زي النهاردة، لغز اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا القذافي
في مثل هذا اليوم من عام 1978 اختفى الإمام موسى الصدر في ظروف غامضة أثناء تواجده في ليبيا خلال حكم معمر القذافي الرئيس الأسبق ولا يعرف أحد القصة الحقيقية خلف اختفائه حتى الآن.
من هو موسى الصدر ؟
رجل دين وزعيم سياسي لبناني ولد في مدينة قم في إيران عام 1928، والتحق بمدرسة حياة الابتدائية، حيث تلقّى دروسه الدينية بنظام الفصول المتقطّعة، وبدأ فصله الدراسي الأول في 1941.
كان يصفه معلّموه بأنه «متعلّم سريع وواسع المعرفة لشخص في سن صغير»، حتى إنّه بدأ بتدريس التلامذة الآخرين الدورات والدروس الأساسيّة.
حصل على شهادة في الفقه الإسلامي والعلوم السياسيّة من جامعة طهران، وتعلّم إلى جانب ذلك اللغة الفرنسية والإنجليزية، ثمّ عاد إلى قم ليدرس علم الإلهيات والفلسفة الإسلامية تحت يد محمد حسين الطبطبائي.
غادر إلى النجف لإكمال دارسته الدينية لكنّه عاد إلى إيران بعد انقلاب 1958، وذهب الصدر إلى مدينة صور، كمبعوث لآيات الله حسين البروجردي ومحسن الحكيم، واستطاع الصدر بناء مجتمع للسكان الشيعة في لبنان، وأسس العديد من المنظمات والمدراس والجمعيات الخيرية بما فيها أفواج المقاومة اللبنانية التي تعرف بحركة أمل.
اختفاء موسى الصدر في ليبيا
وصل موسى الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفًا على السلطة الليبية في «فندق الشاطئ» بطرابلس الغرب. وكان الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع معمر القذافي.
تجاهلت وسائل الإعلام الليبية أخبار وصول الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، على خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يوميًا بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.
شوهد في ليبيا مع رفيقيه لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفاءه معهما، حتى أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18 أغسطس 1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.
تحقيق في إيطاليا
وجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق «هوليداي ان» في روما، وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقًا واسعًا في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.
أبلغت الحكومة الإيطالية رسميًا، كلًا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها «ترانزيت».
أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.
مسئولية معمر القذافي شخصيًا
أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين، عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 أغسطس 1979 و10 أبريل 1980، مسؤولية معمر القذافي شخصيًا عن إخفاء الصدر ورفيقيه.
لكن الرائد عبد المنعم الهوني شريك العقيد معمر القذافي في ثورة الفاتح من سبتمر زعم لاحقا أن موسى الصدر قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا عام 1978 ودفن في منطقة سبها بجنوب البلاد، لهذا يحمّل الشيعة في لبنان نظام معمر القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد لآخر مرة في ليبيا في 31 أغسطس 1978.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.