رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة الذكاء الاصطناعي.. هل تعيد التكنولوجيا الجديدة الروح للموتى؟ والنشطاء يحذرون: تقليب للمواجع واعتراض على قضاء الله (فيديو وصور)

الموتى يعودون بتقنية
الموتى يعودون بتقنية جديدة للذكاء الاصطناعي، فيتو

عودة الموتى، دائما ما نشتاق إلى أعزاء لدينا رحلوا عن عالمنا، وقد يدفعنا الاشتياق للاكتئاب والرغبة في إعادة لحظات الجلوس مع هؤلاء الراحلين مرة أخرى في الحياة، الأمر الذي دفع شركة "Deepbrain AI"، شركة منتجات ذكاء اصطناعي متخصصة في توفير المجسدات الافتراضية للذكاء الاصطناعي لبدء العمل على تقنية جديدة، تهدف إلى إعادة الموتى لذويهم عبر تقنية الهولوجرام والذكاء الاصطناعي. 

 

طفلة متوفاة تعود لوالدتها بالذكاء الاصطناعي

فكرة عودة الموتى بدأت في عام 2020، عندما لجأت سيدة كورية تدعى يانج جي سونج، فقدت طفلتها نايئون، ذات السنوات السبع، فجأة قبل أربع سنوات، توفيت الطفلة بسبب مرض عُضال ألم بها، حطم الحزن قلب الأم، لكنه لجأت إلى الواقع الافتراضي طلبا للمواساة. 

بالفعل قام فريق إنتاج تلفزيوني بمحاولة إعادة إنتاج صورة ثلاثية الأبعاد للطفلة الراحلة، استعان الفريق بتقنية التقاط الحركة لتسجيل حركات طفل ممثل، استُخدمت فيما بعد لإعادة إنتاج حركات الطفلة نايئون المتوفاة، وكذلك لإعادة إنتاج صوتها.


صمم الفريق متنزها افتراضيا التقت الأم فيه بابنتها، وكانت محاكاة عودة الطفلة الميتة ولقائها مع والدتها في أحد المتنزهات، سُمي الفيلم التسجيلي باسم "لقاء"، وكانت مشاعر الأم المشتاقة لابنتها المتوفاة جياشة. 

فكرة عودة الموتى للحياة بدأت خيالا في مسلسل

كانت فكرة عودة الموتى خيالية عندما عُرضت في مسلسل بعنوان "upload"، عن المستقبل المتطور جدا مع الذكاء الاصطناعي، حيث يتم وضع المرضي على وشك الموت في العالم الافتراضي ويتم تجميد أجسادهم في الواقع، ليكون العودة عبر برنامج الذكاء الاصطناعي.

الأم الكورية تقابل ابنتها المتوفاة في متنزه، فيتو

فكرة عودة الموتى التقطتها شركة "ديب برين أو العقل العميق"، وتعمل على خروجها للنور في أقل من 20 عامًا، وتحديدًا عام 2040، والفكرة عبارة عن جهاز يخرج منه نور وبتقنية الذكاء الاصطناعي والهولوجرام يجد الأهل أبنائهم أو الأعزاء عليهم، والذين رحلوا عنهم بالموت يجدونهم أمامهم، يتحدثون معهم ويضحكون ويتسامرون، ولا يحتاج الأمر سوى لجهاز.

 

عودة الابنة المتوفاة عام 2040 

تحدث الدكتور محمد قاسم خضير، أستاذ تكنولوجيا الهندسة الإلكترونية سابقًا بكلية الدراسات التكنولوجية بالكويت، عن تقنية عودة الموتى فقال: "أنت الآن تعيش في عام 2040. توفيت ابنتك وهي في عمر 18 سنة، افتقدتها، وتود لو تجلس وتتحدث معها مرة أخرى. على مدى حياتها سُجلت جميع تصرفاتها، محادثاتها، رسائلها، اختياراتها، كلها بتفاصيل دقيقة."

الأهل يتحدثون مع ابنتهم المتوفاة، فيتو

وتابع الدكتور محمد قاسم حديثه عن تقنية عودة الموتى فقال: "تشترك في شركة "عودة"، وتدخل كامل معلومات ابنتك المتوفية. تنتظر أيامًا حتى يعمل الذكاء الاصطناعي على توليد شخصيتها، صورتها، تصرفاتها، أسلوب محادثاتها، وعقلها. 

بعد أيام يصل إلى منزلك طرد. بداخله جهاز هولوغرام، تشغله، فإذا بنور مشع لصورة ابنتك نُوّيرة، صورة ثلاثية الأبعاد، تنظر لك بحب وحنان وعطف. تكلمك، وتطلب منك الحوار معها. أنت مندهش، مستغرق بالنظر إليها، وتتغنى بصوتها العذب. فتنزل دمعة على خدك، ثم تعود لك ذكريات الحادث الأليم".

 

شركة ذكاء اصطناعي تصمم جهازا لعودة المتوفى لأهله

واستطرد دكتور قاسم قائلًا: "مع الأيام ترجع العلاقة مع نويرة، تتحدث معها كل يوم، وكل ليلة، تحدثها عما يحدث لك في حياتك، ومع مرور كل يوم تخف وطأة الألم الذي شعرت به. تمر الأيام، تكبر نويرة، تتعلم، تعيش معك سنوات طويلة. تبدو هذه القصة وكأنها بعيدة في المستقبل، وقد لا تتحقق بكامل تفاصيلها، إلا أن الشركات تعمل حاليا على إعادة إحياء الموتى بخلق أفتار ذكاء اصطناعي توليدي لهم. وبدلا من الهولوغرام ستتحدث مع المتوفى بالميتافيرس".

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الموتى، فيتو

وعن تقنية عودة الموتي بالهولجرام والذكاء الاصطناعي قال قاسم: "واحدة من الأمثلة على مثل هذه الشركات Deepbrain، والتي تعمل على مشروع re;memory، بهدف إعادة إحياء شخصية المتوفى. وكذلك شركة Somnium Space تعمل على جمع معلومات الشخص، حتى تكون له أفتار في الميتافيرس بعد وفاته، هذه التقنيات ستصبح واقعا في المستقبل، وعلينا أن نعمل على فهم أخلاقياتها، وكيفية التعامل معها".

 

تفاعل كبير مع عودة المتوفى لأهله

تفاعل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع فكرة عودة الموتي، أو التقنية الجديدة التي تجعل من المتوفي في الحقيقة، صورة حية في عالم الواقع الافتراضي، البعض أكد رفضه للفكرة لأنها لا تساعد على النسيان، بينما أكد آخرون على حدوث الفكرة أصبح أمر واقع.

 

علق آين داركماس فقال "كنت أشك بتأثير الذكاء الاصطناعي على مشاعر البشر حتى نزل حق السناب ولعب في الناس، حقبة العلاقات الرقمية جهزت أرضية صلبة لحقبة العلاقة مع الذكاء الاصطناعي ومع تقمص ومحاكاة الأشخاص المقربين بندخل في حقبة مجنونة تعتبر فيها مشاكل العلاقات الحالية لعب أطفال"

 

أما فيصل العشيري فقال: "نحن نقترب شيئا فشيئا من ردم الهوة بين البشر والآلات! خاصة مع فكرة زراعة رقاقات إليكترونية في البشر.. وتعليم الآلة الذكاء العاطفي كما تعلمت الذكاء العلمي.. قد يأتي يوم نتساءل: هل نحن بشر أم آلات؟ ما الفرق بيننا وبينهم!!"


وعبر دكتور فهد العمار عن مخاوفه فقال: "يبدو أن العلم يتطور بشكل مخيف اي بشكل دالة أسية (exponential function) بدل التطور البطيئ، لكن قد يكون البديل المزدوج للإنسان أفضل كما هو في فيلم الخيال العلمي الرائع (البديل) surrogate بحيث يتم عمل استنساخ وهو من يقوم بالأعمال الخطرة للإنسان ويتم الاحتفاظ بالأصل"

 

الذكاء الاصطناعي وتحريف التاريخ

أما البياتي فيصل فقال: "نيورالينك يقدر يسويها لك بدون ما تنتظر عدة اسابيع.. بس بشكل عام احنا داخلين على عالم جديد مافي شيء راح يبقى زي ماكان بالطريقة التقليدية اللي ماراح يتطور مع العالم، راح يلقى نفسه في عالم غريب صعب عليه انه يعيش فيه"

الهولجرام يعيد أم كلثوم للمسرح، فيتو


وعن مخاطر الفكرة قال سيبر وايلد أمن المعلومات: "ماذا لو أدى الى تحريف التاريخ.. استخدام الذكاء الاصطناعي لإحياء شخصية متوفاة قد يؤدي إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع، مما قد يؤدي بدوره إلى روايات تاريخية مشوهة. يمكن أن يبدأ الناس في ربط الأحداث الخيالية بالأحداث التاريخية، مما يؤدي إلى الخلط والمعلومات المضللة….وجهة نظر".


وافقه الرأي أتس أم أس فقال: " كلامك صحيح ولكن مجرد وقت وسيحصل كل ما قلت وهو المطلوب، فصل الناس عن الواقع والسيطرة على الادمغه والناس سوف تنسى حتى اهم واجباتها تجاه نفسها والاخرين"

حفلة لمايكل جاكسون بالهلوجرام، فيتو

وقالت مختصة المقاييس النفسية والاجتماعية د. ريهام عامر " هذا التقنية كارثه وليست لها فائده معنويه او نفسيه بل خداع للنفس والعقل ربما تؤدي للهلوسة.. سبحان الله العيش في الواقع أسلم".


وردت دكتورة بنت الملا فقالت: " في رواية قريتها قبل جم سنه  لكاتب مصري يتكلم عن نفس الموضوع.. يرسم صورة للذكاء الصناعي في المستقبل بصورة عجيبه اعتقد اسمها "موسم صيد الغزلان" أحمد مراد".

 

عودة الموتى تقليب للمواجع واعتراض على قضاء الله

أما محب 88 فعبر عن مخاوفه فقال: "العيش في الوهم لن يخفف إلا القدرة العقلية للإنسان  باستيعاب المشاكل أو الفقد وتخطيها، الموت لا مفر منه للكبير والصغير اسأل الله ان يحسن خاتمتنا جميعًا"
وعبر محمد شاهين عن عدم جدوى الفكرة فقال: "أصلا ما منها فايده غير تقليب المواجع والندم والحسرة والاعتراض على قضاء الله وقدره  المسلمون موعودون من رب العزه والجلاله بأن نلتقي مع احبابنا يوم الدين في جنات النعيم مستقر رحمته وعلينا ان ننشغل في هذي الدنيا بالعمل لذالك اليوم  اما القوم فلهم شائن اخر والعاقل خصيم نفسه وقيامته"

فكرة الذكاء الاصطناعي وإعادة الموتى، فيتو

تساءلت روز 90 " طيب احنا كمسلمين شلون المفروض نتعامل مع هالتقنيات !! يعني معليش احس فيها سوء ادب مع الله لانها قدره الهيه مايقدر عليها الا هو سبحانه.. كلها مشاعر سلبيه وتجعلك تتعلق بانسان صار تحت التراب.. ماعجبتني الفكره ابدا"


أما سارا سارا فقالت: " كأني أرى الآن شخصيات الذكاء الاصطناعي يستبدلها الناس عوضا عن اقربائهم لانها في النهاية تقنيه مبرمجة على ان لاتخطئ معك وتنتقي بعناية المفردات حسبما تحبها انت. سيكون رفيقك في البيت شخصية افتراضيه كهذه تسليك وتطيعك وتنصحك وتطمئن عليك وتسمعك اجمل العبارات وستقدمها على زوجك وعيالك."


وقال حامد الربيعي: "نسخة من بلاك ميرور لكن من وجهة نظري انا أعتبرها منتج سئ.. لان يلعب بي مشاعر الناس.. وتخليهم غارقين في حزنهم.. ومن نعم الله على الأنسان أن ينسى.. حتى ولو كان النسيان بسيط.. فا انا اظن ان هذا المنتج حايدمر نفسية الناس ويدخلهم ممكن في اكتئاب واحتمال تصل حتى للتخلص من النفس"

 

عودة الموتي للحياة تزيد من المرضى النفسيين

أما فاطمة آل ماشي فقال: " إعادة إحياء الموتى! ستتحدث مع المتوفي! معظم المصطلحات فيها مبالغة وحماس، والموضوع كله محاكاة لا أكثر الميت في عالم ثاني، لو يدعي له ويتصدق عنه بقيمة الجهاز يكون افضل اصبحنا في عصر يفتقد الى الايمان بالقضاء والقدر واليوم الآخر، ويحاول يخفي الواقع ويضحك على نفسه".


وعلق سالم شيخان باوزير فقال: " لا استبعد هذا الامر في المستقبل وكذلك المحاكاة ونبرة الصوت. ولكن ما هي ابعاده النفسية على الفرد وكيف سيكون التسليم بالقضاء والقدر واستمرارية الحياة مع فقد الاحبة. ماذا لو اراد الشخص استمرارية هذه المحاك لديمومة الشعور بوجود الفقيد؟ ماذا لو تطور الامر لوجود روبوت يحاكي الميت؟"


أما مخاطر التقنية الجديدة فقالت عنها عفاف السفياني " ومع هذي التقنيه راح ترتفع نسبة الاشخاص المعتلين عقليًا يعني ببساطه راح يعيش الانسان بالوهم وبعيد عن الواقع وراح يفقد الرضى بما كتب الله ويصبح تعلقه بغير الله لتحقيق احلامه والتخفيف من احزانه."


وقال وحيد آلون: "ورد فى حديث أن المسيح الدجال يأتى إلى الرجل... فيقول له: أرأيت لو أحييت لك أمك وأبيك.. هل تؤمن بأنى ربك ؟ فيقول الرجل: نعم أؤمن. فيذهب معه الدجال إلى قبر أمه وأبيه.. ويضرب القبر.. فينفجر القبر ويخرج منه الأب والأم ويقولان لابنيهما: يا بنى إنه ربك فآمن به."


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية