حوار مع صديقى المؤيد
صديقى مهندس مبدع ذو عقلية أحترمها، هو صديق طفولتى رجل معطاء يعشق مهنته ويعطيها تقريباً كل وقته، وإن تبقى من الوقت بقية فهى لزوجته وأولاده .
تبعدنا الأيام لنتعرف على أشخاص ومجتمعات تؤثر فينا ونؤثر فيها لتكتمل شخصيتنا وتتغير أفكارنا سلباُ أو إيجاباً وربما نتغير من النقيض إلى النقيض ثم نتقابل فلا يعرف أحدنا الآخر.
إلا صديقى هذا، فمهما بعدتنا الأيام ومهما تغيرنا إلا عندما أراه لا أنظر إلى وجهه أو أستمع إلى كلماته بل أتحدث وأستمع إليه بمشاعر الطفولة البريئة التى أحمد الله أنها مازالت بنقائها فيه إلى الآن، رغم ما ظهر علينا من اختلاف سياسى فلم ننس أننا أصدقاء ولم ننس إننا مصريين ولم نكن فى يوم من الأيام سياسين إلا عندما تسيس كل المصريين .
نحن فى زمن أصبح الاختلاف فى الرأى يفسد الود والمودة بين الناس، فقد اختلفت مع كثيرين وفسدت علاقاتى بهم تماماً وكل هذا بسبب حالة الانقسام النفسى التى تعيشها مصر.
فمعظم الناس تفكر بعواطفها وانتماءاتها الحسية ليس إلا وغاب العقل وحل محله العناد والكبر على حساب مصلحة البلد ومصلحتنا نحن المواطنين ولحساب فئة منتفعة لا يهمها إلا مصلحتها فقط ولا يهمها دماؤنا المسالة على الطرقات .
يا صديقى ويا أخى الذى لم تلده أمى، لا تدع ما نختلف عليه يفرقنا فستزول الغمة وسنعود كما كنا ولكن إن افترقنا حتى نفسياً فلن نعود ولن يعود الوطن كما كان، وسيظل الشرخ واضحاً يزداد اتساعاً منتظرين أن ينفجر فى وجوهنا يوماً.
ما يطمئننى أنك من أصحاب العقل الراجح ستدير الأمور بعقلك يوماً وسيصدق إحساسك ما قرره عقلك وستعود الأمة عقلاً وقلباً واحداً بإذن الله.
لعن الله من زرع الفتنة فى قلوبنا، لعن الله الخونة الذين يتاجرون بدمائنا وأموالنا ووطننا، لقد نجح الإخوان فى إفساد عقول البعض حتى بعض المثقفين الذين تغلب عليهم النزعة الدينية فى إيهامهم بأن ما يحدث ليس حربا على جماعة فاشلة منتفعة إرهابية، بل إنها حرب ضد الإسلام فصدقهم البعض للأسف برغم ما يرونه بعيون رءوسهم ويسمعونه بآذانهم من إرهاب وقطع طرق واستغلال الأطفال والنساء فى المسيرات والمتاجرة بدمائهم والتضحية بكل شىء من أجل أطماعهم هم فقط وما عاشونه خلال سنة حَكَمَ فيها الإخوان من نقص فى السولار والنزين وما كانوا يشِيعونه بأنها من تدبير الفلول ثم انفرجت الأزمة بعد رحيلهم مباشرة وظهرت فى غزة فبات الأمر واضحاً لمن يعقل ويدير الأمور بعقله بأنها كانت من فعل الإخوان .
وبالقياس، يمكن تخيل كم الخراب والدمار إن حكموا البلد لسنة أخرى، ولكن رغم كل الفشل ورغم مقاطعتهم لكل الدول العربية ما عدا قطر وتوطيد العلاقات مع إسرائيل والنداء بالجهاد فى سوريا وتقسيم البلد، لم يستطع أنصار الإخوان الربط والمناقشة معهم يحكمها العناد والكبر ورغم وضوح الصورة لمن يرى إلا أنهم يكذبوها ويلصقوها بالإعلام الكاذب وسحرة فرعون ، على حد قولهم.
الحوار مع أصدقائى المؤيدين للإخوان أصبح بلا جدوى، فنحن المعارضين لحكمهم نريدها دولة مدنية تحوى بداخلها كل أطياف البشر، بدستور يحمى الجميع لا يميز طائفة عن أخرى كل فى نظر الدستور سواء، وهم يريدونها دولة فى خيالهم هم ليس لها نموذج ناجح مطبق حديثاً أو قديماً ويقولون تركيا يا أصدقائى تركيا دولة مدنية مائة فى المائة .
يا صديقى، مصر لن تعود إلى الوراء ولن يعود الإخوان إلى سدة الحكم وسينتهى حكم الإخوان إلى الأبد، ولكن لن ينتهى الإرهاب فى العالم فتعالى نتفق سوياً فى أن تكون مصر هى الأهم ونعمل جميعاً من أجلها حتى نعود كما كنا مصريين .