أول رد من جمعية المؤلفين والملحنين على واقعة تلاوة القرآن على العود
علقت جمعية الملحنين والمؤلفين على حالة الجدل الواسع التي أثارها ملحن يدعى أحمد حجازي، ظهر في مقطع فيديو، وهو يتلو القرآن بالموسيقى على أنغام العود، مما أثار غضب الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الشاعر إبراهيم فوزي، أمين عام جمعية المؤلفين والملحنين، في تصريح خاص لـ “فيتو”: إن الملحن أحمد حجازي ليس عضوا بالجمعية وبالتالي ليس لنا سلطة عليه وليس لدينا الحق في اتخاذ أي قرار ضده، ولكن هذه السلطة لنقابة المهن الموسيقية وهي الجهة التي من المفترض أن تتخذ إجراء ضده.
وأضاف "إبراهيم": “ولكن بعد ما نشوف فيديو أحمد حجازي هيكون لينا تعليق بعيدا عن أننا لنا سلطة عليه أو العكس وكمان الفيديو بتاعه لسه موصلش الجمعية”.
ملحن يقرأ القرآن بالموسيقى
وعن تلحين القرآن، ظهر أحمد حجازي وهو يتلو الآية 81 من سورة ياسين "أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ"، الأمر الذي أثار غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين، معتبرين ذلك من باب الاستهزاء بالقرآن.
لكن أحمد حجازي برر تلاوته للقرآن بالموسيقى وتلحين القرآن، في تصريح له بوسائل الإعلام، فقال: " إنه لم يفعل شيئًا مخالفًا، وكان يقوم بتعليم المقامات لعدد من القراء، بشكل طبيعي"، موضحًا أن "هؤلاء القراء يعتمدون عليه لتعليمهم أصول المقامات".
تلحين القرآن وتلاوته بالموسيقى يثير غضب المصريين
وبرغم تبريرات صاحب فيديو تلحين القرآن وتلاوته بالموسيقى، لكن مقطع تلحين القرآن أثار غضبًا شديدًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الله طالب قراء القرآن بترتيله ولم يطالبهم بتلحينه.
الإفتاء ترفض تلحين القرآن الكريم
أما دار الإفتاء المصرية فقد ذكرت الحكم الشرعي في تلحين القرآن، من خلال إحدى فتاويها، التي تم نشرها عبر موقع الإفتاء، حيث قالت: "إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغني به محرم شرعًا".
وأوضحت دار الإفتاء في فتواها عن تلحين القرآن الكريم وقراءته بالموسيقى "تداول البعض على صفحات التواصل الاجتماعي قيام شخص بالتغني بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية.
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به. وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه."
الشيخ الحصري يرفض تلحين القرآن
وتابعت دار الإفتاء فتواها فقالت: "إن سماع القرآن كما تُسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، تصرف السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم. ومن ثم شددت الدار على أن القرآن الملحَّن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم."
وأضافت الإفتاء "قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، تحريف وتبديل لكتاب الله؛ وفي ذلك ضـيـاع الدين وهلاك المسلمين."
الموسيقار محمد عبد الوهاب أول من لحن القرآن
لم تكن محاولة أحمد حجازي لتلحين القرآن وتلاوته بالموسيقى هي الأولى، فقد تبنى الموسيقار محمد عبد الوهاب فكرة تلحين القرآن، وذكر في تبريره "أن الآيات فيها تعبيرات مختلفة عن الرحمة والغفران والعذاب والجنة والنار، وكل المعاني دي يؤديها القراء على نمط واحد، لكن لو تم تلحينه هيوصل المعنى بشكل أفضل"
واعتبر محمد عبد الوهاب تلحين القرآن "نوع من أنواع "تدبر القرآن"، حيق قال: "تدبر القرآن إذا هو منطلقي إلى فكرة تلحينه، وهو أيضًا شفيعي ودليلي والنجم الهادي الذى يلهمني فكرتى، وأنا أعرف سلفًا أن كلمة مثل التلحين تثير مخاوف الكثيرين، وكفيلة بأن تصدم مشاعرهم، إذ ربما يقترن فى أذهانهم التلحين المتواتر للكلام العادي بما يتنافر مع جلال القرآن، وربما ظن آخرون أن التلحين هو الأداء بفرقة موسيقية أو البعد عن الدراسة الوافية للنطق في القرآن أو الإفتئات على قوانين التجويد الصحيح".
كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يدرك أن حديثه عن تلحين القرآن سيفاجئ الناس ويغضبهم، لذا قال: "ممكن نقول عليه أداء منغم، بدلًا من كلمة "تلحين" التي تثير الناس"
وكان عبد الوهاب يرى أن "تلحين القرآن هو إضافة للتجويد، وليس إلغاء له، وإنما محاولة خاشعة لتشجع الناس على تدبر معاني القرآن أكثر."، وذلك ما دونته الكاتبة لوتس عبد الكريم في كتابها عن عبد الوهاب، حيث قالت: "إن عبد الوهاب قال إنه مش لازم يتم استخدام الآت الموسيقية، لكن يتم إعطاء كل كلمة حقها في اللحن المناسب لموضعها وإحساسها ومايتركش الأمر للارتجال حسب مزاج كل قارئ"
أما الكاتب الراحل أنيس منصور فذكر، في مقال له بجريدة "الشرق الأوسط"، إن عبد الوهاب أسمعهم في جلسة تلحينه لآيات من سورة "الرحمن"، وسأل "هل يمكن مصاحبة اللحن موسيقى هادئة؟" وأسمع الحضور في الجلسة، لكن الكل تردد في بث التسجيلات وخروجها للناس، أو حتى الإفصاح عن ذلك، ولم يتمكن أحدًا من ترديد أن "عبد الوهاب حاول يلحن القرآن."
شروط رياض السنباطي لتلحين القرآن والمشايخ يرفضون
أما الموسيقار الراحل رياض السنباطي فقد كان له رأي في تلحين القرآن وتلاوته بالموسيقى، حيث قال، في تحقيق نشرته مجلة "الهلال"، "إن دي فكرة عظيمة لكن يلزمها شروط وشروطها شبه مستحيلة، يعني مثلًا لازم الملحن يدرس القرآن وأحكام تجويده ونزوله وتاريخ الدين الإسلامي والسنة، ولازم يكون عاصر كبار المقرئين عشان يقدر يلحن بميزان حساس لا يتنافى مع عظمة القرآن، وأنه يتفرغ للقرآن تمامًا مايعملش اي حاجة تاني، ويكون مثال للمسلم الصحيح في حياته.
رياض السنباطي وشروط تلحين القرآن
وكان الشيخ الحصري قد رفض تلحين القرآن، معتبرًا التجويد هو أعظم تلحين.
كما قال الشيخ الراحل عبد الباسط عبدالصمد "إن القرآن ملحن بطبيعته وقال إنه بيبيح قراءة الآيات بنغمة مثل الصبا أو السيكا أو الحجار، لكن مش بتلحينها بالقواعد الموسيقية."
وكان للشيخ زكريا أحمد محاولات لتلحين القرآن وعرض الفكرة على الأزهر ولكنهم رفضوها، وبحسب مجلة المصور عام 1961، نشرت بعد وفاته "مات شيخ الملحنين أراد أن يعيد تلحين القرآن".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.