متى نشعر أن لدينا جودة حقيقية للتعليم؟
تهتم جميع دول العالم بتنمية القوى البشرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لأن المجتمع العالمي الجديد يقوم على التنافسية والذي يتطلب إنسان جديد له مهارات ومواصفات تجعله يتمكن من العيش في هذا المجتمع، وأن يستطيع مواجهة جميع المشكلات ليتمكن من حلها.
تعتبر المؤسسات التعليمية هي المسئولة عن تكوين هذا الإنسان، ولكي تقوم هذه المؤسسات بدورها الكامل لابد أن تصل إلى مستويات الجودة في جميع المدخلات والمخرجات، ويعتبر الوصول إلى تعليم عالي الجودة لكافة أبناء مصر هو أحد المحاور الأساسية لرؤية مصر 2030، وذلك كأحد الحقوق الأساسية للإنسان، وذلك في إطار نظام لا مركزي قائمًا على المشاركة المجتمعية بالإضافة إلى دور المؤسسات التعليمية في غرس قيم المجتمع والحفاظ على الأخلاقيات والمبادئ والحقوق.
ولكي تحقق تلك المؤسسات أدوارها تم إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد كإحدى العوامل الرئيسية لإصلاح التعليم في مصر.
أهداف الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
نشر الوعي بثقافة جودة التعليم والتنسيق مع المؤسسات التعليمية بما يكفل الوصول إلى منظومة متكاملة من المعايير استرشادا بالمعايير الدولية ودعم القدرات الذاتية للمؤسسات التعليمية للقيام بالتقويم الذاتي بما يعزز الثقة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في جودة مخرجات العملية التعليمية.
وتعمل الهيئة لتحقيق هذه الأهداف من خلال وضع الاستراتيجيات والسياسات الخاصة بضمان جودة التعليم وإعداد تقارير التقويم والاعتماد والإجراءات التنفيذية اللازمة لذلك وتعريف المجتمع بمستوى المؤسسات التعليمية وبرامجها ومدى قدرتها على تقديم الخدمة التعليمية وفقًا لرسالتها المعلنة مع وضع المعايير والإجراءات لقياس مدى استيفاء المؤسسة التعليمية لشروط الاعتماد والأسس والآليات الاسترشادية التي تُمكنها من إجراء التقويم الذاتي لها بصفة دورية، بالإضافة إلى وضع إجراءات الرقابة المستمرة والمتابعة الدورية للاعتماد ولضمان فعاليتها.
وفضلًا عن ذلك فإن الهيئة تعمل على المراجعة والتطوير المستمر للمعايير التي يتم المؤسسة التعليمية على أساسها، وتطوير مؤشرات قياس عناصر جودة التعليم، وذلك في ضوء المتغيرات التربوية والعملية حتى تتواكب مع تطور المعايير الدولية القياسية، بالإضافة إلى تقديم المشورة للمؤسسات التعليمية التي لم تحقق المستويات المطلوبة من خلال تقارير فنية حتى تتمكن هذه المؤسسات من تفادي أوجه القصور وتحقيق مستوى الجودة المطلوب.
منذ إنشاء الهيئة بالقانون رقم 82 لسنة 2006 بعد قرار مجلس الشعب بإنشائها والذي ينص على أن هذه الهيئة تتمتع بالاستقلالية وتكون لها الشخصية الاعتبارية العامة وتتبع رئيس مجلس الوزراء ولها أن تُنشئ لها فروعًا في المحافظات، إلا أننا حتى الأن لا نستطيع أن نقول أننا حققنا هذه الأهداف ولا نشعر حتى الأن بجودة التعليم التي يسعى إليها المجتمع بالإضافة إلى ترتيب مصر المتأخر في جودة التعليم.
معوقات تطبيق جودة التعليم
- كبر حجم منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر، فإن عدد المؤسسات التعليمية في مصر 60254 مدرسة مقسمة إلى 49804 مدرسة حكومية و10450 مدرسة خاصة.
- محدودية تحقيق نواتج التعلم المستهدفة في المواد الدراسية المختلفة.
- ضعف عوامل الأمن والسلامة وقلة أدواتها ومحدودية التدريب على خطط الأمن والسلامة في المدارس.
- وجود عجز في توافر الوسائل التكنولوجية والمصادر الإلكترونية بالمدارس لخدمة العملية التعليمية.
- عدم الاهتمام بأقسام الجودة بالمديريات والإدارات التعليمية.
- ضعف مشاركة الطلاب في الأنشطة.
- ارتفاع نسبة الغياب في المدارس الثانوية والإعدادية.
- ارتفاع الكثافات وخاصة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الإبتدائية.
- وجود عجز في المعلمين وخاصة في المحافظات النائية.
- عدم وجود حلول جذرية لظاهرة التسرب في المدارس.
لكي نحقق الأهداف التي أُنشئت من أجلها الهيئة لابد أن تقوم الهيئة بتحديث معايير اعتماد المؤسسات كل فترة زمنية بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الكثافة السكانية والمشاركة مع كافة الأطراف والاستعانة بالخبرات الإقليمية والدولية، وأن يكون الهدف هو إحداث نقلة نوعية في مدخلات ومنظومات مؤسسات التعليم قبل الجامعي للحصول على مخرجات تعليمية عالية الكفاءة.
ضرورة نشر ثقافة الجودة عن طريق إعداد الكثير من ورش العمل في مجالات جودة التعليم المختلفة، ويشارك فيها كل القائمين والمعنيين بالعملية التعليمية، بالإضافة إلى التنسيق مع كافة الجهات الأجنبية والعربية في كافة الأنشطة التي تقوم بها الهيئةً وأيضًا إعداد المراجعين الخارجيين لتقديم مجموعة من البرامج التدريبية لتتوافق مع الأهداف التي ترغب الهيئة في تحقيقها. ومن هنا نستطيع أن نطلق شعار *الجودة مسئولية الجميع*.
فإذا تم تطبيق الجودة بالتعليم في كافة المدارس سنجد أن التعليم على مساره الصحيح وفي تطور مستمر ورفعة وتستطيع بلدنا مصر أن تكون في مقدمة الترتيب ولتحقيق ذلك لابد من التكاتف والتعاون بين المدارس وكافة أطياف المجتمع وأن تتضافر الجهود بين جميع الجهات حتى نقضي على الجهل ويزداد الوعي والإدراك داخل المجتمع ونستطيع أن ننشئ جيلًا جديدًا لديه وعي كبير بما يحدث من حوله ويعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات ويقوم بتقبل الرأي والرأي الأخر ويكون كل فردله دور إيجابي داخل مجتمعه.
وللحديث بقية..