في ذكرى رحيله.. محمد نجيب الرئيس المظلوم.. شارك في حرب فلسطين.. قاد الضباط الأحرار في ثورة يوليو.. وهذا سر وضعه تحت الإقامة الجبرية
اللواء محمد نجيب ، أول رئيس جمهورية في مصر ولقب بالرئيس المظلوم والرئيس النبيل، تولى حكم مصر عامين ونتيجة لخلافه مع مجلس قيادة الثورة أجبر على الاستقالة واستبعاده عن الحياة العامة بفيلا مهجورة بالمرج أكثر من 25 عاما وقال " ودعوني بالإهانة والصمت والاعتقال وإعطاء ظهورهم " حتى جاء الرئيس السابق مبارك ليرد له اعتباره اعتباره حتى رحل في مثل هذا اليوم عام 1984.
اقرأ أيضا:
اللواء محمد نجيب يشكل حكومته الثانية، كيف انتهى به الحال في مصر؟
ولد اللواء محمد نجيب يوسف قطب القشلان في 19 فبراير 1901، بـ السودان حيث كان يعمل والده، والتحق بكلية غردون وعندما تقدم إلى المدرسة الحربية فى مصر، رُفض طلبه بسبب قصر قامته، فعاد إلى الدراسة بالسودان ولجأ إلى رياضة العقلة، وفى عام 1917 وصله تلغراف من المدرسة الحربية تدعوه إلى الكشف الطبى فعاد إلى القاهرة وعمره 16 عاما لدخول الكلية الحربية التي تخرج منها عام 1918 ليعمل بالجيش المصري بالسودان، ثم بالمدرسة الحربية ليلتحق بالحرس الملكي عام 1924.
اقرأ أيضا:
14 ديسمبر 1956.. من نجيب إلى عبد الناصر: مستعد للشهادة من أجل بلادي
كنت رئيسا لمصر
عن نشأته يقول اللواء محمد نجيب فى مذكراته " كنت رئيسا لمصر" التي أعدها محمد ثروت: ولدت في الخرطوم عام 1901، وأمى مصرية، وجَدة أمي فهي مصرية الأصل من المحلة الكبرى، أما والدي فهو الملازم أول يوسف نجيب الذي بدأ حياته مزارعًا في كفر الزيات بمحافظة الغربية، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898، وتزوج من سودانية وأنجب منها ابنه الأول "عباس"، ثم توفيت فتزوج من "زهرة" وأنجب منها تسعة أبناء ثلاثة أبناء وستة بنات، وعندما بلغت سن 13 توفي والدي تاركًا أسرة مكونة من عشرة أفراد فلم يكن أمامى إلا الاجتهاد في كلية جوردون، وبعدها كان الالتحاق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 ليبدأ مشواري مع الجيش.
اقرأ أيضا:
محمد نجيب يرفض أن يحمله أحد في القليوبية
حصل اللواء محمد نجيب على ليسانس الحقوق عام 1927 وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931.
اقرأ أيضا:
عصا الصندل هدية نهرو لمحمد نجيب
في ديسمبر 1931 رقي محمد نجيب إلى رتبة اليوزباشي (نقيب) ونقل إلى سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، وأسس مجلة الجيش المصري،ورقي لرتبة الصاغ (رائد)وفى عام 1944 عين حاكما إقليميا لسيناء وتقديرا لشجاعته واصابته عدة مرات في حرب فلسطين منحه الملك فاروق نجمة فؤاد العسكرية ورتبة البكوية وتعيينه مديرا لمدرسة الضباط.
اقرأ أيضا:
أستاذ تاريخ يكشف حقيقة انتماء محمد نجيب للإخوان
تعرف اللواء محمد نجيب على حركة الضباط الأحرار عن طريق الصاغ عبد الحكيم عامر، وعندما قامت ثورة يوليو 1952 شكل اللواء نجيب الوزارة برئاسته في سبتمبر 1952 بعد استقالة وزارة على ماهر، واحتفظ لنفسه فيها بوزارة الحربية والبحرية والقيادة العامة للقوات المسلحة، وتحت مجلس الوصاية الذي عين لإدارة البلاد، ثم رئيسا للبلاد بعد انتهاء الملكية وإعلان الجمهورية ليصبح أول رئيس لمصر وتولى معه الوزارة البكباشى جمال عبد الناصر.
حادث المنشية غير مساره
دخل اللواء محمد نجيب في خلاف حاد مع ضباط مجلس قيادة الثورة حتى انه قدم استقالته مرتين وعاد بعد أزمة مارس ومطالبة الشعب بعودته، وعندما وقع حادث المنشية ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر وكان رئيسا للوزراء خرجت الجماهير تهتف باسم عبد الناصر.
اقرأ أيضا:
الرئيس محمد نجيب يتحدث إلى العمال في عيدهم
اتهام بموالاة الإخوان
اتهم مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب بمحاولة انفراده بالسلطة وتعاونه مع الاخوان وتقرر وضعه تحت الإقامة الجبرية في نوفمبر 1954 مع أسرته في قصر زينب الوكيل بالمرج بعيدًا عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له، وتم شطب اسمه من كافة الوثائق والسجلات والكتب ومنع من الظهور الإعلامى طوال ثلاثين عاما.
قال اللواء محمد نجيب في مذكراته “كنت رئيسا لمصر” يقول: خرجتُ من الفيلا، وقد أكلها الصدأ والإهمال وراحت أشجارها وخضرتها، وانتشرت فيها الحشرات والثعابين والأتربة، قضيت السنوات على سرير قديم فى حجرة صغيرة وحولى قططى وكلابى والأدوية التى استعملها والكتب التى أقرأ فيها فى كل نواحى المعرفة والأوراق التى أدوِّن فيها كتاباتي؛ فقد كتبت في جميع فروع المعرفة في الأدب والطب والتاريخ واليوجا والفلك والاقتصاد، عشت فى هذه الحجرة، ومعى في الفيلا خادمتى المخلصة فتحية، وأنا أحمل لقب أول رئيس جمهورية لمصر.
اقرأ أيضا:
«زي النهاردة».. محمد نجيب يصلي الجمعة اليتيمة في الأزهر
وأضاف: أعطيت لمصر كل ما أملك من حب وإخلاص ووفاء، وفعلت المستحيل لينصلح حالها ولترفرف الديمقراطية الى جانب علمها، وإذا كنت قد أخطأت فبحسن نية وجل من لا يخطئ، كما أن خطأي لم يكن سوى قطرة ماء إذا ما قورن بمحيط العذاب الذى غرقت فيه من يوم خرجت من قصر عابدين وحتى اكتوبر 1983 يوم أن خرجت من معتقل المرج إلى كوبرى القبة.
اقرأ أيضا:
بالفيديو.. «ممتاز القط» يعرض بيان الرئيس «محمد نجيب»
قلادة النيل العظمى
بعد رحيل جمال عبد الناصر وفى عام 1971 قرر الرئيس السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة علي اللواء محمد نجيب لكنه ظل ممنوعًا من الظهور الإعلامي، وفى عهد الرئيس مبارك منحت اسرة نجيب قلادة النيل العظمى.
بعد صراع دام أربع سنوات مع أمراض الشيخوخة والكبد، وخمسة وعشرين عاما من الاعتقال والنفي رحل اللواء محمد نجيب في مثل هذا اليوم 28 أغسطس عام 1984 بمستشفى المعادى،
أمر الرئيس السابق حسنى مبارك بتشييع جثمانه في جنازة عسكرية، حُمل فيها على عربة مدفع تحمل النياشين والأنواط التي نالها الفقيد نظير ما أداه لوطنه من جهود وأعمال جليلة، وتقدم مبارك الجنازة وعدد كبير من أعضاء مجلس قيادة الثورة منهم عبد اللطيف بغدادي، خالد محيى الدين، حسين الشافعى، والدكتور صبحى عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى، الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وعز الدين السيد رئيس مجلس الشعب السودانى الذى أتى خصيصا لحضور الجنازة وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي بالقاهرة، كما تقدم الجنازة حرس الشرف من الكليات العسكرية.
اقرأ أيضا:
تكريم حسنى مبارك
بعد ذلك أطلق مبارك اسم محمد نجيب على إحدى محطات مترو الأنفاق في الخط الثانى، كما أعطاه فيلا بديلة بحدائق القبة للانتقال اليها، بعد إن حصل أصحاب الفيلا القديمة ـ ورثة زينب الوكيل ـ على الحكم باستردادها، حتى قال نجيب في حياته “لم يكرمنى سوى حسنى مبارك".
وقام الرئيس عدلي منصور الذى تولى الرئاسة لمدة عام بتكريم اسم اللواء محمد نجيب ومنح حفيده محمد قلادة النيل ووصف الرئيس نجيب بالزعيم النبيل.
قاعدة عسكرية باسم نجيب
وعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى أعاد تخليد ذكرى محمد نجيب بإطلاق اسمه على القاعدة العسكرية بمرسى مطروح أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، وإنشاء متحف يضم كل متعلقاته في نفس القاعدة ومنها بدلته العسكرية ونجمة الملك فؤاد الأول التي منحت له وتمثال كامل له وبعض الوثائق المكتوبة بخط يده ومذكراته الخاصة.
اقرأ أيضا:
محمد نجيب ورئيسا وزراء لبنان والعراق في الجامعة العربية
وعن الشعب الذى استقبل الثورة يقول اللواء محمد نجيب: لقد كشفت لي رحلاتي بقرى مصر عن جوانب عديدة من قوة هذا الشعب الجرئ، وأشعرني بأنه شعب لا يعترف بالفشل، ولا يعترف بالصعاب.. كان يخترق نطاق الحراسة المضروبة حولي ويصل إلى من كل سبيل، وكان النداء المحبب إلى يابو نجيب الذى لا يمكن أن يصدر عن قلب فيه ذرة من الرياء أو المداهنة، ولا يمكن أن يهتف به إلا قلب محب مطمئن، قلب يشعر صاحبه بأنه يخاطب أخا له ترضيه يابو نجيب ولا يرضيه لقب غيره.. هكذا كان لقاء أبناء الشعب لي، وهكذا كانت تصرفاتهم.. وهي تصرفات تثقل كاهلي بالجميل، وتشعرني بأن كل ما فعلته وكل ما أفعله لهذا الشعب، قليل.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.