الشيخ محمد الطواب، حكاية رحيل صاحب أعلى سند بالقرآن الكريم في القراءات الأربع الشواذ، ولد كفيفًا ولم يلتحق بالأزهر وتفرد في مجاله

الشيخ محمد الطواب، حالة من الحزن الشديد انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لوفاة صاحب أعلى إسناد على وجه الأرض في القراءات الأربع، الذي تفرد بعلو الإسناد، حيث يؤكد علماء القراءات أن المنفرد بعلو الإسناد يكون واحدًا، ويُقال أن عدد موافقيه لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. والقراءات الأربعة الزائدة عن العشرة  هي قراءات شاذة لم تصل لحد التواتر  ولا يُتعبد بها ولا يُصلي بها، ولكن يجب تعلمها؛ لما فيها من اللغة والتفسير وبعض الأحكام، وهي: قراءة الحسن والأعمش وابن مُحيصن واليزيدي.

الشيخ محمد الطواب ولد كفيفًا لم يبصر النور

ولد الشيخ محمد الطواب كفيفًا، لم يبصر نور الحياة، لكن بصره وبصيرته أنارها القرآن، وتمسك الشيخ الجليل بحفظه للقرآن، وبرغم عدم دراسته في المعاهد الأزهرية، لكنه تمسك بالعلم، وآثر أن يتفرد في علو الإسناد، فحفظ القرآن بقرائتي حفص ونافع، كما حفظ التجويد والمتون عن مشايخه.

كانت آخر وصية لطلابه "القرآن وتمسكوا به، وكل واحد يحاول يحفظ القرآن على قد ما يقدر، القرآن بركة كبيرة ويفتح البيوت".

وصية الشيخ محمد الطواب لطلابه قبل وفاته

وقال الشيخ قبل وفاته في وصيته لطلابه: "طالب القرآن المفروض يتعلم أولًا، حتي يحفظ القرآن، ويكون حفظ القرآن على يد شيخ، ومن يستطيع القراءة فيمكنه أن يتعلم القرآن ويداوم على قرائته".

وكان الشيخ الطواب ينصح طلابه بالمحافظة على القرآن، ويدعو لهم قائلًا: "ربنا يوفقكم للقرآن ويديم عليكم حفظه ويجعلكم من أهله".

ولم يكن الشيخ محمد الطواب شيخًا عاديًا، فقد عرف قدره العديد من علماء الدين، والمهتمين بحفظ القرآن وتعلمه، فقد كان كما يصفوه بـ"صاحب أعلى إسناد على وجه الأرض" ذو مكانة عالية عند طلابه في جميع بلاد العالم.

ومنذ أيام قليلة، وتحديدًا يوم 26 أغسطس الحالي، استيقظ طلابه في شتى بقاع العالم على خبر حزين أثار شجونهم، حيث أعلن نجل الشيخ محمد الطواب عن وفاته في منشور دونه على صفحة الشيخ بالفيس بوك قال فيه: "اللهم اجرنا بمصيبتنا وأخلفنا الخير منها ولا نقول الا ما يرضي الله.. انا لله وانا اليه راجعون، رحمة الله عليك يا أبي يا فقيد قلبي، كنت الأمان لنا كلنا كنت الروح. والشهيق والزفير، لا أستطيع حتي آبي التفكير اللهم لا اعتراض ولا مانع علي حكمك..."

وفاة ابن الشيخ الطواب يكسر قلبه

وتوفي الشيخ الجليل بعد أن ودع ابنه محمود، وقال نجل الشيخ الطواب في نعيه: "حقا أبي لا اتخيل العيش بدونك ولا استطيع وأصبح قلبي ضعيف بعدك ولا يستطيع تحمل الأحزان.. أبي كنت الحاجز علينا بالأمان كنا لا نخاف شيء.. ولا نهيب الحياة ولا الدنيا بوجودك..." 

ودعا ابن الشيخ الجليل له ولوالدته بالصبر فقال: "اطلب منك، يا رب،  العفو والعافيه لابي واخي وان ترزقنا من بعدهم راحه البال ان استطعنا، وان تلهمنا. وتلهم امي الصبر والسلوان علي فقد اعز عزيز لديها اللهم الهمنا وأهلنا وزوينا الصبر والسلوان وان ترزق متوفانا الفردوس الاعلي من الجنان".

وأثار خبر وفاة الشيخ محمد الطواب شجون طلاب الشيخ في العالم، وبادروا في سرد حكاياته التي لا يعرفها الكثيرون عن علمه وتخصصه في أعلى إسناد على وجه الأرض.

الشيخ الطواب يحفظ القرآن بالقراءات الأربعة الزائدة 

فبادر الدكتور ماجد خميس باشا، المتخصص في تفسير علوم القرآن، بالكشف عن تفاصيل الشيخ محمد الطواب فقال: "وُلد عام 1939 كفيفًا ببصره، بصيرًا بقلبه، حفظَ القرآن على يد المُقرئ البصير بقلبه محمد حسين عبد الرسول العامري بلدًا، الحنفي مذهبًا، الأحمدي طريقةً، وهو من تلاميذ شيخ قراء الإسكندرية عبد العزيز كحيل".

وتابع ماجد خميس سرد حكاية الشيخ الطواب فقال: "قرأ عليه شيخنا برواية حفص عن عاصم من طريق "الشاطبية" في ختمة كاملة، ثم بقراءة نافع المدني في ختمة ثانية، وقد أجازه الشيخ بعموم مرويّاته ومتون القراءات والتّجويد، فتصدّر للإقراء، وافتتح كُتَّابًا في قريته لتحفيظ القرآن وتعليم الكتابة، تخرّج منه كثيرٌ من الأئمة والدّعاة، وقد قصده القرّاء من كلّ مكانٍ لعلو إسناده بالقراءات الشاذة، منهم ثلاثة من شيوخي، أولهم شيخنا رئيس الجامعة الإسلامية بولاية مينيسوت د.وائل إدريس منيسي،  الحنبلي ( وترجمته في التعليقات )، وشيخنا المحقق هانى محمد بركات (وترجمته في التعليقات )، وشيخنا المصنّف توفيق ضمرة، وأستاذَيْ علم القراءات في جامعة أم القرى د. عبد القيوم سندي ود. علي بن سعد الغامدي المكّي، وغيرهم."

وأضاف الدكتور ماجد خميس: "قرأتُ عليه في مجلسين اثنين، الأوّل قرأتُ فيه حروفَ الخلافِ من القراءات الأربعة الزائدة على العشر فقط، وذلك بمضمن كتاب (مصطلح الإشارات) لابن القاصح، وفي الثاني قرأتُ عليه متن "الفوائد المعتبرة" في القراءات الأربعة الشاذة للمتولي بعد دراستي لشرح النَّاظمِ عليه، وطرفًا من متني "النهاية" في القراءات الثلاثة الشاذة لابن الجزري، و"الألفية" في القراءات الأربع عشرة للقباقبي، ثم قرأت عليه بعضَ القرآن بقراءة نافع المدني ورواية حفص الكوفي جمعًا من طريق "الشاطبية"، فأجازني الشيخُ بالقراءات الأربعة الزائدة على العشر، وبما قرأتُ عليه من القرآن والمتون، وبسائر كتب ومتون القراءات والتّجويد والرسم والضبط."

بوفاة الطواب نزل سند القراءات الأربع الشواذ درجة

أما عبد الله صالح السني فسرد جانب من حكاية الشيخ محمد الطواب قائلًا: " إنا لله وإنا إليه راجعون بلغني وفاة شيخنا ومجيزنا فضيلة الشيخ محمد إبراهيم الطواب (البصير بقلبه) صاحب أعلى إسناد على وجه الأرض في القراءات الأربع الشواذ، وكانت الوفاة يوم السبت ولم أسمع بها إلا الآن فأسأل الله أن يرحمه ويتقبل منه كل جهوده في تعليم القرآن والمتون العلمية إلى آخر حياته ويجمعنا به في الجنة".

وقال عبد الله صالح: "بوفاته قد نزل سند القراءات الأربع الشواذ درجة وإنا لله وإنا إليه راجعون. وهو من شيوخ شيخي سعيد زعيمة... أوصلني بهذا الشيخ وجعله يتكرم عليَّ ويجيزني في القراءات الشواذ وبما عنده من أسانيد في الكتب والمتون العلمية. وسند الشيخ الطواب رحمه الله معروف ومشهور ومنتشر على الإنترنت لمن أراد أن يبحث عنه ويعرفه."

والقراءات الأربعة الزائدة عن العشرة هي قراءات شاذة لم تصل لحد التواتر ولا يُتعبد بها ولا يُصلي بها ولكن يجب تعلمها لما فيها من اللغة والتفسير وبعض الأحكام وهي قراءة الحسن والأعمش وابن محيصن واليزيدي.
 

الشيخ الطواب لم يتعلم في معاهد الأزهر

حكى الشيخ محمد الطواب عن حفظه للقرآن فقال: "أخذت وقت في حفظ القرآن كاملًا، وفي حفظ القرآن، وكنت مع الشيخ العامري لمدة عامين، حفظت القرآن بالقرآت حفص ونافع، كان يختم القرآن في أسبوع، كل يوم 5 أجزاء".

حفظ الشيخ محمد الطواب القرآن والتجويد عن شيخه عبد الرسول، وكان الشيخ يحفظ في اليوم ربع جزء من القرآن، وقرأ عن شيخه حفص ونافع ومتون التجويد، وكان يبلغ من العمر وقتها 14 عامًا. وبرغم من علمه لكن الشيخ محمد الطواب لم يدرس في أي معهد أزهري لبعدها عن قريته.

علماء وأئمة العالم تخرجوا من كُتاب الشيخ الطواب

وحكى عنه محمد بن فريد الازهري فقال: "ولد الشيخ محمد الطواب في قرية بني جُري- مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية بمصر المحروسة، وهو من تلاميذ الشيخ محمد حسين عبد رب الرسول العامري قرأ عليه بقراءة نافع ورواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية مركز معين القراء لضبط وتحقيق اﻷسانيد واﻹجازات القرآنية".

أما محمود أبو دفشير فقد حكي عن آخر زيارة تلقاها الشيخ محمد الطواب قبل وفاته، حيث التقى فيها مع طلابه من دولة أوزبكستان في قريته بالشرقية، وكانوا يقولون عنه "شيخنا ومجيزنا فضيلة الشيخ البصير بقلبه  محمد بن إبراهيم الطواب، أعلى أهل الأرض إسنادا بالقراءات الأربعة الزائدة علي العشرة."

وقالوا عن الشيخ محمد بن إبراهيم بن علي الطوّاب "‏البصير بقلبه، أعلى القرّاء إسنادًا بالقراءات الأربعة الزائدة على العشر من طريق "الفوائد المعتبرة"، ويُساوي بذلك علو العلّامة إبراهيم السمنودي رحمه الله."

وتصدّر الشيخ محمد الطواب للإقراء، وافتتح كُتَّابًا في قريته لتحفيظ القرآن وتعليم الكتابة، وتخرّج منه كثير من الأئمة والدّعاة، وقصده القرّاء من كلّ مكانٍ لعلو إسناده بالقراءات الشاذة، منهم رئيس الجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا د. وليد بن إدريس المنيسي، والشيخ المحقق هانى محمد بركات، والشيخ المصنّف توفيق ضمرة، وأستاذ علم القراءات في جامعة أم القرى د. عبد القيوم سندي، ود. علي بن سعد الغامدي المكّي، وغيرهم.

الحكاية الكاملة لوفاة آخر سقا في مصر، عم عبد الحميد سقى زوار أهل البيت، ومات ولم يحقق حلمه (فيديو)

الحكاية الكاملة لمأساة إسراء عويضة، طبيب التأمين رفض منحها إجازة فأصيبت بجلطة في المخ، وآخر كلماتها مبكية

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.