في ذكرى رحيل مصطفى حسين.. اكتشفه مصطفى أمين.. حكاية كاريكاتير ندم عليه.. وهذه الرسومات أثارت جدلًا
مصطفى حسين ، عرفت جريدة الاخبار يوميا على مدار سنوات طويلة برسوماته وكلمات وتعليقات الكاتب الساخر أحمد رجب،اللذان كونا ثنائيا امتد لأكثر من أربعين عاما، فمنذ عام 1974 وينشر في الاخبار رسومات بعناوين مختلفة ثابتة منها: صغير على الحب، الحب هو، وقد اتهم الناس أحمد رجب ومصطفى حسين بأنه منحاز الى الرجل ضد المرأة، فرد على ذلك يقول: الكاريكاتير يجب ان يتخلله الفلفل والشطة حتى يجد صدى عند الناس ولو جعلنا المرأة ضعيفة والرجل قوى لما صنعنا الابتسامة.
ولد مصطفى حسين في مارس 1935، بحى الجمالية، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1959، وبدأ حياته الصحفية في دار الهلال 1959 رساما لأغلفة مجلة " الاثنين " وانتقل منها الى جريدة " المساء" بعد إصدارها وتنقل بين العديد من الإصدارات الصحفية إلى أن انتقل للعمل في صحيفة أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة بعد ان اكتشفه عملاق الصحافة مصطفى أمين ، واصبح في زمن قياسى من اشهر رسامى الكاريكاتير في مصر والعالم العربى.
اقرأ أيضا:
«رسام الألم.. يغيبه الموت».. «مصطفى حسين» تحول إلى أيقونة لكافة أطياف المجتمع.. طور مجموعة من الشخصيات الكاريكاتورية البارزة.. تدرج في الكثير من المواقع.. ونال العديد من الجوائز
نشأة فى حى الحسين
عن بداياته يقول الفنان مصطفى حسين: نشات في حى الحسين في منطقة ثرية بالاثار المصرية العتيقة في شارع بيت المال بميدان باب القاضي بجوار مسجد قلاوون وقصر الشوق وبين القصرين، فكان ناس هذا الحى هم الزاد التي شكلت وجدانى، ودائما اعاود الذهاب الى هذا الحى وأمشى على قدماى من القلعة الى باب النصر، وقد دخلت طريق الفن بالصدفة ففي المدرسة الابتدائية بالجمالية اعجب مدرس الرسم بموضوع عن الطيور رسمته ومن هنا بدأ تشجيعى.
الكاريكاتير ممثل كوميدى على خشبة المسرح
يصف مصطفى حسين الكاريكاتير بالممثل الكوميدى على خشبة المسرح فيقول كلمة المؤلف بحركات وافيهات تخدم الكلمة وهذه الحركات هي الخطوط التي تفضح شخصية صاحبها كما رسوم الكاريكاتير تماما.
وقدم الراحل مصطفى حسين العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية، منها: عبدة الروتين اعرق وأول شخصية ابتكرها الثنائى مصطفى حسين وأحمد رجب وهى عن الديكتاتورية في الأجهزة الحكومية، كمبورة، عبده مشتاق، فلاح كفر الهنادوة، الكحيت، عزيز بك الأليت، عبد الروتين، مطرب الأخبار، كابتن أوزو، جنجح، مغاورى بيه، عريضة مجانس، قاسم السماوى عباس العرسة، على الكومندا وكان آخرها عبده اللومانجى.
اقرأ أيضا:
كاريكاتير لـ"مصطفى حسين" يتسبب في وقف حلقة "دساتير"
بدأت علاقته مع الكاتب الساخر أحمد رجب عام 1974 مواكبة لعودة مصطفى امين الى اخبار اليوم بعد خروجه من السجن وعودة على أمين من الخارج.
يقول مصطفى حسين: كل شخصية رسمتها لها مكوناتها وظروفها الخاصة، فمثلا كمبورة ولدت خلال ظهور إعلانات لاسم مرشح للمجلس المحلى، كان غريبا وقام بحملة إعلانية باهظة التكاليف وتساءلت انا واستاذى احمد رجب هل هذا الرجل يسعى فعلا لخدمة الناس لكنى وجدت ان هناك استفادة كبرى يسعى اليها من الحكم المحلى، ثم أدخلنا بعد ذلك كمبورة الى مجلس الشعب.
وأضاف:عبده العايق مثلا ظهر في وقت كانت فيه القاهرة مقلب زبالة، وقاسم السماوى هو المتطرف ضد الحب وكان السادات قد نادى بمجتمع الحب ونبذ الكراهية، وحمودة القفل الشخصية التي ظهرت مع الانفتاح، ومغاورى بيه هو نمط من الناس يسلك طرق غير مشروعة فيلقب بالبيه لنفوذه في اقتصاديات الفساد، وهكذا.
رسومات اثارت جدلا
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، أثار مصطفى حسين برسومه الكاريكاتيرية الكثير من الجدل والانتقادات، حيث اعتبر البعض أنه يتبنى وجهة نظر الحكومات والأنظمة التي مرت على حكم مصر خلال هذه الفترة خاصة بعد رحيل احمد رجب.
في جريدة الأخبار صيف عام 1979 كتب الصحفى مصطفى أمين مقالا عن الزملاء الرسام مصطفى حسين والكاتب الساخر أحمد رجب قال فيه: في سنة 1974 صدر قرار من الرئيس السادات بالعفو عنى بعد سنوات السجن،وعيَّننى مشرفا على صحف أخبار اليوم لكنى لاحظت أن الأخبار تنقصها الصور الكاريكاتيرية، وعلى الفور فكرت في عمل صورة بالصفحة الأخيرة، وصورة على عمود بالصفحة الأولى من أجل تنشيطها، ولم يطل تفكيرى طويلا في الفنان الذي سيحقق لى الهدف الذي أنشده.. إنه أحمد رجب تلميذى، وكان أسلوبه الساخر لافتا للنظر شجعته في البداية أن يقوم برسم الكاريكاتير لكنه لم يكن مستعدا لذلك ولكن أعلن استعداده إعطاء أفكار للرسامين وعليهم التنفيذ
وأضاف أمين:عرفت أن عندنا رساما في الأخبار اسمه مصطفى حسين يقوم برسم القصص واخترته لكى ينفذ الفكرة فوجئت في نهاية الشهر الأول أن توزيع الأخبار قد زاد 100 ألف نسخة وجاءنى تقرير التوزيع أن الزيادة سببها الكاريكاتير الذي ينشر على الصفحتين الأولى والأخيرة على الفور قررت منح مائة جنيه زيادة في مرتب أحمد رجب ومصطفى حسين، ثار المحررون وارسلوا شكاوى إلى الرئيس السادات، اتصل بى الرئيس السادات وسألني هل صحيح أعطيت زيادة مائة جنيه لمحرر في مرتبه شهريا، قلت له: لقد حدث هذا فعلا ولكن لاثنين من المحررين وليس واحد فقط، قال السادات وكيف يحدث ذلك، أليس من الأفضل لو أنك أعطيت لكل محرر وعامل 50 قرشا زيادة في الشهر لتسعد جميع العاملين،قلت له: لا إننى كنت سأسعد الفاشلين، إننى فقط أكافئ المجتهدين مصطفى حسين وأحمد رجب اللذين أعطيت لهما مطلق الحرية في الكتابة والرسم دون العرض على.
واجه مصطفى حسين موقفا ظل يذكره في حواراته حتى رحيله يقول عنه: عملت مع الأستاذ محمد حسنين هيكل في اخبار اليوم ـ وقت كان رئيسا لها ـ وحدث ان استدعى هيكل الفنان حسين بيكار ليخبره بقوله ( إحنا مش عايزين مصطفى حسين وكفاية الرسامين الموجودين في الدار ) فرد عليه بيكارـ قال وقتها وكأنه قد لدغنى عقرب ـ : لو مشى مصطفى حسين سوف أمشى معاه فبقيت انا وبيكار في اخبار اليوم.
أقرأ أيضا:
محمد حسن: "مصطفى حسين" أحد أقطاب فن الكاريكاتير المصري
كاريكاتير ندم عليه
هناك كاريكاتير وحيد ندم مصطفى حسين على رسمه يقول عنه: هاجمت الدكتور حلمى مراد عام 1977 وكان وزيرا للتربية والتعليم وبعد تركه الوزارة قابلته ففي البرلمان فوجدته انسانا خلوقا عالى الفكر مهذب النفس طبيعته سمحة فندمت على مهاجمته.
مناصب تولاها حسين
شغل مصطفى حسين العديد من المناصب منها عضوية المجلس الأعلى للرسم وعضوية المجالس القومية المتخصصة، وعضوية هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة عام 2002 واسس وتولى رئاسة تحرير مجلة كاريكاتير عام 1993، ونقيبا للفنانين التشكيليين ورئيسا للجمعية المصرية للكاريكاتير، اختير لتصميم وسام نجمة سيناء التي تقلدها الرئيس السادات عام 1980.
قدم العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائي الدولي عن مدينة الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية فى ذلك العام.
افضل رسامى الكاريكاتير فى العالم
على مدى مشواره الطويل كرم الفنان مصطفى حسين تكريمات كثيرة فوصف بأنه أحد أهم وأفضل رسامى الكاريكاتير في العالم، فاز بجائزة الدولة التقديرية في عهد السادات ومرة أخرى في عهد مبارك، جائزة الدولة التشجيعية عام 1985، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1985 وتكريم في المهرجان الدولى للثقافة عام 2001 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003، وتم تسجيل اسمع ضمن أبرز الشخصيات المصرية.
رحيل فارس الكاريكاتير
أصيب مصطفى حسين بمرض السرطان واجرى جراحة دقيقة في الولايات المتحدة وخضع بعدها للعلاج الكيماوى حتى فوجئ الجميع برحيل فارس الكاريكاتير واشهر رساميه في مثل هذا اليوم 16 أغسطس 2014 عن 71 عاما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.