ثمن محاولة احتلال الكويت، قصة حصار العراق وتدميره اقتصاديا وسياسيا
في مثل هذا اليوم من عام 1990 فرضت الأمم المتحدة حصارًا اقتصاديًا على العراق نتيجة محاولة احتلال الكويت، وترتب على ذلك مشكلات اقتصادية ضخمة للعراق وشعبه.
أسباب فرض الحظر على العراق
الحصار الدولي على العراق، نتج عن قرار الأمم المتحدة رقم 661 الذي صدر يوم 6 أغسطس 1990 نتيجة الغزو العراقي للكويت، ونص القرار على إقرار عقوبات اقتصادية خانقة على العراق لتجبر قيادته آنذاك على الانسحاب الفوري من الكويت.
وقد عانى العراقيون الأمرّين من هذه العقوبات التي حرمتهم من الغذاء والدواء، فضلًا عن كل وسائل التقدم والتكنولوجيا التي وصل إليها العالم في حقبة التسعينات من القرن الماضي، مما أدى إلى وفاة مليون ونصف مليون طفل نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد وافتقادهم إلى أبسط وسائل الحياة.
اضطرت العقوبات الكثير من العراقيين للهجرة إلى دول الجوار والمهجر بحثًا عن الأمان والحياة والتطور، خاصة أن الحصار استمر قرابة 13 عامًا حيث انتهى عمليًا بسقوط نظام حزب البعث العربي الاشتراكي سنة 2003.
وبسبب الحصار عانى العراق من عزلة شديدة من معظم دول العالم سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا، وأصبح بعدها من أكثر دول المنطقة تأخرًا وخاصة بعد السنوات التي تلت حرب الخليج الثانية، حيث دمرت بنيتهُ التحتية من مصانع ومصافي ومحطات توليد ومحطات المياه والمجاري، وما عاد بالبلاد إلى حقبة ما قبل الصناعة على حد وصف جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي وقتها.
طوال أيام الحصار لم يكن للعراق إلا منفذ وحيد، وهو ميناء العقبة الأردني، إذ تزامن القرار الحظر الدولي مع قرار آخر تلاه ينص على حظر الطيران في مناطق العراق الجنوبية والشمالية ومنع الطائرات من التواصل بين بغداد ومدن العالم الخارجي، ولم يكسر هذا الحظر إلا عام 2002.
ما بعد الحظر ؟
واجه نظام صدام حسين عدم اتهامات بعد فرض الحظر منها عدم التعاون مع لجان التفتيش على الأسلحة النووية، وعدم الامتثال لشروط نزع السلاح، لذلك واصل مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية ضد البلاد.
في عام 1993 جرى اتهام نظام صدام أيضا بتدبير خطة لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، وفي مناسبات عديدة، قام مجلس الأمن بتمرير عدد من القرارات التي تفرض على العراق شروطًا مشددة للحد من انتشار الأسلحة ما أدى لإضعافه سياسيًا واقتصاديًا.
نتائج كارثية لحصار العراق، تعرف عليها
كان لفرض الحصار على العراق نتائج وخيمة، إذ تسبب في تدمير اقتصاد البلد وتراجع المستوى الصحي والتعليمي وتسبب في كارثة إنسانية بسبب نقص الغذاء والدواء. وقد رفض العراق قراري مجلس الأمن رقم 706 و712 اللذين يسمحان له بيع النفط في مقابل الحصول على مساعدات إنسانية، لكن العراق وافق لاحقًا وقد تحولت في وقت لاحقًا على قرار مجلس الأمن رقم 986 الذي أقر برنامج النفط مقابل الغذاء. و
على مر السنين، ونشرت الولايات المتحدة قوات برية على الحدود العراقية، وقامت بقصف العراق عام 1996 عندما اجتاحت القوات العراقية أربيل أثناء الحرب الأهلية الكردية بطلب من مسعود بارزاني في محاولة للضغط على الحكومة العراقية للامتثال لقرارات الأمم المتحدة.
في أكتوبر 1998، وقع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون على قانون تحرير العراق، داعيًا إلى تغيير النظام في العراق، ووجهت أمريكا ضربة عسكرية في عام 1998 سميت بعملية ثعلب الصحراء. وأدت هذه العملية إلى تقليص تعاون العراق مع قرار مجلس الأمن رقم 1284 عام 1999، الذي حل اللجنة الخاصة (يونسكوم UNSCOM) وشكل لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (أنموفيك - UNMOVIC).
قدمت إدارة جورج دبليو بوش عددًا من الادعاءات الباطلة ضد العراق، بما في ذلك حصول العراق على اليورانيوم من النيجر وان العراق لديه أسلحة سرية في المختبرات المقطورات ومرافق معزولة في جميع أنحاء العراق، ولم تثبت أيٌّ من هذه الادعاءات، بل أثبت كذبها. ووافق صدام حسين تحت ضغط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة على السماح للمفتشين بالعودة إلى العراق في عام 2002، ولكن بحلول ذلك الوقت كانت إدارة بوش قد بدأت بالفعل في التحضير من أجل الحرب التي أنهت لاحقا على نظام صدام، لكن في سبيل ذلك دمرت الدولة العراقية ولا زالت تعاني حتى الآن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.