في ذكرى مولده، قصة مثيرة وراء تأسيس دعوة محمد بن تومرت الدولة الموحدية
في مثل هذا اليوم من عام 1128 ولد محمد بن تومرت، مؤسس الدولة الموحدية في المغرب والذي طاف المنطقة واستقر في الإسكندرية وروج لأفكار الإمام الأشعري والمهدي المنتظر.
حياة ونشأة محمد بن تومرت
محمد بن تومرت يعود أصله إلى إحدى بطون قبيلة مصمودة الأمازيغية المستقرة بالأطلس الصغير بمنطقة السوس الأقصى المغربية، واشتهر منذ صغره بالتقوى والورع وقد امتاز بمواظبته على الدراسة والصلاة، إلى حد أنه اشتهر لدى قبيلته باسم «أسفو» أي المشعل.
رحل محمد بن تومرت إلى بلاد المشرق ليكمل تحصيله ويعمق معارفه في أهم المراكز العلمية هناك، وفي سنة 501 هـ رحل إلى قرطبة حيث أخذ العلم عن علمائها ثم توجه بحرًا إلى مصر ثم اتجه إلى مكة وأدى فريضة الحج ثم رحل إلى العراق وفي سنة 510 هـ أراد العودة إلى شمال أفريقية ودامت رحلته للعودة 4 سنوات وقف إلى أثرها في محطات كثيرة في البلدان الإسلامية أهمها الإسكندرية المصرية ونشر فيها العلم وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
توجه بعد ذلك إلى طرابلس الغرب ونشر فيها العقيدة الاشعرية وبعده توجه إلى المهدية بتونس واتخذ مسجدا لدراسة العلم وركز على علم الأصول وأحدث فوضى في البلاد بسبب أسلوبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأسس الدينية لـ محمد بن تومرت
كان محور أفكاره الدينية يرتكز على الدعوة إلى التوحيد، أي إثبات أن الله واحد، وبأن صفات الله من الأسماء الحسنى ليست إلا تأكيدًا لوحدانيته المطلقة، ومن هنا اشتقت الدعوة الموحدية تسميتها.
بدأ ابن تومرت يدعو إلى المهدي ويشوق الناس إليه فلما أدرك أصحابه فضيلة المهدي ادعى ذلك لنفسه وقال: «أنا المهدي المعصوم، أنا أحسن الناس معرفة بالله ورسوله»، وغير نسبه الأمازيغي إلى نسب الحسين بن علي حفيد النبي محمد ﷺ، وبالتالي فإنه يلزم الاقتداء به في جميع أفعاله وقبول أحكامه الدينية والدنيوية، وتفويض الأمر إليه في كل شيء.
قام ابن تومرت بنشر هذه المبادئ والأفكار على شكل خطب ومؤلفات مشروحة شرحا مستفيضا، وفرض على اتباعه قراءة جزء منها كل يوم بعد صلاة الفجر وأدخل إلقاء خطبة الجمعة باللغة الأمازيغية حتى يسهل استيعابها من طرف مختلف الشرائح الاجتماعية وهنا بدأ الصدام مع دولة المرابطين وتم طرده ومحاصرته.
تأسيس الدولة الموحدية
في سنة 518هـ/ 1124 م انتقل ابن تومرت من أغمات، الواقعة بالأطلس الكبير، للاستقرار بـ«تينمل» معلنًا الخروج عن طاعة المرابطين ومحتميًا بقبائله المصمودية وبالتضاريس الوعرة وأصبح الزعيم الروحي لقبائل مصمودة.
أسس مجلس الخمسين وضم رؤساء خمسين قبيلة سباقة لمساندة الحركة الموحدية وهو مجلس ذو طابع استشاري، وأسس جماعة الطلبة وهم دعاة الحركة من البداية والذين ساندوه ومارسوا فيما بعد التربية والتعليم والإدارة والجيش وأتاحت هذه التنظيمات تلقينا مذهبيا وسياسيا مكثفا للقبائل واتضحت بواسطتها الأهداف السياسية للحركة الموحدية وهي الإطاحة بالحكم المرابطي.
في سنة 516هجرية/ 1122 ميلادية بدأت المواجهة المسلحة بين أتباع ابن تومرت والجيش المرابطي الذي فشل في اقتحام أغمات وفي سنة 522 هجرية / 1128 ميلادية وسارعت جموع الموحدين إلى النزول نحو سهل الحوز الحالي لدخول مراكش عاصمة المرابطين.
وتم حصار المدينة أربعين يومًا، إلا أن الإمدادات العسكرية المرابطية تمكنت من ذلك الحصار وإلحاق الهزيمة بالجيش الموحدي في «معركة البحيرة» سنة 524 هـ/1130، وكشفت التجربة أن هزيمة المرابطين تتطلب وقتا أطول واستعدادات، ولكن القدر لم يمهل مؤسس الدولة الموحدية البقاء وتوفي في 20 أغسطس من عام 1130 واستكمل تلاميذه من بعده بناء الدولة التي حكمت المغرب والجزائر وتونس وليبيا والأندلس تحت راية واحدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية