في ذكرى ميلاد زكى مبارك، أزهري أصابته لعنة الشعر الجاهلي، وحكايته مع 3 دكتوراه
الدكاترة زكى مبارك، هكذا لقبته الصحافة في مصر لحرصه على تعدد دراسته للدكتوراة، وهو شاعر وناقد أدبي لم يترك بابا للعلم وللدراسة إلا طرقه، كان ناقدًا ثائرًا لم يغشّ أحدا، عاش حياة التشتت والضياع، واستغل قلمَه في النقد، وخاض الكثير من المعارك منها معركته لمناصرة الدكتور طه حسين حين أصدر كتابه في الشعر الجاهلى.
معركة طه حسين وزكي مبارك
عاد الدكتور طه حسين وانقلب على زكى مبارك حين وضع كتابه "النثر الفني" ووصفه طه حسين بأنه “كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتاب”، فتح زكي مبارك عليه النار ناقدا ومهاجما لعشر سنوات متصلة، ومن جانبه رفض طه حسين تجديد عقد مبارك مع كلية الآداب عام 1934، مما اعتبره زكى مبارك نوعا من التأديب فرد عليه ردا ساخرا قائلا ( لو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه، ومن حسين الذى لم يقرأ في حياته كتابًا كاملا، وإنما قرأ فقرات من هنا ومن هناك وأخذ يشطح ذات اليمين وذات الشمال ).
اقرأ أيضا:
غيرة أم شغف.. حكاية زكي مبارك مع 3 دكتوراه.. ولماذا هاجمه طه حسين والعقاد والمازني
وتعود الواقعة عندما حدثت بين عميد الأدب العربى طه حسين والدكتور زكى مبارك معركة أدبية أخرى، اعتبرها البعض أكبر معركة أدبية وقعت فى تاريخ الأدب العربى المعاصر، واستمرت وقائعها خلال الفترة من عام 1931 وحتى عام 1940 وبدأت عند عودة زكى مبارك إلى مصر عام 1931 وبعد حصوله على الدكتوراه من السوربون فى «النثر الفنى فى القرن الرابع الهجري»، حيث عُيِّن بعقد للعمل فى الجامعة المصرية.
كان هناك خلاف بين زكى مبارك والمستشرقين فى السوربون، وواصل زكى مبارك خلافه بعد عودته لمصر، وكتب كتاب «النثر الفنى فى القرن الرابع الهجري»، الذى انتقده كثيرًا، لكن طه حسين أهمله وأعرض عن التحدث عنه، وأشار إلى ذلك الكتاب ومؤلفه بقوله: «كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتَّاب»! (أنور الجندى «المعارك الأدبية".
اقرأ أيضا:
في ذكرى ميلاد زكي مبارك.. تعرف على قصته مع لقب "الدكاترة"
وعندما أقيل طه حسين للتقاعد، عام 1933، من منصب عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية، بعد أزمة كتابه «الشعر الجاهلي»، كان زكى مبارك يعمل بوظيفة مدرس بكلية الآداب، وبرغم أنه كان من القلة الذين دافعوا عن طه حسين على صفحات الصحف، لكن عند عودة طه حسين إلى عمادة كلية الآداب رفض تجديد عقد زكى مبارك للعمل بوظيفة مدرس بكلية الآداب، وانحصرت حيثيات القرار فى نفوذ المستشرقين وانحياز بعض المثقفين ممن درسوا فى الغرب لأفكار الغربيين وثقافاتهم.
الصدام بين زكي مبارك وطه حسين
كان القرار بمنزلة الشرارة التى فجرت أحداثا أكبر، ووقع الصدام العنيف بين طه حسين وزكى مبارك. كانت المواجهة فكرية فى بدايتها، ثم تحولت إلى خلاف شخصى استمر نحو 9 سنوات، وعُرفت فى الأدب العربى بمعركة «لقمة العيش».
اقرأ أيضا:
3 دكتوراه وحياة مشتتة.. زكي مبارك الأزهري الذي أصابته لعنة الشعر الجاهلي
بدأها زكى مبارك بمقال قال فيها: «لقد ظن طه حسين أنه انتزع اللقمة من يد أطفالى، فليعلم حضرته أن أطفالى لو جاعوا لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه، ولكنهم لن يجوعوا ما دامت أرزاقهم بيد الله». (أنور الجندى «المعارك الأدبية".
وتوالت مقالات زكى مبارك للهجوم على طه حسين وكل ما يصدر عنه من كتابات وآراء، ويرى البعض أن الخلاف الفكرى بين طه حسين وزكى مبارك يرجع إلى أمرين، الأول: رؤية طه حسين أن العقل اليونانى هو مصدر التحضر، وأن عقلية مصر يونانية، ولابد لمصر أن تعود إلى احتضان ثقافة وفلسفة اليونان، لكن زكى مبارك كان ضد هذه النزعة اليونانية، واتهم طه حسين باتباع آراء المستشرقين والأجانب.
وكان الخلاف الثانى يتعلق بالنثر الفنى، فيرى زكى مبارك أن أصل النثر الفنى عند العرب يمتد إلى ما قبل الإسلام، فى حين رأى طه حسين أن «النثر الفنى فن اكتسبه العرب بعد الإسلام، ولم يُعرف إلا أواخر العصر الأموى حين اتصل العرب بالفرس».
اقرأ أيضا:
زكي مبارك يكتب ذكريات صيف فى الاسكندرية
بداية زكي مبارك
ولد زكي مبارك فى 5 أغسطس 1891م بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية، كان والده من أهل التصوف ومحبًا للأزهر وأهله، لم يعش له ولدٌ وفقد جميع أبنائه، لذلك أطلق والده نذرًا بأن يهبه للقرآن، وقد حفظ زكي مبارك القرآن الكريم، والتحق بالأزهر عام 1908.
قصة لقب الدكاترة
أما عن قصة «الدكاترة» التي تسبق اسم زكى مبارك ؛ فذلك لأنه تقدم برسالة في الجامعة المصرية عن "الأخلاق عند الغزالي "عام 1924 ونال عنها درجة الدكتوراه، وفي عام 1931 نال دكتوراه أخرى عن رسالته "النثر الفني في القرن الرابع الهجري، ثم الدكتوراه الثالثة التي كانت عن التصوف الإسلامي من الجامعة المصرية عام 1937.
شارك زكي مبارك في ثورة 1919، فقد كان ثائرًا بالمعني الذي تعنيه الكلمة يخطب ويحفز الجماهير ويلقي القصائد الوطنية ويفر من ملاحقة الإنجليز، وذكر أنه اختفى في غرفة فوق السطوح طيلة ثلاثة أشهر لدى أحد أبناء سنتريس، وهو القبطي أنيس ميخائيل، ابن قريته في محافظة المنوفية، بعدما حاصر الإنجليزي منزله أكثر من 3 مرات يريدون اعتقاله، ومن ثم قتله.
سافر زكى مبارك إلى فرنسا عام 1927 للدراسة على نفقته الخاصة، وكان يقضي هناك أربعة أشهر من العام ثم يعود إلى القاهرة ليقضى فيها بقية السنة، وكان يعمل في الصحافة والتدريس ليجمع نفقات إقامته فى باريس، وكان يستغل الوقت للبحث والدراسة والحصول على الدكتوراة .
عندما سافر إلى باريس ظهر أول مرة ظهر رفضه المطلق لتيار التغريب الذى بدأ فى مصر منذ ناقش منصور فهمي أطروحته فى السوربون حول المرأة فى الإسلام، وتبعه طه حسين وسلامة موسى ولطفي السيد فى تقديم آرائهم الصادمة للتيارات الغربية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وعندما عاد الى مصر كانت أهدافه نقد ومهاجمة رجال الازهر وأساتذة الجامعات الذين يأكلون العيش باسم العلم والادب.
اقرأ أيضا:
محمود السعدني يكتب: زكي مبارك العبقري المظلوم
الهجوم على من حوله من الكتاب
هناك من المعارك التي خاضها زكى مبارك معركته مع المفكر أحمد أمين، وكتب ضده، أكثر من عشرين مقالا في مجلة الرسالة، ولم يرد عليه أحمد أمين كما اشتبك مع العقاد وسلامة موسى وأحمد شوقي ولطفي جمعة وأحمد حسن وعبد العزيز البشرى ومصطفى صادق الرافعى والشرباصي، ولم يسلم من لسانه وقذفاته أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد.
وقال عنه الاديب عباس العقاد: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية.