رحلة هانيبال القذافي من الاختطاف في سوريا إلى السجن بلبنان.. وكيف تسبب في أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا؟
تبقى أزمة هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي أزمة في العلاقات بين لبنان وليبيا، وذلك على خلفية سجنه في بيروت.
فمن هو هانيبال القذافي؟
هنيبال القذافي، هو الابن الرابع للعقيد معمر القذافي، والذي ولد في 20 سبتمبر 1975 وهو أول شخص يعين في منصب المستشار الأول للجنة إدارة الشركة الوطنية العامة للنقل البحري في عام 2007 بعد حصوله على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال واقتصاديات ولوجستيات النقل البحري وذلك من جامعة كوبنهاجن لإدارة الأعمال.
بدأت الحياة المهنية لهانيبال القذافي منذ التحاقه بأكاديمية الدراسات البحرية في ليبيا عام 1993 وفي العام 1999 تحصل على شهادة ضابط مسئول على نوبة ملاحية وشهادة بكالوريوس في الملاحة البحرية ثم تدرج في عدة وظائف قيادية على عدد من سفن الشركة الوطنية العامة للنقل البحري وتحصل خلالها على شهادة كبير ضباط وربان من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية في 2003.
أزمة بين سويسرا وليبيا بسبب هانيبال القذافي
وتسبب هانيبال القذافي في 2008 وخلال فترة حكم والده، في أزمة دبلوماسية بين بلاده وسويسرا، وذلك بعد أن قامت شرطة جنيف في سويسرا بإلقاء القبض عليه وزوجته ألين سكاف لتوجه إليهما اتهامات «الأذى الجسدي الإكراه والتهديد» بحق خادمين خاصين بهما في إحدى فنادق جنيف.
وأطلقت السلطات السويسرية سراحهما بعد يومين بكفالة وغادرو البلاد بعدها، تم إسقاط هذه الاتهامات في 3 سبتمبر بعد أن سحب المدعيان بلاغهما الرسمي، لكن كنتيجة لهذا الحدث توترت العلاقات الليبية السويسرية وفي 19 يوليو 2008 قامت السلطات الليبية باعتقال رجلي أعمال سويسريين في طرابلس بزعم عدم احترامهما قوانين الإقامة والهجرة، فيما قالت الحكومة السويسرية أن سبب احتجازهما هو انتقامًا من القبض على القذافي الابن وزوجته.
وليس ذلك فحسب ولكن هناك العديد من القضايا الأخرى التي تورط فيها هانيبال القذافي، وبعض المشاكل القانونية خاصة في بعض الدول الأوروبية، ففي بريطانيا حققت معه الشرطة في لندن بعد سماع موظفي فندق فخم بالعاصمة لندن صراخًا لامرأة تتعرض للضرب من الجناح الذي يقيم به وزوجته.
ولم تحتجز الشرطة البريطانية نجل معمر القذافي، لأنه كان يحمل جواز سفر دبلوماسي.
ليبيا تطلب من لبنان معرفة أسباب احتجاز هانيبال القذافي
وبدأت قصة معاناة هانيبال القذافي منذ عام 2015، وذلك بعد أن تم اختطافه على يد عصابة في لبنان، وذلك بعد أن استدرجته امرأة أقنعته بالقدوم إلى لبنان لمتابعة قضية شقيقه سيف الإسلام أمام المحكمة الجنائية، وما أن وصل لبنان حتى تم خطفه من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية.
وأطلقت العصابة سراحة عليه الأمن اللبناني ووجه له تهمة «تحقير القضاء»، وفي مطلع 2017، أصدر القضاء اللبناني حكمه ببراءته، ونص الحكم على إبطال التعقبات بحق هانيبال القذافي، وإعلان براءته في الجرم المسند إليه وإطلاقه فورًا.
إلا أن السلطات اللبنانية مازالت توقف هانيبال القذافي، الأمر الذي قد يثير أزمة دبلوماسية بين البلدين، خاصة بعد أن تلقى النائب العام التمييزي في لبنان، غسان عويدات، كتابا من مدعي عام ليبيا المستشار الصديق الصور، يستفسر فيه عن الدوافع القانونية لاستمرار توقيف هانيبال القذافي في لبنان منذ 2015.
وتضمن الكتاب الذي أرسله المدعي العام الليبي بيان المعونة القضائية التي يحتاجها لبنان من الجانب الليبي، في ملف خطف وإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، حيث يبدو أن التعاون الليبي مشروط بمراعاة مقتضيات القانون المحلّي، وفقا لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
وأكد مصدر لبناني للصحيفة أن عويدات أحال الكتاب على المحقق العدلي في هذا الملفّ القاضي زاهر حمادة، وهو بصدد تحضير تقرير يفند فيه الاتهامات الموجهة إلى هانيبال القذافي والمعطيات المتوافرة بحقه حول التهم المسندة إليه في ملف الصدر، والتي أدت بالتالي إلى الاحتفاظ به موقوفًا منذ عام 2015 حتى الآن.
وتجدر الإشارة إلى أن القضاء اللبناني يوجه تهم إلى هانيبال القذافي بكتم معلومات تتعلق بمصير الصدر ورفيقيه، بالإضافة إلى علاقته المباشرة في الجريمة، لكونه كان مسؤولًا عن السجون السياسية في السنوات الأخيرة من حكم والده معمر القذافي.
وأصدر هانيبال القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بيانا قال من خلاله إن ظروف اعتقاله في لبنان تجسد فعليًا مدى الظلم اللاحق به وتكشف أن منظومة الفساد في لبنان متشابكة ومتقاطعة بين القيادات السياسية والقضاء الراضخ لتعليمات مشغّليه.
وقال هانيبال: "بعد ثماني سنوات على اعتقالي وسوقي مرغما من سوريا إلى لبنان وتحت وابل التعذيب ودون أن أخضع لأي محاكمة وجدت نفسي اليوم أمام وضع السلطة السياسية عند ابتزازها وسمسراتها وكله على حساب وباسم قضية الأمام موسى الصدر".
لغز اختفاء الإمام الشيعي البارز موسى الصدر
وهناك الكثير من التقارير التي ربطت بين احتجاز هانيبال القذافي في لبنان وقضية مقتل الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر في العاصمة طرابلس منذ قرابة 45 عاما.
ويذكر أن موسى الصدر تلقى دعوة من الزعيم الراحل القذافي للاجتماع مع المسئولين الحكوميين فى طرابلس آنذاك وفجأة انقطعت أخباره عن العالم من وقتها وحتى الآن، ولم تتوقف التفسيرات حول ظروف اختفاء الصدر، إلا أن أيا منها لم يتم إثباته.
ويبدو أن الحديث مؤخرا فى القضية آثار ضجة عالمية من جديد حول أسباب اختفاء الرجل منذ ذلك الوقت دون حل اللغز، رغم سقوط القذافى، وتوالى الحكومات المعادية له على حكم البلاد، لكن لا يزال مصير الإمام الشيعى البارز مجهولا حتى اليوم.
وأحد أبرز الأسباب التى ساهمت فى إشعال الضجة العالمية، إعلان هانيبال القذافى نجل الرئيس الليبى الراحل إضرابه على الطعام تنديدًا باحتجازه فى لبنان منذ 8 سنوات لاتهامه بإخفاء معلومات تخص حادث اختفاء موسى الصدر.
وفي هذا السياق أكد رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية الدكتور أكرم حسام، إن كل التقارير التى تناولت موضوع اختفاء موسى الصدر ركزت بشكل واضح على تورط القذافى مباشرة، كما أشار عدد منها أيضًا إلى تعاون النظام الإيرانى مع نظام معمر القذافى للإطاحة بموسى الصدر، مشيرا إلى أن الروايات التى جرى تناولها خلال السنوات الماضية كانت مقصودة وعن عمد لتوجيه الأنظار بعيدا عن مستفيد آخر من هذه العملية لا بد من الإشارة إليه وهى إسرائيل.
وأضاف رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية أن موسى الصدر كان من أشد المعارضين والمناهضين لعملية الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى تلك الفترة، كما كان يقود جبهة شعبية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى، وقام بعدد من الجولات فى عدد من العواصم العربية والدولية لحشد الدعم للبنان والضغط على تل أبيب، مشددَا على أن الإمام الشيعى البارز كان مصدر إزعاج كبير لإسرائيل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.