فنانة شاملة وسياسية حاربت أمية الفتيات، 40 عاما على رحيل نعيمة وصفي
نعيمة وصفي أهلتها ملامحها لأداء مختلف الأدوار، سواء كانت كوميدية أم تراجيدية، تمكنت من لعب دور المرأة بمختلف طبقاتها “الغنية.. الفقيرة” وغلب عليها الأداء الكوميدي.
لم تكتفي بالتمثيل لكنها كاتبة مقالات وقصائد شعرية رومانسية عديدة، ورحلت في مثل هذا اليوم عام 1983.
ولدت نعيمة محمد وصفي نذير الشهيرة بـ نعيمة وصفي عام 1921، في أسرة ميسورة الحال بقرية "ظاهر الجمال" التابعة لمركز "ديروط" في محافظة أسيوط، والدها محمد بك وصفي يعمل مهندسًا ومديرًا لإحدى شركات الري الفرنسية، وعلى خلاف العادات في ذلك الوقت خرجت نعيمة وصفى الى التعليم، التحقت بمعهد المعلمات، ثم عملت فترة في مجال التدريس، لكنها لم تحب هذا المجال، فقررت دخول مجال الكتابة أولًا، حيث كانت تهوى الشعر والزجل منذ صغرها، وفازت بإحدى الجوائز عن قصة نُشرت لها في مجلة "أنا وأنت" عام 1948.
نجمة إبراهيم صاحبة الفضل
تعرفت نعيمة وصفي" على الفنانة نجمة إبراهيم، التي شجعتها على دخول مجال الفن، وذلك بعدما ترددت "نعيمة" على المسارح، وبالفعل التحقت بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات، في منتصف الأربعينات، وكانت هي الفتاة الوحيدة التي تخرجت في الدفعة الأولى من المعهد، وكان من زملائها الفنان صلاح منصور والفنان حمدي غيث والفنان شكري سرحان.
بعد تخرجها من معهد التمثيل عملت نعيمة وصفى بفرقة المسرح الحديث، التي كونها استاذها بالمعهد زكى طليمات، ثم انتقلت للعمل بفرقة المسرح القومي، وقدمت العديد من المسرحيات مثل: "جلفدان هانم"، و"الناس اللي تحت"، و"شيء في صدري".
حكاية ميزو أشهر الأدوار
منذ افتتاح التليفزيون في الستينات شاركت نعيمة وصفى بالتمثيل في الكثير من المسلسلات، من أشهرها "حكاية ميزو" مع سمير غانم، كما شاركت في العديد من الأفلام، وكان من أبرز أدوارها دور الخرساء في فيلم "رصيف نمرة 5" مع الفنان فريد شوقي، ودور الزوجة المكلومة في فيلم "واه إسلاماه"، التي انهالت ضربًا بـ"القبقاب" على شجرة الدر حتى ماتت، ودور الجدة ذات الأصول التركية في فيلم "حبيبي دائمًا"، وزوجة حسن عابدين في درب الهوى.
الزواج من صحفي الأهرام
تزوجت نعيمة وصفي من الصحفي عبد الحميد سرايا أول من أنشأ قسم الخارجي بجريدة الأهرام، وذلك بعد قصة حب، وأنجبت 3 أبناء، وعند رحيله كتب قصيدة شعر مؤثرة في رثاؤه واستمرت بعدها في كتابة الشعر.
كتبت نعيمة وصفى مقالًا أسبوعيًا في جريدة روزاليوسف، فضلًا عن نشاطها الاجتماعي والسياسي، حيث كانت أمين المرأة في الاتحاد الاشتراكي عن العاصمة، كما ساهمت في محو أمية العديد من الفتيات، كما كتبت للتليفزيون بعض التمثيليات ومنها "أم أولادي"، "أين مكاني"، كما شاركت في إعداد وصياغة أكثر من خمسين حلقة من برنامج "رسالة".
جائزة الشباب عن قصتها
حصلت نعيمة وصفى على جائزة أفضل ممثلة دور ثان من جمعية الفيلم في عام 1981 عن دورها في فيلم "حبيبي دائمًا"، وجائزة الدولة التشجيعية عن أدائها المسرحى لمجمل أعمالها،كما حصلت على جائزة «الشباب» من وزارة المعارف عن قصتها القصيرة “ القاتل ”.
الخرساء في رصيف نمرة 5
رغم أنها لم تكن يومًا النجمة الأولى للعمل سواء كان، سينمائيا، مسرحيا، تليفزيونيا، إلا أن نعيمة وصفي بحضورها المميز وأدائها المتمكن استطاعت أداء أدوارا مازالت مشهودة لها منها دور الخرساء في فيلم رصيف نمرة 5 أمام وحش الشاشة فريد شوقى.
نجمة فى ريا وسكينة
رغم ملامحها الصارمة وتعبيرات وجهها الجامدة إلا أن أدوار نعيمة وصفى الكوميدية ذات علامة فارقة سواء على خشبة المسرح، أو حتى في الأفلام السينمائية مثل: حبيبي دائمًا، بين ايديك، وبين السماء والأرض، كما لعبت الأدوار شديدة الجدية، كما في أفلام ريا وسكينة، تفاحة آدم، رحلة العمر، والمتوحشة، واسلاماه وغيرها.