هند رستم، الخجولة التي غيرت صدفة مسار حياتها، وحرمت نفسها من الأكل من أجل الفن
هند رستم، جميلة جميلات السينما في الزمن الجميل أحبها النساء قبل الرجال وصفها الأديب عباس العقاد بملكة التعبير، التي أصبحت نجمة سينمائية يعشقها جمهور كبير جدًا.
صدفة وراء دخولها مجال التمثيل
ولعبت الصدفة دورا لدخولها مجال التمثيل من خلال ذهابها مع أحدي صديقاتها إلى أحد مكاتب الإنتاج المعروفة لتدخل اختبارات التمثيل الخاصة بفيلم "أزهار وأشواك" عام 1947.
وما أن بدأت الاختبار ليعجب بها المخرج حلمي رفلة ويقدم لها الفرصة الذهبية لتظهر في أدوار صغيرة إلى أن أصبحت نجمة سينمائية يعشقها جمهور كبير جدًا.
وفي عام 1949، ظهرت ككومبارس لمدة دقيقتين فقط وهي تركب الحصان خلف الفنانة العظيمة ليلي مراد وهي تصور أغنية "اتمخطري يا خيل" في فيلم غزل البنات، ثم أصبحت كومبارسا ناطقا في أفلام عديدة منها “الستات ميعرفوش يكدبوا”، ورحلت في مثل هذا اليوم عام 2011.
ولدت ناريمان حسين مراد رستم الشهيرة بـ هند رستم عام 1931 بحى محرم بيه بالإسكندرية لأب من أصل تركى يعمل ضابطا في الشرطة، درست بمدرسة سان فانسا ندى بول ثم انتقلت الى القاهرة عام 1946، حيث التقت بالمنتج حسن رمزى الذى قدمها الى المخرج حسن الإمام الذى قدمها في اشهر أدوارها بدأها بفيلمى بنات الليل والجسد تبعه أفلام الراهبة وشفيقة القبطية وغيرها.
عن طفولتها تقول هند رستم:الحمد لله لقد عشت طفولة سعيدة على الرغم من انفصال والدي عن والدتي إلا أن كل منهما لم يبخل علي بالحب والعطاء، عاشرت أهل والدي فأحبونى جدا، وعاشرت أهل والدتى فكانوا سعداء بى،عندما كنت صغيرة كنت طفلة هادئة جدا خجولة، أحترم الكبير لأقصى درجة، تربيت في مدرسة راهبات جعلتنى جادة ملتزمة، كنت خوافة جدا وما زلت رغم هذا العمر أخاف بشدة، أخاف من الظلام، أخاف أن أسير وحدى في الشارع، أخاف أن أنام بمفردى في حجرة منفصلة، وهذا الخوف الذي ما زال يلازمنى طوال مشوار حياتى جعلنى شديدة وقاسية في تربيتى لابنتى، دائما حازمة معها لا أسمح لها أن ترفع الكلفة بينى وبينها على الرغم من الصداقة التي تجمعنا.
وأضافت هند رستم:اتجهت الى التمثيل وقدمت خلال مشوارها الفني 85 فيلما ووووصلت الى قمة تألقها في فيلم باب الحديد في دور هنومة عام 1958، مع يوسف شاهين الذى قدمت معه: انت حبيبى، بابا أمين، ومن الأفلام ايضا: لا أنام، كلمة شرف، صراع في النيل، امرأة على الهامش، رجل بلا قلب، ابن حميدو ن رد قلبى، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، العقل في إجازة وغيرها.
حرامية الكاميرا
في مجلة الكواكب عام 1966 كتبت الفنانة هند رستم مقالا قالت فيه: كثيرا ما أقوم بنقد نفسى بعد كل عمل أقدمه، وأقول لنفسى كنت جيدة هنا، وكنت نص نص هنا، وهناك أفلام أغير المحطة كى لا أشاهدها لأننى لا أحب رؤيتها مجددا، وهذه الأفلام قد أكون قدمتها لغرض ما إما مجاملة مثل مجاملة المنتج جمال الليثى في فيلم "إشاعة حب"، أو من أجل المال، لأنه في فترات كان يهمنى المال من أجل الاهتمام بالمظهر ولأن مصاريف الفنان كبيرة، وقد وصفنى النقاد بأنى حرامية الكاميرا لأننى كنت واعية تماما للممثل الذي يقف أمامى لأنه ببساطة ممكن يسرق منى الحوار والكاميرا، وكان هذا الدرس كنت قد تعلمته من حسن الإمام وهو كيف أجعل نفسى محورا وأسرق الكاميرا من كل من حولى.
أعربت هند رستم في حواراتها عن غضبها من اختيار فاتن حمامة، كأحسن ممثلة مصرية في القرن العشرين، وقالت إنها لا تستحق لقب سيدة الشاشة العربية، وإنها حصلت عليه بمحض الصدفة، وبررت ذلك بأن فاتن حمامة، لم تكن فنانة شاملة تقدم كل الأدوار، وأنها انحصرت فقط في شكل ولون معين لم تخرج عنه مؤكدة إنها ليست أقل من فاتن حمامة، وتتحداها أن تقوم بنفس أدوارها التي قامت بها.
رفض الجوائز وعدم الاعتراف بها
للفنانة هند رستم رأيا في جوائز السينما وتقول: لقد أخذت قرار الابتعاد منذ سنوات طويلة، وكنت أرفض المشاركة أو حضور الحفلات والمهرجانات، الجوائز فيما مضى كان لها معنى وقيمة، وكان الفنان يقضى عمره كله دون أن يحصل على جائزة، واليوم أسمع أن فلانا حصل على عشرين جائزة وفلانة خمسين جائزة.. إذا هذه الجوائز أصبحت لا معنى لها.. إننى أذكر أننا كنا نكافح من أجل الحصول على جائزة واحدة فمثلا دور مثل شفيقة القبطية حصلت فيه على الجائزة الثانية فرفضتها وأنا غير نادمة لأني قد كنت سوف أحصل على دور مثل هذا مرة أخرى.
اعتزلت هند رستم العمل الفني وابتعدت تماما عن السينما والأضواء وعن اعتزالها تقول: أخذت قرار اعتزالى بمحض إرادتى ولم أشعر لحظة واحدة بالندم أو الضيق لأنى أعطيت كثيرا للفن وكان آخر أفلامى في السينما " حياتى عذاب " عام 1979، وأنا سعيدة لأنى وجدت الشخص الذى يرعانى ويرعى ابنتى وهو الدكتور محمد فياض، ومفيش أحسن من الحياة الأسرية بعيدا عن ضغوط العمل.
نصيحتها للفنانة سلوى خطاب
أثرت هند رستم في حياة بعض الفنانات الحاليين من بينهم الفنانة المصرية سلوى خطاب حيث نصحتها الفنانة هند رستم بضرورة ممارسة الرياضة وقالت لها:
"كنا بنلعب رياضة وبناخد تدريبات رقص، وكنا بنحرم نفسنا من الأكل، أنا مكلتش رز إلا بعد ما اعتزلت".
زواج مرتين
تزوجت هند رستم من المخرج حسن رضا وانجبت منه ابنتها الوحيدة بسنت،وتنكر الزوج للإبنة ودخلت هند في صراع قضائى حتى اثبتت بنوته للبنت وتم الطلاق.
لجأت هند في رفع دعوى قضائية ضده دامت لمدة 4 سنوات وعلى الرغم من ثبوت صحة جميع الأدلة والمستندات، إلا أن القاضي لم يفصل في الأمر نظرًا لتهرب حسن رضا من المثول أمام المحكمة ولكن تم إثبات النسب في نهاية المطاف.
ورغم كل ذلك، إلا أن الفنانة هند رستم غرست الحب والاحترام في قلب ابنتها تجاه والدها وظلت على علاقة جيدة معه حتى توفي في عام 1981.
ثم تزوجت من الدكتور محمد فياض ـ وكان سبق له الزواج من الراقصة هاجر حمدى ـ لتستمر معه حتى الرحيل.
يقول دكتور فياض:عندما تقابلت مع هند في وسط أصدقاء وحدث تجاوب وتفاهم وارتياح ولأني أفضل عدم الزواج من نفس المهنة منعا للملل تزوجت من هند رستم وفضلت هي الاعتزال دون ضغط مني وبرغبة خاصة مني تعلمت هند الطبخ وأصبحت طباخة ماهرة.
اصبحت هادئة البال
وأضافت هند رستم :تزوجنا زواجا تقليديا فقد تزوجنا بعد أن تعرفت عليه في شهر واحد لإحساسنا بالتقارب في الأفكار بالإضافة إلى أخلاقه وأدبه الزائد عن اللزوم وهو كريم بمعنى الكلمة ورمزا للطبيب الإنسان تعلمت منه الهدوء وطولة البال.
وفاة هند رستم
وتوفيت الفنانة هند رستم عن عمر يناهز 79 سنة في 8 أغسطس 2011 إثر إصابتها بأزمة قلبية أودت بحياتها في إحدي مستشفيات الجيزة.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.