عز الدين ذو الفقار مخرج الرومانسية.. ترك الكلية الحربية من أجل التمثيل.. تزوج فاتن حمامة بمغامرة
المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار وصفته الصحافة بعبقري السينما، من عائلة فنية، فهو فرد ضمن أربعة أشقاء عملوا بالسينما،عمل ضابطا بالقوات المسلحة وضحى بها من أجل عمله بالفن، واخرج أروع الأفلام المعبرة عن الجيش والثورة اشهرها "رد قلبي" له بصمة كبيرة في تاريخ السينما مخرجا ومؤلفا، اعتبره النقاد من أهم وأول صناع السينما المحترفين، وساعدته نشأته وتربيته العسكرية في التزام الاتقان والدقة في الأداء، وامتدت مسيرته الفنية 33 عاما، وهو مخرجا للأفلام الرومانسية والواقعية.
عن حياته في القوات المسلحة قال لمجلة أهل الفن عام 1960: كنت حتى سنة 1943 ضابط بطارية في مدفعية الجيش لكن معلوماتي وثقافتي جاءت من قراءاتي عن السينما ولم تكن تقل عن معلوماتي كضابط مدفعية حينذاك، وكان الجيش حينذاك لا يزيد عن جيش تشريفات في جنازات الكبراء، وكان طموحي يعذبني وكرهي للحياة الروتينية الراكدة لا نهاية له.. وقد ربطتني مناقشة حدثت صدفة مع المخرج كمال سليم، ثم توطدت علاقتي به، وفجأة توفي كمال سليم، وأصبت بصدمة نفسية وانتابني شبه جنون فأدخلوني المستشفى العسكري.. ومنحت شهرا إجازة لأخضع لعلاج نفسى، ثم شهر آخر دون جدوى ومنحت شهرا ثالثا حتى جاء وقت قال لي فيه أحد الأطباء إن العلاج الوحيد لي هو تغيير كل نواحي حياتي فطلبت الخروج للاستيداع أو الاستقالة.
اقرأ أيضا:
عز الدين ذو الفقار.. مخرج الرومانسية الذي ترك الجيش من أجل السينما.. وهذه قصة طرد نجاة من غرفة نومه
بداية مشوار السينما
ولد عز الدين ذو الفقار، في حي العباسية بالقاهرة في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر 1919، والتحق بالكلية الحربية وعمل ضابطًا بالقوات المسلحة، واستقال بعد ذلك وهو برتبة يوزباشي (نقيب) في سلاح المدفعية ليعمل بالسينما، وبدأ بالعمل مساعد للمخرج محمد عبد الجواد الذى كان يعمل مساعد مخرج للمخرج كمال سليم وكان يعشقه عدد من الأفلام: الدنيا بخير 1946، أزهار وأشواك 1947، عادت إلى قواعدها.1946.
ويعلق عز الدين على ذلك (لو لم أفعل ذلك واشتغل بالسينما لنقلوني إلى مستشفى المجاذيب، ثلاثة أفلام عملتها مع محمد عبد الجواد الذي كان يعمل مساعدا للمخرج كمال سليم وهي "الدنيا بخير، أزهار وأشواك، وعادت إلى قواعدها) وكانت أفلاما هابطة ولم تنجح، شجعني فشل تلك الأفلام على أن أشعر بأنني أستطيع وحدي أن أعمل كل شيء وأن على أن اعتمد على نفسي لتحقيق أحلامي، فكتبت سيناريو فيلم "أسير الظلام" وساعدني الشاعر أحمد رامي " وأخرجته فخرجت الصحف تنتقد الفيلم، وهو نفس القصة التي أخرجتها بعد ذلك باسم "الشموع السوداء" واكتشفت فيه المايسترو صالح سليم.
اقرأ أيضا:
عز الدين ذو الفقار يتهم معهد السينما بتخريج حلاقين.. ونجيب محفوظ يرد
ثم عمل عز الدين ذو الفقار مخرجا للأفلام الرومانسية والواقعية ونافس صلاح أبو سيف في أفلام الحب والغرام خاصة التي عمل فيها أشقائه محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار.
فاتن وعز الدين ذو الفقار
تزوج عز الدين ذو الفقار من فاتن حمامة في بداياتها، وفي مذكراته يحكى عن المرأة في حياته وكيف تزوج من فاتن حمامة يقول: تزوجنا أنا وفاتن في مغامرة، كنا نعمل في فيلم "خلود" وعقد القران في فيلا فؤاد الجزايرلى وكان شهود العقد جليل البندارى وأنيس حامد، وقضينا شهر العسل في الحجرة 337 بفندق شبرد، وأنجبنا ابنتنا نادية.
اقرأ أيضا:
اكتشف صالح سليم وتزوج فاتن حمامة.. أسرار في حياة عز الدين ذو الفقار
لكن حين أسندت بطولة أحد أفلامي ـ الشموع السوداء ـ إلى ممثلة أخرى فسرت فاتن ذلك اهتماما بهذه الممثلة فتم الطلاق بهدوء، لكنها في النهاية هي حب العمر كله.
قصة زواجه من نجاة الصغيرة
ثم كانت تجربته الثانية مع نجاة الصغيرة أثناء تصوير فيلم الشموع السوداء وقد أثيرت أقاويل عن زواج عز الدين ذو الفقار من نجاة،ونشرت الأخبار الخبر الذي نكرته نجاة ورفعت دعوى طالبت بتكذيب الخبر والتعويض لها بمبلغ 50 ألف جنيه، فساعدت المطربة مها صبري على كشف الحقيقة وصاحبت محرر الأخبار عصام بصيلة إلى الشيخ نصر مأذون الفنانين ليتأكد بنفسه من تاريخ عقد القران ولم تستطع نجاة تكذيب الخبر.
اقرأ أيضا:
عز الدين ذو الفقار.. مخرج الرومانسية الذي تزوج فاتن حمامة بمغامرة وضحى بها بسبب نجاة
كوثر شفيق حتى النهاية
أما زيجته الأخيرة فكانت للممثلة كوثر شفيق التي قدمت أدوارا صغيرة في بعض الأفلام فقد تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1964 وانجبت ابنته دينا، وقد أحب عز كوثر شفيق بشدة فقد لازمته في مرضه وظلت معه حتى وفاته حتى إنه قال عنها هي الوحيدة التي تحملتني.
تسببت الصحافة في إصابته بالغرور
في فترة من فترات حياته وبعد نجاحات كثيرة متوالية أصيب مخرج الرومانسية عز الدين ذو الفقار بالغرور وكتب في ذلك يقول: مدحتني الصحافة كثيرا، وأطلقت على لقب "العبقري" والنابغة الذي لم يسبق له مثيل، وأصبت بسبب هذا المدح بأضرار بالغة لأنني كنت مبتدئا، وقد جعلنى هذا المدح أشعر بكثير من الغرور والشطط، وبدأت أتصور أننى عبقرى زمانه فأخرجت أفلاما تهاونت فيها من الناحية المادية.
اقرأ أيضا:
دموع عز الدين ذو الفقار حزنا على الناصر صلاح الدين
فمثلا إذا قال لى المنتج إنه ليس معه مال لإكمال تصوير الفيلم أعطف على المنتج، واكتفى بما تم تصويره من الفيلم واتصرف في باقي الفيلم على هذا الأساس بنظام "الكروتة" رحمة بالمنتج، وقد نجم عن ذلك فشل مادى وأدبى في أفلامي وفى سمعتى كمخرج.
فيلم أنا الماضي أعاد ثقته بنفسه
وأضاف عز الدين ذو الفقار: جاء ذلك بعد نجاح كان من الممكن أن يدوم، لولا مدح الصحف والصحفيين الكثير مما جعلنى أسقط إلى هاوية الغرور، وأحاول بعد ذلك البدء من جديد، فأخرجت فيلم "أنا الماضى" ومنه بدأت أحافظ على مستواي ومركزي، وتعلمت أن السينما كلما اعمل فيها يوما أكثر أعرف أكثر، وأن السينما تجارب،لا دراسة، فالتجارب لها قيمة أكثر من الدراسة النظرية، ومهما وصلت في السينما فكل يوم أتعلم فيه جديدا بعيدا عن مجاراة الشهرة والدعاية والصور والأحاديث الصحفية.
وتيقنت ووضعت أمامي حكمة إن عمل الفنان هو شاهده ولن يستطيع أشطر أو أخطر صحفي أن يطمس نجاح فنان أو يرفع مغمورا فاشلا إلى الأضواء.
بدأ عز الدين ذو الفقار ممثلا في فيلم الورشة عام 1940، وقام بالتمثيل في خمسة أفلام، وقدم للسينما أكثر من 80 فيلما مخرجا ومنتجا ومؤلفا حيث قام بتأليف أكثر من 25 فيلم، وإخراج حوالي 45 عملًا، وأنتج 6 أفلام، من أهم أفلامه: رد قلبى، بورسعيد، امرأة على الطريق، بين الأطلال، أغلى من عينيه، شاطئ الذكريات، البنات والصيف، شارع الحب، الرجل الثانى، انى راحلة وغيرها.
اقرأ أيضا:
عز الدين ذو الفقار يدفع 2500 جنيه في قصيدة «لا تكذبى»
اتهام مؤسسة السينما بتدمير صناعتها
هاجم المخرج عز الدين ذو الفقار مؤسسة دعم السينما بأوضاعها بعد التأميم في مقالاته الصحفية كما هاجم معاهد اكاديمية الفنون جميعها، وطريقة منح جوائز السينما ووجود معاهد أكاديمية الفنون، ووزارة الثقافة وقال إن المؤسسة وأحكامها الروتينية هي سبب تراجع السينما وقال:إن المعهد سيخرج حلاقين فقط وان الموهبة ضرورة قبل الدراسة وأن عمل السينمائى قائم على الموهبة والأدوات الفنية وليس على الكتب والمحاضرات.
مرض حتى النهاية
وفي عام 1963، أصبح المخرج عز الدين ذو الفقار غير قادر على ترك الفراش لستة أشهر متتالية بسبب الروماتيزم الرهيب الذي يعيش في جسده، وحينها قال له الأطباء: أنت مصاب بالذبحة الصدرية.. أنت ممنوع من الحركة ومن الكلام ومن التفكير.. لا تبذل أي مجهود.. إذا رفعت ورقة بيدك لتقرأها فهذا مجهود قد يودي بحياتك وإذا تكلمت فهذا مجهود يهدد قلبك بالتوقف، ورغم هذا فلم يستمع المخرج الكبير لنصائح الأطباء وظل يستقبل زواره من النجوم والفنانين كل يوم، وحمل عبدالحليم حافظ جهاز التلفزيون من بيته إلى غرفة نوم عز الدين ليستطيع أن يشاهد مباريات كرة القدم وهو في الفراش حتى رحل في يوليو 1963.
اقرأ أيضا:
في ذكرى ميلاده.. قصة حب وزواج عز الدين ذو الفقار وفاتن حمامة
جوائز وتكريمات
حصل عز الدين ذو الفقار على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة عن فيلم "أنا الماضي" عام 1951،، وعن فيلم " رد قلبى " مرتين، وجائزة المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن فيلمي "وفاء" عام 1953، و"موعد مع الحياة" عام 1953، وجائزة الصحافة اللبنانية عن الفيلم نفسه، وجائزة الدولة لأحسن قصة عن فيلم "بورسعيد" عام 1957، وجائزة الإنتاج بجانب جائزتي الإخراج والسيناريو لفيلم "صراع الأبطال" عام 1963.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.