رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حرب الأيام التسعة.. لا رابعة ولا نهضة بعد اليوم!


الآن.. وبعد تسعة أيام من النشاط الدبلوماسي.. لسان حال العالم يقول إن السلطة الموجودة في مصر الآن لم تقصر في شىء.. فقد طلبنا أن نقابل مرسي وقابلناه.. وجاء غيرنا وقابله.. وفي الحالتين ظهر الرجل بصحة جيدة وفي مكان أكثر من لائق ويلقي معاملة حسنة وجيدة للغاية.. وهذا ليس سلوك انتقاميين ولا انقلابيين ولا "عسكر".. طلبنا أن نلتقي وفدا من الإخوان.. فالتقينا وفدا من الإخوان والتقاه غيرنا.. طلبنا أن تعود الجماعة للعمل السياسي فأعلن رجال السلطة الحاكمة الجديدة في مصر أن هذا متاح ومسموح به شرط استبعاد العنف.. طلبنا تأجيل فض الاعتصامات الإخوانية.. فوافقت السلطة الجديدة علي الفور.. طلبنا منهم أن نزور رابعة فوافقوا.. وأن نزور النهضة.. فوافقوا.. وانتهت المهلة التي أمهلونا إياها لتنتهي الوساطة.. وقبل أن تنتهي طلبنا تمديدها.. فقد جاء وزراء عرب طلبوا هم أيضا التدخل.. فوافق المصريون أيضا علي الفور.. ولم يطلبوا هم إلا توقف قناة الجزيرة عن التحريض ضد الجيش المصري وإهانة قادته.. ورغم كل ما قدموه لم نستطع أن ننجز لهم طلبهم الوحيد منذئذ.. الآن.. تنتهي الفرصة تلو الفرصة.. الآن نشهد أن السلطة الجديدة في مصر اتسع صدرها لنا واتسع واتسع.. كل ما كانوا يفعلونه تذكير الناس بقدرتهم وقوتهم لكنهم التزموا معنا إلي أقصي حد.. رغم فضائح المعتصمين كل يوم.. عنف وقتلي وجرحي وأطفال أبرياء يستغلون حاجتهم في الدفع بهم إلي الهلاك.. الآن نقول: لو هدم المصريون الاعتصامات فوق رءوس أصحابها ما لمناهم.. ولا استطعنا أن نلومهم.. فقد تحملوا ضغوط شعبهم واستعجاله استخدام التفويض الذي منحوه لقادتهم الجدد في إزالة آثار اعتصامات الإخوان وتحملوا أيضا إساءة الظن بهم.. باختصار: لقد كسبوا أيضا منا هذه الجولة وعلينا أن نرفع القبعة لا لكي نحييهم فحسب وإنما أيضا لكي نرتدي مكانها "عمة" كبيرة !!!

الجريدة الرسمية