاعه عن الديمقراطية، في أزمة مارس 1954، واعتقاله ستة عشر شهرا من مارس 1959 إلى يوليو 1960 بتهمة الشيوعية لأنه يرفض النظم الشمولية، إيمانا بالحرية والعدالة الاجتماعية، ثم وقف برنامجه التليفزيونى في الستينات بعد أكثر من خمس سنوات من تقديمه.
عدائه للتيارات الإسلامية
عرف عن لويس عوض اعتداده بنفسه واستيائه من كل نقد يتعرض له، خاصة التشكيك في ولائه للوطن أو في إخلاصه للثقافة العربية، لكنه واجه تعنت السلطة بعد ثورة 52 وكذلك من التيارات الرجعية والمحافظة التي داومت على الهجوم عليه وانتقاده خاصة وأنه قد عرف بعدائه الشديد لهذه التيارات في كتاباته الأكاديمية والصحفية، وكان هذا هو السبب وراء الهجوم الشديد من المفكر الإسلامي محمود شاكر، والذي هاجم الراحل لويس عوض في كتابه "أباطيل وأسمار".
وصودر عام 1981 كتابه "مقدمة في فقه اللغة العربية" حيث اتهمه مجمع البحوث الإسلامية وبعض النقاد والقراء بأنه هدف من خلال كتبه إلى تزوير العربية والتهجم على الإسلام، وتم سحب الكتاب من السوق المصري بعد نشره.
ثوابت اللغة العربية
لمس لويس عوض كثيرا من ثوابت اللغة العربية في كتابه قائلا: إن العربية وهى لغة حديثة مقارنة بغيرها لم تكن لغة آدم ولم تكن مسطورة في اللوح المحفوظ،وهناك في الكتاب منهج وهناك قضايا، أما المنهج فهو باختصار شديد ضرورة امتحان اللغة العربية بتطبيق كل قوانين علم الصوتيات وعلم الصرف وقوانين الاشتقاق، وقد فرغ علماء اللغة في أوربا من كل هذه العلوم في القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين من إرساء قواعدها بحيث أن أي دارس لفقه اللغة يجب أن يكون مسلحا منذ البداية بهذه القوانين والقواعد.
وأضاف:أنا لا أطالب إلا بتطبيق هذه القوانين على اللغة العربية بعقل مفتوح حتى نستطيع أن نهتدى إلى ما بين لهجاتها من صلات، وما بين مفرداتها ومفردات اللغات الأخرى من علاقة.
دفاع عن الأزهر
دافع الدكتور لويس عوض عن تاريخ الأزهر ودافع عن دور علمائه في مقاومة الحملة الفرنسية وأيضا في مقاومة الاستبداد وفى إنشاء الدولة المدنية في عصر محمد على وفى توحيد الأمة عقب ثورة عرابى في عدد من كتبه ومقالاته.
اقرأ أيضا:
"الأعلى للثقافة" يحتفي بمئوية الراحل لويس عوض
حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام ١٩٦٩ ووسام فارس في العلوم والثقافة من فرنسا وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٨٨ وتوفي في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر عام 1990.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.