"الدرة".. حقل ألغام يهدد تطبيع العلاقات بين الخليج وإيران.. ضغط سعودى كويتى للاحتكام إلى القانون الدولى ومبادرة الصلح تحجم خيارات إيران
يخطئ من يتصور أن هناك حلا سريعا للخلافات التاريخية بين إيران ومعظم دول الخليج، وكما أن طريق الصراع والحرب ليس سهلا، فالحوار والدبلوماسية أيضًا يعرقلهما مشكلات لا حدود لها على جميع المستويات.
أحد هذه الألغام قضية ملف «حقل الدرة» التى عادت للساحة من جديد خاصة بعد أن جددت المملكة العربية السعودية والكويت دعوة إيران لبدء مفاوضات حل أزمة هذا الملف الشائك والعالق بين البلدان الثلاثة منذ سنوات عديدة.
حقل الدرة
يقول الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات السياسية والدولية، إن حقل الدرة يقع على الحدود المشتركة بين الكويت وإيران والسعودية، كما تتداخل معهم العراق أيضًا، لافتا إلى أن اكتشاف الحقل النفطى يعود إلى عام 1967.
وأضاف فارس أن حقل الدرة يعد من أهم الحقول النفطية فى منطقة الخليج العربى بالكامل، لهذا هناك خلافات قوية جدا ظهرت على السطح نتيجة الرغبة الإيرانية فى مشاركة الكويت والسعودية خيرات هذا الحقل، مبررة ذلك بأن هناك اشتراك حدودى بينها وبين الدولتين.
وأشار فارس إلى أن السعودية والكويت أعربتا عن رفض مطالبات طهران، خاصة فى ظل عدم ترسيم الحدود البحرية بين البلدان الثلاثة، وهو ما تطلبه الرياض والكويت لإيجاد حل سلمى لأزمة ملف حقل الدرة.
واستكمل فارس حديثه: "تم توقيع اتفاق بين الكويت والسعودية بشأن الحقل بواسطة شركة أرامكو السعودية والشركة الكويتية وتقسيم ما يخرج منها مناصفة"، مشددا على أن السيطرة الفعلية على الحقل حتى هذه اللحظة للكويت والسعودية.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية: "إيران تدخلت فيما بعد، وقالت إنها تريد المشاركة فى هذا الحقل، وطلبت تقسيم العوائد على البلدان الثلاثة، إلا أن السعودية أشارت إلى ضرورة اللجوء إلى القانون الدولى لحل هذا الملف وترسيم الحدود البحرية".
وأشار فارس إلى إيقاف الإنتاج من حقل الدرة منذ عدة سنوات وحتى هذه اللحظة، نظرا لأن الحقل يحتاج للتطوير، والإنتاج بمعدل نحو مليار متر مكعب من الغاز يوميا، ما يعد رقما كبيرا جدا ويجعل الحقل من أهم الحقول النفطية على مستوى المنطقة العربية بأكملها والعالم أيضًا.
وأكد الخبير فى السياسات الدولية أن المملكة العربية السعودية جددت دعوتها لإيران للبدء فى مفاوضات بشأن أزمة حقل الدرة على أن تكون الرياض والكويت طرفا وإيران طرفا آخر.
وأعرب حامد فارس عن اعتقاده بأنه بعد التقارب السعودى الإيرانى الأخير والاتفاق الذى تم بين الدولتين فى مارس الماضى من الممكن جدا أن يكون هناك تقدم ملحوظ فى المفاوضات واللجوء لترسيم الحدود البحرية وفقًا للقانون الدولى، ما سينعكس بشكل كبير جدا على استقرار الأوضاع فى المنطقة العربية.
لكن خبير السياسات الدولية شدد فى الوقت نفسه على أن قبول إيران من عدمه سيتوقف على مدى المرونة التى ستبديها لرغبتها فى إيجاد وتكوين علاقات جيدة مع كل دول الخليج والدول العربية وليس فقط السعودية.
وختم حديثه قائلا: "من الممكن جدا أن توافق إيران على اللجوء للتحكيم الدولى أيضًا على اعتبار أن هذه الإجراءات يمكنها نزع فتيل الأزمة بينها وبين الدولتين وإيجاد حل قانوني سلمي عن طريق مفاوضات".
عدم التزام طهران بالاتفاقيات
بدوره أشار الخبير فى الشأن الإيرانى الدكتور محمد عبادى إلى أن ما يجرى حاليا بشأن حقل الدرة السعودى الكويتى المشترك يثبت أنه يمكن لإيران أن تنحنى لعاصفة الضغوطات فى الداخل والخارج وتقوم باتفاق تهدئة مع دول الجوار، ولكنه أشار إلى إمكانية عدم التزام طهران بالاتفاقيات كليا، وفى أول فرصة تجد فيها مجالا مناسبا للمناكفة أو الاعتداء أو الانتهاك من الممكن أن تفعل ذلك.
وأوضح العبادى أن قضية ملف حقل الدرة يمكن أن تأخذ مسارها الطبيعى فى المفاوضات ما بين الجانب السعودى والكويتى من جهة والجانب الإيرانى من جهة أخرى على خلفية اتفاق التهدئة الذى عقد بين طهران والرياض فى مارس الماضى برعاية الصين، مشددا على أنه لولا هذا الاتفاق فقد كانت ستتخذ الأمور منحنى تصعيدى أكبر من ذلك.
وأشار الخبير فى الشأن الإيرانى إلى أن التنديد السعودى الكويتى المشترك جاء للتأكيد للجانب الإيرانى على أن اتفاق التهدئة لا يمكن أن يكون سببا فى أن تسمح الرياض أو الكويت فى التفريط فى حدودهما أو مقدراتهما أو ثرواتهما أو آبارهما النفطية خاصة حقل الدرة.
وأعرب العبادى عن اعتقاده بأن الجانب الإيرانى سيضطر للدخول فى مفاوضات مع السعودية والكويت، وسيعود لما تقره قوانين العلاقات الدولية والأممية خاصة تلك التى تتعلق بمجال ترسيم الحدود، مشددا على أن طهران لم تكن لتطلب مشاركة المملكة والكويت فى حقل الدرة إلا لم تكن تسعى للدخول فى مفاوضات تسمح لها بالحصول على بعض المكاسب.
وأضاف الخبير فى الشأن الإيرانى: "قضايا الحدود دائمًا ما تكون مسار مناكفة.. خاصة على آبار النفط والحقول البترولية والأماكن الغنية بالثروات.. أغلب الدول لديها مشكلات على الحدود مع جيرانها"، مشيرا إلى أن تلك البلدان دائمًا ما تأخذ المفاوضات فيها مسارها الطبيعى وفقًا للقوانين الدولية، مشددا إلى أن فترات التفاوض من الممكن أن تصل إلى سنوات.
واختتم العبادى حديثه قائلا: "ملف حقل الدرة غير ملح، الأزمة فى الاعتداء على السيادة، أو أن تظن إيران أنها تستطيع انتهاك سيادة الدول ومقدراتها"، لافتا إلى أن الكويت والسعودية وإيران لا تحتاجان للنفط، ولدى كل دولة منهما مخزون هائل من المنتجات النفطية والبترولية ولكنها مسألة مبدأ. على حد قوله.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد، أخبارالمحافظات، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.