شهر صفر، فضله وسبب تسميته والأعمال المستحبة فيه.. أبرز الفتوحات الإسلامية به.. والإفتاء توضح حكم الشرع من التشاؤم منه
شهر صفر، أعلنت دار الإفتاء أن اليوم الخميس هو غرة شهر صفر لعام 1445 هجريًا، وذلك بعد استطلاع رؤية الهلال بعد غروب شمس أمس الأربعاء بواسطة اللجان الشرعية التابعة لها في كافة محافظات الجمهورية.
ويعد شهر صفر أحد الأشهر الهجرية التي التي شهدت أحداثا عظيمة، ففيه غزا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أولى الغزوات بنفسه، وفيه تم فتح خبير، ونستطرض في السطور التالية أبرز المعلومات عن شهر صفر.
ما هو شهر صفر؟
صفر هو الشهر الثاني وفق التقويم الهجري، وسمي بهذا الاسم نحو عام 412م في عهد كلاب بن مُرَّة الجد الخامس للرسول.
وفي اللغة صَفِرَ الإناءُ أي خلا، ومنه ¸صِفْر اليدين·، أي خالي اليدين، لا يملك شيئًا. وقال بعضهم إنما سُمي صفر صفرًا لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا عقب الأشهر الحرم فأخلوا مكة وارتحلوا إلى مضارب قبائلهم.
سبب تسمية شهر صفر بهذا الاسم
تُقسم الشهور عند العرب إلى قسمين؛ الأشهر الحرم وغير الحرم، ويُعدّ شهر صفر من الأشهر غير الحرم، وترجع تسميته بهذا الاسم لعدة أسباب وهي:
سُمِّي صفر؛ لأن العرب كانوا يمتارون طعامهم فيه من المواضع.
سُمِّي صفر؛ لإصفار مكة من أهلها -أي فرغت مكة من أهلها-.
سُمِّي صفر؛ لأنهم كانوا إذا خرج شهر مُحرم يغزون القبائل فيتركونها صِفرًا من المتاع، أو صِفرًا لم يبقَ فيها أي أحد.
سُمِّي صفر؛ لأنه يأتي بعد شهر مُحرّم فيقال صفر الناس منّا.
سُمِّي صفر؛ لأن أوراق الشجر تصفر فيه.
سُمِّي صفر؛ لأنهم كانوا يخرجون فيه إلى بلاد كانت تسمى صفرية.
لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟
صفر الخير سمي بهذا الاسم؛ نبذًا لما كان يُسمى في الجاهلية؛ فقد كان الناس في الجاهلية لديهم أشهر للتفاؤل وأشهر للتشاؤم، وقد كان صفر من الأشهر التي يتشاءم بها؛ لذلك سُميّ بصفر الخير لنبذ هذه الفكرة من التشاؤم والتفاؤل بالأشهر
هناك عدة أسباب لتسميته بهذا الاسم، فقيل إنه الشهر الذي يَمْتار الناس فيه أي يجمعون الطعام والحَبّ من المواضع، وقيل أيضًا إنه سمي صفرًا؛ لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا، وقيل سمّي بذلك لأنه الشهر الذي كانوا يغزون فيه القبائل، ويتركون مَن لقوا صفرًا من المتاع أيّ بلا متاع.
ومن الأسباب الأخرى لتسميته، قيل إنه الشهر الذي تَصفرّ فيه الأشجار، وقيل إن العرب في هذا الشهر كانو يخرجون إلى بلاد اسمها الصفريّة، وقيل أيضًا: سمّي بذلك لأن العرب قديمًا كانوا يخرجون في طلب الغارات، فتبقى ديارهم صِفرًا، أي خالية ليس فيها أحد.
سر تسميه شهر صفر بهذا الأسم
يُمكن أن يكون لسبب تسميته بـ "صَفَر" عدة أمور، وبكن يبدو أشهرها، كونه الشهر الذي يلي الثلاثة أشهر الحُرُم، التي يُمنع فيها القتال والغزو، ويكون أول فرصة للعرب لغزو القبائل المعادية، فيهجمون عليهم ويتركونهم صفر المتاع، أي بلا متاع.
كان شهر صفر يسمى في الجاهلية وقبل الإسلام "ناجر"، ويمكن أن يكون سببت تسميته صفر، هو إصفار مكة من أهله، أي تخلو من أهلها خلال هذا الشهر، فيخرجون للسفر والبحث عن مآرب جديدة.
ويقول رؤبة إنهم أطلقوا عليه هذا الاسم لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل، فيتركون من أغاروا عليهم صِفْرًا من المتاع، وذلك لأن صفرًا يلي المحرم. وكان العرب يقولون: أعوذ بالله من صفر الإناء وقرع الفناء، ويعنون بذلك هلاك المواشي وخلوّ ربوعهم منها. وكان من عادة العرب قبل الإسلام، تأجيل حرمة المحرّم إلى صفر، ويسمى هذا التأجيل النّسيء، وكانوا يطلقون على الليلة التي بينه وبين آخر المحرم ـ إذا كانوا لا يدرون أهي من هذا أم ذاك ـ اسم الفلتة. وكانوا إذا جمعوا المحرم مع صفر قالوا: الصّفران.
ولم تكن العرب قبل الإسلام تعرف العُمْرة في أشهر الحج ولا صفر، بل كانت العمرة فيها عندهم من أفجر الفجور، وكانوا يقولون: إذا انسلخ صفر، ونَبَتَ الوبر، وعفا الأثر، وبرأ الدّبر حلّت العمرة لمن اعتمر.
اقرأ أيضًا: ما حكم الشرع في التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور؟.. الإفتاء تجيب
فضل شهر صفر
يعتبر شهر صفر من الشهور الهجرية التي شهدت أحداثا عظيمة، ففيه غزا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أولى الغزوات بنفسه، وهي "الأبواء" في السنة الثانية من الهجرة، حين اعترض عيرا لقريش.
وفي السنة السابعة للهجرة، تم فتح خيبر في شهر صفر أيضا، كما تم فتح مدينة المدائن عاصمة الفرس في هذا الشهر بالسنة السادسة عشر من الهجرة، وكان شاهدا على كثير من الأحداث الأخرى التي تحمل الخير والشر، كما هي عادة كل الأيام.
أفضل الأعمال في شهر صفر
يُستحب استغلال شهر صفر في كل فعل طيب يقرب العبد من ربه، ويساعده على التخلص من الذنوب والبقاء في معية الله، فالأعمال الصالحة قادرة على أن ترفع المسلم درجات ومن هذه الأعمال والعبادات:
قيام الليل
تلاوة القرآن الكريم والتدبر.
الدعاء والذكر الطيب آناء الليل وأطراف النهار.
الصوم قدر المستطاع.
الزكاة والصدقات.
صلة الرحم وإفشاء السلام.
الصلاة على النبي.
حكم التشاؤم من شهر صفر
وفي هذا السياق ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه “بعض الناس يقولون: إن العرب كانوا عندهم تشاؤم من شهر صفر؛ ما حكم الشريعة الإسلامية من التشاؤم ببعض الشهور كشهر صفر؟”، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:
ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.
ومع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».
يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في "الاستذكار" (8/ 424، ط. دار الكتب العلمية-بيروت): [وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك] اهـ.
وقال الإمام الطيبي في "شرح المشكاة" (9/ 2980، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز): [«ولا صفر» قال أبو داود في "سننه": قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»] اهـ.
وجاء في "شرح سنن ابن ماجه" للسيوطي (ص: 259، ط. قديمي كتب خانة): [قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فأبطل كل هذه المزعومات ونفاها الشارع] اهـ.
فالتشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة.