باحث سياسي: تدخل إيكواس عسكريا في النيجر يجر البلاد لحرب أهلية وإقليمية
ازمة النيجر، قال الدكتور محمد سنكرى، باحث في الشؤون السياسية الأفريقية ومنطقة الساحل، ان فشل مفاوضات الايكواس مع المجلس العسكرى بالنيجر بعد بمثابة نقطة لا رجعة للايكواس في هذا الملف، وتبدو فيها متورطة ومرتبكة، فهي كانت تظن أن المجلس العسكرى بالنيجر سيترجعون امام تهديدها بالتدخل في مهلة أسبوع.
وأضاف: “بعدما بدا النظام العسكري رابط الجأش، كان لابد من المضي قدمًا نحو تنفيذ مشروع التدخل العسكرى، لأن كل يوم يمضي بعد انتهاء المهلة التي أعطتها للعسكر, يتبدد معه ثقة الشعوب والهيئات المحلية والدولية في قدرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الإيكواس في تنفيذ مشروع تدخلها في النيجر لاعادة الشرعية الدستورية إلى هرم السلطة”.
مشروع التدخل العسكرى مناورة سياسية
ازمة النيجر،واكد فى تصريح لفيتو إن الرأي العام المحلي مازال ينظر إلى مشروع التدخل والتهديدات المصاحبة له كمناورة سياسية وعسكرية، فلا يثق في جدية الإيكواس، وإن كانوا قد صرحوا في اجتماع يوم السبت الماضي في العاصمة الغانية " ٱكرا" أن ذلك كان الأخير في سلسلة الاجتماعات التحضيرية للتدخل، وأنه قد اختير يوم بدء العمليات العسكرية، وأن القيادة العسكرية تنتظر الإشارة من القيادة السياسية لبدء الهجوم على القصر الرئاسي في " انيامي" حيث يحتجز العسكر الرئيس المعزول محمد بازوم.
السيناريوهات المنتظرة فى حالة التدخل العسكرى
ازمة النيجر، وتابع في حالة حدوث التدخل العسكري بالفعل، فأنا أرى أن السيناريوهات المحتملة هي كالاتية:
١- نجاح عملية التدخل كما خطط لها القيادة العسكرية للإيكواس، بنجاح " العملية الجراحية" أي إنقاذ الرئيس محمد بازوم من أيدي العسكر، ربما في انزال ليلي على القصر الرئاسي في عملية خاطفة ومحددة، دون الحاق أضرار كبيرة بالأهالي، وخاصة أن القصر الرئاسي في انيامي يقع في قلب العاصمة وفي قلب الكثافة السكانية، ففي استخدام أسلحة ثقيلة ستفشل العملية في تحقيق هذا الهدف.
٢- وصول قوات الإيكواس إلى محيط القصر الرئاسي فجأة،ضمن خطة عسكرية متطورة دون المرور بكل المدن والقرى، جوا أو برا، واستماتة الجيش النيجري في الدفاع عنه. وفي هذا السيناريو قال العسكر انهم سيقتلون الرئيس محمد بازوم قبل أن تتمكن قوات الإيكواس من تحريره، كما أنه قد يسفر عن اعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين في كلا الجانبين، وخاصة إذا تدخل الطيران الحربي للتحالف الثلاثي الذي يقوده مالي إلى جانب الجيش النيجري بقصف مواقع قوات الإيكواس، عند ذلك قد يطول أمد الحرب وكلما طالت مدة الحرب كلما كانت الخسائر المادية والبشرية أكبر
٣- بدء الهجوم برا من الحدود النيجيرية البنينية، نظر لإغلاق منطقة الحدود الثلاثية التي تربط مالي وبوكينا فاسو والنيجر، والتقدم برا وجوا نحو العاصمة " انيامي" وفي هذا السيناريو، سيدفع المدنيون ثمنا باهظا في الحرب
الشعب النيجري عازم على التصدي للعدون الخارجي
وواصل حديثة قائلا الشعب النيجري عازم على التصدي للعدون الخارجي، وعليه، فإن قوات الإيكواس ستجد أمامها الشعب النيجري قبل الجيش، وإن عزمت قوات الإيكواس على تفريق المتظاهرين بالنار فإن ذلك سيأجج لحمة وطنية وسيخلف وشيجة نيجيرية يقف فيها الشعب صفا واحدا وقد يلتحق فيها حتى النيجريون المقيمون في الخارج بالمقيمين في الداخل، فعند ذلك ستكون حربًا ضروسا يطال نارها كل قريب وبعيد، وفي هذا السيناريو قد يقتل الرئيس محمد بازوم وأفراد عائلته وكل من يعثر عليه الوزراء القدامي وأهالي كل من يتعاون مع الإيكواس، وفيه ستقف البلاد على حافة حرب أهلية وإقليمية وحرب بالوكالة بين القوى العظمى.