الشامتون في الموت.. مرضى ومجرمون..!!
شماتة البعض في موت نجل الفنان الكبير حسن يوسف غرقًا في الساحل الشمالي بالإسكندرية سلوك مذموم وخلق دنيء ينضح بالبغضاء والكراهية وسوء الطوية تجاه الآخرين الذين تطالهم سهام الشماتة.
الشماتة في الموت تجافي الإنسانية وتعادي تعاليم الدين؛ ذلك أنه لا شفاعة في الموت؛ فكيف يشمت الشامتون في قضاء الله وحكمته " فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون" فالموت كأس سيشرب منه الجميع بلا استثناء إن عاجلًا أو آجلًا.
الشماتة سلوك عدواني تعوَّذ منه النبي الكريم بقوله:" اللهم إني أعوذ بك من شماتة الأعداء"، وذلك لخطورة هذا السلوك غير الإنساني الذي هو مفسدة لتعاليم الأديان ومجلبة للشر والآثام، لعِظَم موقعه، وشدَّة تأثيره في الأنفُس البشرية، ونُفور طِباع الناس منه، وقد يتسبَّبُ عُمقُ ذلك والاستِمرارُ فيه تعاظُم العداوة المُفضِية إلى استِحلال ما حرَّم الله".
الشماتة عدوانية ذميمة تجرمها القانون؛ ومن ثم فقد أصدر المستشار د.محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة حكمًا بعقاب معلمة إخوانية بـمدرسة 6 أكتوبر الابتدائية بدكرنس محافظة الدقهلية، بخصم شهر من راتبها، لأنها تظهر فرحة وشماتة عند وقوع أي عملية إرهابية توقع ضحايا شهداء بين جنود وضباط من رجال القوات المسلحة أو الشرطة، وهى تهمة ثبتت فى حقها ثبوتا يقينيا من خلال شهود اطمأنت المحكمة لشهادتهم.
وفي حيثيات الحكم قالت المحكمة: "إن سلوك الشماتة سخرية وهمزا ولمزا واستهزاء وقولًا وفعلًا وإشارة ليس من الأخلاق الحميدة الكريمة، ولا الشيم المرضية التي أمر الله بها عباده بها ليقوِّم السلوك ليستقيم على الفطرة السوية من حُسن المعتقد، وحب الخير للناس، واجتنابِ الشحناء، والتهاجر، والتباغض، والسباب، والتنابز بالألقاب، فالشماتة وصفا ولفظا فيه تنقُّصٌ، أو حطُّ مكانة، أو احتقارُ، أو ذمٌ، أو طعنٌ، أو تعدٍ على كرامة بفرح ببليةِ مَن تُعاديه، والسرورُ بما يكره من تجافيه فإذا رأى نعمة بُهت، وإذا رأى عثرة شمت ومن يتصف بهذا الخلق الذميم الشامت، محروم من المحامد الجميلة، والمسالك الراقية، والشعور الإنساني النبيل.
المحكمة أكدت أن القرآن العظيم نهى عن فعل الشماتة بقول الله – عز وجل: " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " الاَية 120 من سورة آل عمران، وفي غزوة أُحد فرح المنافقون بما أصاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين من جراحات فأنزل الله عز وجل قوله:" إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " (آل عمران: 140)، وقال هارُون لأخيه موسى - عليهما السلام - في محكم التنزيل العزيز:" فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ " ( الأعراف:150).
أيها الشامتون بالموت..اعلموا أنكم مرضى نفسيون تنفثون سمومكم وسيرتد إليكم الغل والحقد وما اقترفتموه في حق أنفسكم وفي حق من تشمتون فيه..!!