جنازة بطل الحفار وغياب محافظ الإسكندرية!
ما الذي يمكن أن يشغل محافظ الإسكندرية -أو أي محافظ آخر- من حضور جنازة بطل كبير قدم لوطنه ولجيش بلاده الكثير؟! ما الذي يمكن أن يكون عند محافظ الإسكندرية -أو أي محافظ آخر- أهم من أحد أبطال البحرية المصرية ذهب إلي عمليات وطنية كبري كانت نسبة العودة منها صفر، ولكنه أنجزها مع رفاقه كاملة وعاد منها سالما غانما؟! من الشخص الذي يمكن أن يكون عند محافظ الإسكندرية أهم ممن يحمل النجمة العسكرية وتكريمات من كل رؤساء مصر السابقين؟!
رحل البطل محمود سعد أحد أبطال عملية تدمير الحفار الاسرائيلي الضخم في أبيدجان بساحل العاج (كوت دي ڤوار حاليا) عام 1970 ، والذي كان سيسرق بترول مصر من خليج السويس.. وهي الشديدة التعقيد ومشتركة بين المخابرات العامة والخارجية المصرية (خصوصا سفارات وقنصليات غرب أفريقيا) والبحرية المصرية ورويت في كتاب وحولت إلي مسلسل تليفزيوني..
كان محمود سعد الوحيد الذي قدم نفسه لقائده كي يشارك في العملية بينما رحب زملاؤه فورا باختيارهم ولذلك كان حزن رجال البحرية والضفادع البشرية وكافة المصريين منذ أمس كبيرا..
جنازته شارك فيها عدد كبير من أهل الإسكندرية والبطل عمرعزالدين بطل إيلات وآخرين من أبناء القوات المسلحة..
لكن للإسكندرية ممثل للحكومة المصرية وهو وحده من ينوب عنها وغيابه أو حتي تفويض أحد نيابة عنه لو كان خارج البلاد لم يتم.. وهو تقصير غير مبرر يجعلنا بالفعل نتأكد من غياب روح المسئولية عند بعض المحافظين!
رحم الله البطل الكبير محمود سعد.. الذي امتدت أعماله قبل الحفار وبعده.. وهو ما يجعله يستحق وعن جدارة إطلاق اسمه علي شارع ومدرسة كي يعرف أبناء مصر وكل أجيالها القادمة أن رجالا حموا هذا الوطن ومصالحه ونجحت ضرباتهم وطالت أعداءهم حتي علي بعد آلاف الأميال!
إلي جنة الخلد..