مشروع للربط السككي وإنشاء جسر ملاحي على شط العرب.. بغداد تفتح أبوابها أمام إيران.. ومخاوف من تغول طهران بالمنطقة
نفت وزارة النقل العراقية، الجمعة، مزاعم تنازل العراق عن أراضٍ لصالح الجانب الإيراني لإنشاء خط سكك حديدية يربط بين الشلامجة والبصرة ويخدم المسافرين فقط.
إنشاء الخط السككي أو جسر ملاحي على شط العرب
ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن الوزارة بيانا أكدت فيه عدم وجود أي تنازل عن الأراضي العراقية لصالح الجانب الإيراني، سواءً لإنشاء الخط السككي أو جسر ملاحي على شط العرب، مؤكدة أن المشروع هو مشروع استراتيجي ينفذه العراق من خلال الشركة العامة للسكك الحديدية العراقية.
وأضافت الوزارة أنه تم تخصيص ميزانية للمشروع في الموازنة الاتحادية لعام 2023، مشيرة إلى أن النقطة الثالثة في مذكرة التفاهم بين وزارتي النقل العراقية والإيرانية واضحة، وأن الجانب الإيراني سيتحمل التكاليف المالية الخاصة بالتعارضات لإنجاز المشروع.
وحذرت الوزارة من أن التقارير التي تدعي التنازل عن الأراضي العراقية هي مجرد شائعات تحاول بعض الأطراف عرقلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية للوزارة.
مشروع الربط السككي بين إيران والعراق
ولفتت وزارة النقل العراقية أن الاتفاق المبرم مع الجانب الإيراني بشأن مشروع الربط السككي ينص على أن يتحمل العراق مسؤولية إنشاء الخط السككي والمحطات والمواقع، في حين يتكفل الجانب الإيراني بإنشاء الجسر الملاحي على شط العرب وإزالة الألغام على طول 16 كيلومترًا ضمن المشروع.
وحذرت الوزارة من أن التقارير التي تدعي التنازل عن الأراضي العراقية هي مجرد شائعات تحاول بعض الأطراف عرقلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية للوزارة.
ولفتت وزارة النقل العراقية أن الاتفاق المبرم مع الجانب الإيراني بشأن مشروع الربط السككي ينص على أن يتحمل العراق مسئولية إنشاء الخط السككي والمحطات والمواقع، في حين يتكفل الجانب الإيراني بإنشاء الجسر الملاحي على شط العرب وإزالة الألغام على طول 16 كيلومترًا ضمن المشروع.
خط سكك الحديد شلمجة - البصرة
يشار إلى أن وزير النقل العراقي رزاق محيبس أعلن في أبريل 2023، عن اتفاقه مع الجانب الإيراني على مشروع الربط السككي لنقل المسافرين عبر خط سكك الحديد الشلامجة – البصرة، مؤكدًا أهمية الربط السككي بين البلدين لـ نقل المسافرين، ولا سيما في أيام الزيارات الدينية.
وعلى مدى سنوات لم ينقطع ذكر مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا على لسان المسؤولين في طهران، ورغم الدفع الكبير باتجاه البدء بمحطاته من جانب الإيرانيين، إلا أن الكثير من التكهنات تسود عن إمكانية تنفيذه على أرض الواقع والأهداف التي تقف وراءه.
وفي أبريل الماضي، زار وفد إيراني كبير برئاسة وزير الطرق والبناء الإيراني، مهرداد بازارباش العاصمة دمشق، وأعلن في ختام لقاءات مكوكية انضم إليها رئيس النظام السوري، بشار الأسد عن ضرورة تفعيل خطوات هذا المشروع، بالإضافة إلى عناوين لاتفاقيات كثيرة، حاول الإيرانيون خلال السنوات الماضية المضي بعملية تنفيذها، لأنها بقيت "على الورق" أيضا.
وكان الوفد الإيراني هو الأكبر من نوعه قياسا بالوفود الأخرى، حسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، وجاء وصوله إلى العاصمة السورية في توقيت لافت، أعقب تسليم الأسد أوراق اعتماد حسين أكبري سفيرا مفوضا وفوق العادة لإيران في سوريا، وفي وقت تعمل دول عربية على فتح أبوابها أمام النظام السوري، والموصدة منذ أكثر من عقد.
ولإيران نفوذ كبير في العراق وكذلك الأمر في سوريا، ورغم أن بوابته الأولى كان ذات نفس عسكري وميليشياوي، فإنه سرعان ما تطور إلى الشق السياسي والاقتصادي، بينما باتت طهران تعول على الأخير خلال الفترة الماضية، وهو ما أكدته زيارات مسؤوليها إلى كلا الدولتين، لذات الغرض.
وبحسب موقع «الحرة»، الإخباري، قال مراقبون مختصون بالشأن الإيراني والعراقي والسوري إن مشروع الربط السككي وإعادة طرحه من جانب طهران ليس بجديد، بل يعود إلى سنوات طويلة مضت، ومع ذلك أوضحوا أن الأهداف التي تقف وراءه "تسير باتجاه واحد"، بمعنى أنه يعود بالفائدة على نحو أكبر للجانب الإيراني.
ولطالما أثير الحديث عن الكثير من الحواجز التي تعترضه في الساحة العراقية، لاعتبارات تتعلق بنتائجه السلبية على البلد مستقبلا، وأسباب أخرى ترتبط باللاعبين الآخرين هناك ومواقفهم، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
خط السكك الحديدية بين الشلامجة والبصرة
ويصل خط السكك الحديدية بين خطوط مدينة الشلامجة الإيرانية في محافظة خوزستان وخطوط السكك الحديدية العراقية في مدينة البصرة بطول 32 كيلومترا.
ومن ثم هناك مساران لهذه الخطوط إما عبر الحدود السورية منطقة التنف أو عبر الحدود السورية من خلال مدينة البوكمال.
ووفقا لموقع «الحرة»: "إذا تم اختيار التنف، فالمسار سيذهب نحو دمشق، وإذا تم اختيار البوكمال فالمسار سوف يذهب باتجاه حمص ومن ثم ميناء طرطوس"، ولكن إيران تفضل مسار البوكمال، لأن "الهدف الأصلي هو الوصول إلى البحر المتوسط، وتفادي مسير التنف الذي تتواجد فيه القواعد الأمريكية".
وأضافت: "الخطوط الحديدية هي محلية وموجودة بالفعل، مع وجود استثناء واحد فقط هو الربط بين الشلامجة والبصرة والذي بقي على الورق لأكثر من 20 عاما".
وبمعنى آخر يعتبر المشروع السككي أقدم مما تتناقله التقارير الإعلامية بأنه يعود إلى عام 2016، بل يمتد لأكثر من 20 عاما.
موقف العراق من تنفيذ الربط السككي مع إيران
وفي مطلع أبريل الحالي أعلن وزير النقل العراقي، رزاق محيبس السعداوي، عن عقد اتفاق مع الجانب الإيراني على تنفيذ سكة الحديد، لنقل المسافرين بين الشلامجة والبصرة. وذكر بيان للوزارة، حينها، أن السعداوي أجرى زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، والتقى بنظيره بازارباش، وناقشها عدة مواضيع، على رأسها الاتفاق الخاص بالربط السككي، والذي يتضمن البدء بعمليات إزالة الالغام المزروعة منذ حرب الثماني سنوات بين البلدين، في المناطق الحدودية، وبعد شهر رمضان.
ويشتمل الاتفاق أيضا على مشروع إنشاء جسر متحرك على شط العرب، على أن يجري إنجازه خلال عام ونصف العام، بينما استعرضت اجتماعات الجانبين الدراسات والتصاميم الخاصة بتنفيذ الخط، كما جرى استعراض الاستثمارات اللازمة للمشروع.
أهداف إيران من إنشاء مشروع الربط السككي مع العراق
وسبق وأن أوضح المدير العام لشركة السكك الحديد الإيرانية، سعيد رسولي أن مشروع السكك سيربط الجانب الإيراني من الخليج بميناء اللاذقية السوري عبر خطوط حديدية في البصرة العراقية، واصفا إياه بأنه مشروع استراتيجي و"الأهم من بقية خطوط النقل البرية".
وحول مشروع خطوط "الشلامجة - البصرة"، قال رسولي في يوليو 2019 إن بلاده والعراق وقعا على مذكرة تفاهم لإنشاء خطوط حديدية خلال الأشهر المقبلة بطول 32 كيلومترا بتمويل من مؤسسة "مستضعفان" الإيرانية.
كذلك فإن هناك أهدافا أخرى عسكرية، ففي حال تمكنت إيران من إنجازه سيغدو داعما رئيسيا لميليشياتها في سوريا، ولاستخدامه في عمليات التهريب وتمويه عمليات تصنيع ونقل الأسلحة. أي تعزيز بنيتها العسكرية هناك.
بالإضافة إلى أنه وعلى مدى السنوات الماضية كانت هناك معضلة كبيرة لنقل البضائع الإيرانية إلى سوريأ، سواء جوا أو عبر البحر، ولذلك سيمّكن مشروع الربط السككي طهران في عملية "نقل سلعها لكي تغزو الأسواق السورية".
كما تهدف إيران إلى "نقل الزوار الايرانيين عبر السكك الحديدية إلى العراق، مع وصل هذا المسار بالدول العربية الأخرى كالأردن ولبنان، وتعزيز التجارة ونقل البضائع بين إيران والعراق وسوريا واعتماده لنقل البضائع".
وحتى الآن ورغم التأكيد الإيراني على مشروع الربط السككي مع العراق وسوريا، إلا أن طريقة التمويل تبدو غامضة، وما إذا كانت تكلفته ستكون من جيب طهران فقط أن ستتقاسمها مع بغداد ودمشق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.