نهاية طباخ الرئيس، خط سير الرحلة الأخيرة لقائد فاغنر الروسية (فيديو)
برز اسم " يفغيني بريغوجين " قائد مجموعة فاغنر" الروسية، مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، وأصبح يضاهي في الشهرة الدولية لزعماء الدول نظرا للدور الكبير الذي لعبه في السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية.
وتحول من قائد مجموعة فاغنر، التي كانت تخضع لأوامر الجيش الروسية، إلى وزير دفاع موازٍ يهدد العالم أجمع، ووصلت سطوتها لتهديد الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين، وشهد شهر يونيو الماضي محاولة انقلابه على صديقه ساكن قصر الكرملين، وكان على مشارف اقتحام العاصمة موسكو.
مصرع قائد فاجنر يفغيني بريغوجين
وبعد صداقة دامت بينه وبين الرئيس الروسي منذ تسعينات القرن الماضي، كتب سطر النهاية لقائد ميلشا مسلحة باتت أشبه بجيش نظامي، حتى الأمن القريب هدد قادة بلاده وسبب الرعب للجيش الأوكراني فضلا عن توغله في دول أفريقية وآسيوية، وأعلن عن مصرعه بتحطم طائرة خاصة كانت تقل يفغيني بريغوجين من موسكو إلى سان بطرسبورج وقتل معه 9 أشخاص آخرين.
من هو قائد فاجنر يفجيني بريجوجين؟
يفجيني بريجوجين هو رجل أعمال روسي يترأس مجموعة فاجنر العسكرية ويشتهر بلقب طباخ بوتين.
ولد قائد مجموعة فاجنر العسكرية في 1 يونيو 1961 في لينينجراد بروسيا.
ازدهرت أعمال مؤسس مجموعة فاجنر، في مجال الإطعام وتوسعت بعد إبرام عقود مع جهات رسمية مثل المدارس ورياض الأطفال وفي النهاية مع الجيش الروسي.
وصلت قيمة التعاقدات بين يفجيني بريجوجين مع الدولة لأكثر من 3 مليارات دولار، وفقًا لتحقيق أجرته سابقًا، مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني.
اقرأ أيضا.. إنهاء عملية دخول فاجنر للعاصمة الروسية، تفاصيل 24 ساعة هزت عرش بوتين (فيديو)
قائد فاجنر يفجيني بريجوجين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تعود علاقة قائد فاجنر، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما كان الرئيس يعمل وقتها في مكتب عمدة سانت بطرسبرج، وكان يتردد حينها على مطعم بريجوزين الذي كان يحظى بشعبية بين المسئولين المحليين، ولقب بعدها بـ"طباخ بوتين".
كانت مطاعم وشركات المأكولات التابعة لقائد فاجنر تستضيف شخصيات أجنبية رفيعة المستوى.
ويسيطر بريجوجين على شبكة من الشركات ويواجه عقوبات اقتصادية واتهامات جنائية في واشنطن.
علاقات قائد فاجنر، تطورت في عالم السياسة أيضا، وفي عام 2010 ربطت تحقيقات صحفية الرجل بوحدة معلومات مضللة تعرف باسم "مصنع الترول" مقرها مدينة سانت بطرسبرج، وذكرت التقارير أن مصنع الترول مكلف بإعداد مادة صحفية ونشرها عبر مواقع الإنترنت بهدف تشويه سمعة المعارضة الروسية وتلميع صورة الرئيس من جهة أخرى.
اقرأ أيضا.. روسيا تعلن مصرع قائد فاغنر في تحطم طائرة شمال موسكو (فيديو)
وحسب تحقيق أجراه لاحقًا المستشار الأمريكي الخاص روبرت مولر، في عام 2016 كان مصنع الترول جزءًا من محاولة روسية للتأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب، ورغم نفى قائد فاجنر، تلك الاتهامات، لكنه أقر بها لاحقا مؤكدا: "تدخلنا في الانتخابات الأمريكية ومستمرون بذلك، وسنواصل التدخل، سنقوم بذلك بعناية ودقة ومهارة وبطريقتنا الخاصة ونعرف كيف نقوم بذلك، سنزيل الكلى والكبد في آن واحد".
ويعتبر عام 2014 هو موعد تأسيس مجموعة فاجنر تحت قيادة يفجيني بريجوجين، وتم تكليفها في نفس العام بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، وساعدت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك.
معلومات عن مجموعة فاجنر العسكرية
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة فاجنر هي منظمة روسية شبه عسكرية، وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة، شاركت في صراعات عسكرية مختلفة بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015 في الحرب في دونباس في أوكرانيا، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوجانسك المعلن عنها ذاتيا للانفصال عن أوكرانيا.
وتنتشر قوات فاجنر الروسية في 3 قارات حول العالم ( آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وذلك للقتال في دول عديدة.
وتنشط "فاجنر" في عدد من الدول الإفريقية، أبرزها إفريقيا الوسطى ومالي والآن النيجر، ولفت أنباء إلى تعاون بين المجموعة وميلشيا الدعم السريع فى السودان، علاوة على تحذيرات من تواجدها فى ليبيا.
وخلال الفترة الماضية زاد الحديث عن تمركز فاجنر فى النيجر، عقب الانقلاب العسكري هناك، خاصة بعد رسالة نشرها على قناته في "تلجرام" أكد فيها أنه سيواصل تركيز جهوده على السوق الإفريقية.
ودخلت قوات فاجنر في الحرب السورية، وبعدها أرسلت قوات إلى الأقاليم الانفصالية في لوجانسك ودونيتسك بأوكرانيا ثم انضمت إلى الجيش الروسي مؤخرا.
أما عن أماكن تواجدها في القارة الإفريقية، فشاركت قوات فاجنر في العديد من النزاعات المسلحة في القارة السمراء من بينها الحرب في مالي وإفريقيا الوسطى ودول الساحل الإفريقي، بالإضافة إلى تقرير تشير إلى تواجدها في الأزمة السودانية.
ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد عناصر فاجنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاجنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.
وكانت مجموعة فاجنر قبل الحرب الروسية الأوكرانية تتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد.
ومع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ قائد فاجنر، يفجيني بريجوزين، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية.
آخر ظهور لقائد مجموعة فاجنر قبيل مصرعه
وجاء آخر ظهور لقائد فاجنر يوم الأثنين الماضي حيث ظهر مجددا حاملا بندقية كلاشنيكوف، ملحما لوجوده في دولة أفريقية.
ظهور قائد فاجنر في دولة أفريقية
وظهر قائد "فاجنر" يفغيني بريغوجين، في مقطع فيديو نشره على قناته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "تلجرام" مساء الإثنين الماضي، ملمحا فيه إلى أنه موجود في إفريقيا مركز تمدد مجموعاته المسلحة.
وفي الفيديو ظهر قائد فاجنر مرتديا الزي العسكري الخاص بمجموعته القتالية، ويحمل بندقية روسية ماركة "كلاشنيكوف"، وفي الخلفية منطقة جرداء وبدا من بعيد عدد من عناصر المجموعة و3 مركبات.
اقرأ أيضا.. انقلاب يكتب نهاية طباخ بوتين، سر تراجع فاغنر عن مهاجمة موسكو
وقال قائد فاجنر في الفيديو، نحن نعمل تحت درجة الحرارة تفوق الـ 50 درجة مئوية وهو ما نحبه، ومجموعة فاجنر تجري أنشطة الاستطلاع والبحث، مما يجعل روسيا أكثر قوة في كل القارات.
وتابع، إفريقيا أكثر حرية، العدل والسعادة للأمم الإفريقية، نحارب القاعدة وداعش والجماعات الأخرى، ماضون في عمليات التجنيد ونستمر في تنفيذ المهام التي تم تكليفنا بها وتعهدنا بالقيام بها.
ولم يذكر قائد فاجنر صراحة أين سجل الفيديو ولا متى، لكنه خلال حديثه لمح إلى أنه في دولة إفريقية من خلال الإشارة إلى ارتفاع درجة الحرارة.
وبعد محاولة تمرد أو كما أطلق عليها الإعلام الغربي انقلاب في روسيا خلال يونيو الماضي، غادر قائد مجموعة فاجنر البلاد وتحدثت تقارير عن استقراره لبعض الوقت في بيلاروسيا.