رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى المعركة، هكذا انتصر الرومان على ملكة مصر بمعركة أكتيوم البحرية

كليوباترا السابعة،
كليوباترا السابعة، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 31 ق.م انتصر القائد الروماني أوكتافيوس على خصمه ماركوس أنطونيوس وزوجته ملكة مصر كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم البحرية بالبحر الأيوني، وهي آخر معركة حاسمة في حروب الجمهورية الرومانية.

 

أسباب اندلاع معركة أكتيوم البحرية 

تعتبر بداية ولادة الإمبراطورية الرومانية، بعد الفوضى التي عمت إثر اغتيال يوليوس قيصر، حيث وجد اثنان من الرجال الأقوياء أنفسهما يتصارعان فيما بينهما على الحكم في روما، ماركوس أنطونيوس السيناتور والشاب الطموح أوكتافيوس من جهة أخرى.

 

اتفق أوكتافيوس وأنطونيوس على تقسيم الجمهورية إلى جزئين يجعل أنطونيوس من أثينا عاصمة له فيسيطر على المستعمرات الشرقية في حين يسيطر أوكتافيوس على المستعمرات الغربية ومدينة روما، مع وصول أوكتافيوس إلى روما أمل أبنائها بأن يعم السلام أخيرًا. 

 

إلا أن العاصفة التي هبت بين أوكتافيوس وأنطونيوس بعد قراءة وصية يوليوس قيصر، وجاءت الشرارة الأولى من حضارة مصر القديمة وملكتها اللامعة والطموحة «كليوباترا السابعة» التي كانت يومًا خليلة ليوليوس قيصر، والتي أصبحت لاحقا حاكمة ناجحة بأمر من نفسها.

 

كان لشخصية كليوپاترا جاذبية كبيرة، حيث كانت من سلالة اليونانيين الذين غزوا مصر وبسببها كانت روما تشعر بالأمان، لكن منذ جلوس الأمير الصغير «قيصريون» ابن كليوباترا من يوليوس قيصر إلى جانبها على عرش مصر ورجال السياسة والحكم في روما يشعرون بالخوف. 

 

كانت كليوباترا من خلال قيصريون تطالب بلقب وسلطة القيصر، وهددت سلطات أنطونيوس وأوكتافيوس في أثينا وروما على التوالي، هنا وجد أنطونيوس فرصة سانحة لاستخدام كليوباترا في مصلحته فالتقيا في مركب  وكان لهذا اللقاء أثر كبير في عالم الرومان، وجدت كليوباترا نفسها تنشئ سلالة إغريقية رومانية جديدة تعيد فيها بناء إمبراطورية الإسكندر الأكبر.

 

في روما كان أوكتافيوس يستخدم تحالف أنطونيوس الجديد كذريعة لإعلان الحرب، فبادر بالسعي لإزالة الدعم عن أنطونيوس عبر حملة إعلامية أثيمة عززت خوف روما القديم من مصر، واستخدم أهم الشعراء المعاصرين لتكوين صورة سيئة عن ماركوس أنطونيوس.

 

بعد أسابيع كانت حشود الشعب الروماني تدعوه لإعلان الحرب على مصر، وأُجبروا مؤيدو أنطونيوس في مجلس الشيوخ على الرحيل رغم أنهم كانوا يشكلون ما يزيد عن نصف المقاعد، ورغم النجاح الباهر الذي حققته الحملة الإعلامية ما كان أوكتافيوس يخاف من خوض حرب على الأراضي الإيطالية فأراد أن يقاتل أنطونيوس في منطقة يختارها بنفسه.

 

أسطول أنطونيوس وكليوباترا

وكانت مصر في هذا الحين تعرف بأنها صاحبة واحد من أهم حضارات بناء السفن، وكانت سفن كليوباترا وماركوس أنطونيوس في معظمها خماسية المجاديف بقوادس ضخمة بناطحات هائلة تزن كل ناطحة نحو 3 أطنان ومقدمات القوادس كانت مصفحة بصفائح البرونز وأجذاع شجر مقطعة بشكل مربع، مما يجعل من الصعوبة أن تنطحهم بنجاح ناطحات مشابهة.

 

ضاعف من أهمية ذلك القوة الرومانية لأنطونيوس التي بلغت تسعين ألف رجل ما جعلهما يثقان بالنصر الأكيد، حصل هذا قبل عامين من المواجهة النهائية بين الطرفين في شهر مجاعة البحر، كان أنطونيوس قد ثبت قاعدة له في بلدة صغيرة تعرف أكتيوم، ومخبرو أوكتافيوس أخبروه بثغرات المنطقة، فجعل قواته ترسو في أعالي الشواطئ محققًا بذلك أول هدف له وهو محاصرة أنطونيوس.

 

كواليس معركة أكتيوم البحرية 

والتقى الأسطولان خارج خليج أكتيوم، صباح 2 سبتمبر، وكان ماركوس أنطونيوس يقود 230 سفينة حربية خلال المضايق متجهًا للبحر الواسع، وهناك قابل أسطول اوكتاڤيوس، ولسوء حظ أنطونيوس، تفشت الملاريا بين قواته ومات العديد من المجدفين حتى قبل بدء المعركة، مما جعل أغلب السفن غير قادرة على تنفيذ التكتيك الذي صـُمموا من أجله وهو النطح رأسًا بقوة وتراجعت الروح المعنوية لقواته بسبب قطع خطوط الإمداد، واضطر أنطونيوس لإحراق السفن التي لم يستطع توفير الرجال لها خوفا من الاستيلاء عليها، وجمع باقي السفن بالقرب من بعضها البعض.

 

قبل المعركة، فر قائدًا من جيش ماركوس أنطونيوس اسمه دليوس إلى أوكتافيوس وأخذ معه خطط أنطونيوس للمعركة، لهذا بقى أسطول أوكتافيوس خارج مرمي أنطونيوس، وبعـد منتصف النهار، اُجبـِر أنطونيوس لأن يمد خطوطه خارج نطاق حماية الساحل، لكي يشتبك معه.

 

بعد اندلاع المعركة وسيرها في غير صالح أنطونيوس، انسحب أسطول كليوباترا إلى عرض البحر بدون مشاركة، كما انسحب ماركوس أنطونيوس إلى سفينة أصغر ومعه العلم ونجح في الفرار من المعركة، آخذًا معه بعض السفن كمرافقين لكسر خطوط حصار أوكتافيوس، أما السفن الباقية، فأمسك أوكتافيوس ببعضهم وأغرق الباقي.

 

تبعات المعركة

التبعات السياسية لهذه المعركة البحرية كانت هائلة، إذ نتيجة لفقدان أسطوله تحول جيش مارك أنطونيو، بأعداد غفيرة إلى خصمه،  كما كان لدسائس أعداؤه مفعول السحر منها رسالة كاذبة مفادها إلقاء القبض على كليوپاترا ولذلك انتحر على الفور.

 

سمعت كليوپاترا بأخبار أنطونيو، وبدلًا من المخاطرة بالسقوط في أيدي اوكتافيان، قررت هي الآخرى الانتحار بينما قتل اوكتافيان ابنها قيصرون الحاكم الشرعي لمصر، ليبقى هو الابن الوحيد ليوليوس قيصر وكان ذلك نهاية واضحة لكل من العصر الهلنستي والمملكة البطلمية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية