في ذكرى وفاته، قصة مأساوية صعدت بالسلطان مراد الخامس للسلطة وانتهت بعزله
يناسب غدا ذكرى وفاة مراد الخامس السلطان العثماني عام 1904، ويعتبر الخليفة الرابع والثلاثين لآل عثمان في حكم الديار الإسلامية.
عن حياة ونشأة السلطان مراد الخامس
ولد السلطان مراد الخامس في 21 سبتمبر 1840 وعيّن له السلطان عبد المجيد الأول فريقًا بارزًا من كبار أساتذة الدولة لتعليمه، فكان أدهم باشا والذي تولى الصدارة العظمى لاحقًا أستاذه في اللغة الفرنسية، كما درس الأدب الفرنسي والأدب التركي على يد الأستاذ عمر أفندي الذي علمه أيضًا فنون البلاغة والخطابة في التركية، إلى جانب ميل مراد نحو الكتابة والتأليف بها، وكان له ميل أيضًا نحو الشعر والموسيقى، وقام بتأليف عدة مقطوعات على البيانو من تلحينه.
من أجل هذه السمات، صنف السلطان مراد الخامس عمومًا بأنه كان «رجل رومانسي» وبحسب بعض الشهادات أنه كان يصاب بذهول وكآبة يستسلم فيها ساعات من الزمن إلى الحزن والتفكير.
وخلال مرحلة شبابه اهتمّ بالعمارة والبناء إلى جانب اهتمامه بالأدبين الفرنسي والتركي والموسيقى، وأنفق مبالغ طائلة في بناء القصور لاسيّما قصره الذي هدمه وأعاد بناءه عدة مرات.
مراد الخامس وليا للعهد
تولى مراد الخامس العهد بعد وفاة السلطان عبد المجيد واستلام عبد العزيز الأول الحكم، ولم تكن علاقة عبد العزيز بابن أخيه وولي عهده جيدة، بل وضعه مع أشقائه قيد الإقامة الجبرية في قصر طولمة بهجة، ثم نقله إلى قصر كوربغه لي دره وقطع علاقته بإسطنبول نهائيًا.
وخلال زيارة السلطان عبد العزيز الأول إلى أوروبا اصطحب معه ابنه وابني أخيه مراد وعبد الحميد ضمن الحاشية المرافقة، وقد نال الأمير مراد شهرة في أوساط أوروبا لثقافته العالية وإجادته الفرنسية وقدرته على العزف على الآلات، حتى عبر نابليون الثالث والإمبراطور غليوم صراحة عن إعجابهم بولي العهد ما سبب «حنقًا وغضبًا» لدى عبد العزيز.
بعد العودة إلى الدولة، شدد عبد العزيز على مراقبة الأمير مراد ومنعه من الخروج سيرًا على الأقدام وسمح له بالتنزه في عربة مغلقة لا يراه منها الناس، مع إذن مسبق في كل مرة يود الخروج فيها، ثم عمد إلى تخفيض مستحقاته المالية فاضطر الأمير إلى الاستدانة والاتجاه إلى المرابين.
كواليس تولي مراد الخامس الخلافة
تزايدت الصراعات بين الحاشية الحاكمة نتيجة سوء إدارة السلطان عبد العزيز، ونشأ تكتل من الوزراء وعلماء الدين وسائر كبار الموظفين من المدنيين والعسكريين طالب بخلعه بعد تزايد مظاهر الفساد في البلاد، وبعد سلسلة من المناوشات بين السلطان وكبار رجاله اتفق الجميع مع شيخ الإسلام في اسطنبول على خلع السلطان، وانتقلت السلطة إلى الأمير مراد بعد توافق الجميع عليه ونقل إلى مبنى وزارة الحربية حيث كان الوزراء في انتظار «الخليفة الجديد».
وبعد وصول مراد الخامس وأمام الوزراء وكبار الضباط ونقيب الأشراف وشريف مكة قرأ شيخ الإسلام فتوى خلع السلطان، وبعد أن تمت قراءة الفتوى أطلقت المدفعية مائة طلقة وطلقة معروفة باسم «مدافع الجلوس».
صدر فرمان السلطان مراد الخامس الأول ومنح فيه الحرية بدون استثناء لجميع المواطنين، وأكد التزامه بالسلم الأهلي وبالمعاهدات الدولية والمواثيق التي تربطه مع جميع الدول المتحابّة.
جرى خلع مراد الخامس بعد حوادث قتل استهدفت كبار رجال الدولة عام 1876، وقتل فيها وزير الحربية حسين عوني باشا، وكذلك محمد راشد باشا وزير الخارجية، وأصيب السلطان بانهيار عصبي حاد، ولم يعد يقوى على الحكم، وصعد بدلا منه شقيقه السلطان عبد الحميد الثاني ونقل السلطان مراد بعد خلعه إلى قصر جراغان حيث أقام فيه حتى وفاته عام 1904.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.