رئيس التحرير
عصام كامل

تلاشي الآمال في حقن الدماء، تجدد الاشتباكات في "عين الحلوة".. اجتماع بـ "دار الإفتاء" لبحث إعادة الهدوء للمخيم بعد سقوط 11 قتيلا و40 جريحا

تجدد الاشتباكات في
تجدد الاشتباكات في عين الحلوة، فيتو

تلاشت الآمال في هدنة تحقن الدماء بين الأشقاء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا بجنوب لبنان، بعد أن تجددت الاشتباكات المتقطعة، حيث سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف والقصف الصاروخي ليل الاثنين، وحتى صباح الثلاثاء.

 

وكانت صيدا قد باتت ليلتها على أمل بتثبيت وقف إطلاق النار، ولكنها لم تتمكن من التقاط أنفاسها بعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة والمتواصلة بالمخيم.

 

وأسفرت الاشتباكات العنيفة بين عناصر من حركة "فتح" ومجموعات إسلامية مسلحة في المخيم إلى إلحاق أضرار واسعة بالمدينة، التي بدت الحركة فيها شبه متوقفة تماما لليوم الثاني على التوالي في ظل تساقط للرصاص الطائش والقذائف العشوائية في أنحاء مختلفة من المدينة، حسبما أفادت "العربية". 

 

مقتل مسؤول الأمن الوطني في المخيم

وكانت الاشتباكات قد اندلعت، الأحد، إثر مقتل مسؤول الأمن الوطني في المخيم، القيادي بحركة فتح، أبو أشرف العرموشي، مع 4 من مرافقيه بعد تعرضهم لكمين مسلح في منطقة حي البستان في مخيم عين الحلوة، الذي يعتبر أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

 

وعلى إثر الاشتباكات حتى الساعة سقط 11 شخصا وإصابة أكثر من 40 بحسب بيان صادر عن وكالة "الأونروا" لغوث اللاجئين.

 

من جانبها، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، الاثنين، بأن "مخيم عين الحلوة شهد ليلة إضافية من الاشتباكات المتقطعة التي ارتفعت حدتها بعيد منتصف الليل، خصوصًا على محور الطوارئ (البركسات):. وأضافت: "سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف بشكل متقطع حتى صباح اليوم، الأمر الذي أبقى وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه يترنح تحت وطأة هذه الخروق المستمرة".

 

اقرأ أيضا: اشتباكات دامية ومقتل قيادي بحركة فتح، ماذا يحدث داخل عين الحلوة "مخيم الموت" فى لبنان؟

وأكدت الوكالة أن اجتماعًا سيعقد في دار الإفتاء بدعوة من المفتي سوسان يضم شخصيات سياسية وروحية لإطلاق موقف موحد حيال ما يحصل في المخيم، يقضي بضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بالتوازي مع حركة اتصالات ولقاءات لتوحيد الجهود من أجل إعادة الاستقرار والهدوء في المخيم.

 

وقد استمرت الاشتباكات، الاثنين لليوم الثالث في المخيم، بين عناصر من حركة فتح وجماعات أخرى.

 

وقد اندلع الاشتباك في مخيم عين الحلوة إثر اغتيال القيادي بحركة فتح أبو أشرف العرموشي وعدد من مساعديه.

 

السفير عقل: الاشتباكات ليست جديدة على المخيمات

من جانبه، يقول السفير أشرف عقل، مساعد وزير الخارجية سابقا، في تصريحات لـ "فيتو": مخيم عين الحلوة، مثل غيره من المخيمات التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون، يعاني من انفلات أمني، وغياب القانون، خاصة أن لبنان يمر بفترة صعبة بسبب عدم انتخاب رئيس، وتراخي القبضة الأمنية.

 

ويوضح السفير عقل: يعيش في مخيم عين الحلوة نحو 60 ألف لاجئ فلسطيني، ويقع على نقطة التماس مع إسرائيل، وهذا يزيد الأمر صعوبة، ومن هنا تتكرر الأزمات، مشيرا إلى أن الاشتباكات ليست جديدة على المخيمات، في ظل وجود خارجين عن القانون بها، ففي عام 2017 كانت هناك اشتباكات عنيفة، أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا؛ ونشبت لأن خلية من داعش اشتبكت مع عناصر من المنتمين لحركة فتح.

 

ويوضح أيضا أن هذه المخيمات تضم خليطا من مختلف الفصائل الفلسطينية، مثل فتح وحماس، والجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية، وغيرها، ولا تعدم الوسيلة للتفجر بين حين وآخر للعديد من الأسباب.

 

وأسفرت الاشتباكات في مخيم اللاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، عن سقوط قتيلين، وعدد من الجرحى، ما يرفع عدد القتلى منذ اندلاع الاشتباكات، يوم السبت الماضي، إلى 11، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 40 شخصًا.

كما أسفرت الاشتباكات عن احتراق عدد من المنازل والسيارات داخل المخيم وفي محيطه، وسجلت حركة نزوح كثيفة إلى خارج المخيم، وأقفلت المؤسسات والمدارس والجامعات في مدينة صيدا.

 

وتؤكد وكالة "أونروا" أن العنف المسلح في المخيم يؤثر على المدنيين بمن فيهم الأطفال ويتسبب بفرار العائلات بحثا عن الأمان، حيث أجبر أكثر من 2000 شخص على الفرار خارج المخيم، فيما فتحت "الأونروا" مدارسها لإيواء العائلات النازحة بمساعدة متطوعين حيث تؤمن "الفرش والغذاء والماء ومستلزمات النظافة والدعم النفسي والاجتماعي والرعاية الصحية".

 

تعليق خدمات الأونروا

وبعد أن تعرضت مدرستان تابعتان للوكالة لأضرار نتيجة الاشتباكات، فقد تم تعليق جميع خدماتها في المخيم "بشكل مؤقت"، ودعت الأونروا المسلحين إلى "احترام حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقا للقانون الدولي".

والثلاثاء خلت شوارع صيدا من المارة والسيارات، بعدما سجلت إصابات عدة بالرصاص الطائش والقذائف العشوائية، وأغلقت الإدارات الرسمية أبوابها بقرار من محافظة الجنوب، لا سيما الدوائر الواقعة على مقربة من المخيم ومناطق الاشتباك، ومنها بلدية صيدا والسراي الحكومي والجامعة اللبنانية ومدارس المدينة ومؤسساتها التجارية، كما جرى إغلاق مستشفى صيدا الحكومي بشكل كامل ونقل جميع المرضى منها إلى المستشفيات المجاورة، بسبب قربها من الاشتباكات.

 

وحسب "الحرة"، يقول مختار حارة صيدا، مصطفى الزين: "ينزل علينا الرصاص مثل الشتاء".

ويضيف أن قذيفة صاروخية سقطت أيضًا بالقرب من الحي، لافتًا إلى أن ساعات النهار الأولى فقط أسفرت عن رصد 10 رصاصات تساقطت في حارة صيدا قرب أشخاص يتجولون أو في منازلهم، "أنا سقطت أمامي رصاصة اليوم، لا يمكن استمرار هذا الأمر الذي يهدد كل المدينة وأهلها، الناس تتململ وتشعر بالامتعاض من هذا الوضع".

 

طالع أيضا: لبنان يغلق مداخل مخيم عين الحلوة مع تصاعد الاشتباكات

وقد رصدت مقاطع مصورة تساقط الرصاص الطائش على الناس بشكل مفاجئ وعشوائي، حيث بيَّن أحد المقاطع المنتشرة، إصابة مواطن لبناني مقابل السرايا في صيدا خلال دخوله إلى أحد المحال التجارية، فيما أظهرت منشورات وصور أخرى إصابة سيارات وحافلات لنقل الركاب، خلال المرور في المدينة.

 

أيضا، سقطت قذيفة صباحًا في سوق "الحسبة" لبيع الخضار بالجملة، والذي يؤمن حاجات المدينة وجوارها ومناطق عدة جنوب لبنان من الخضار والفاكهة، ما دفع أصحاب المؤسسات والمحال إلى إغلاقها وإخلاء المكان.

واليوم، لم يتوجه أحد في صيدا إلى عمله، وفق ما يؤكد الزين، ويلفت إلى أن السكان لم يناموا طوال الليل بسبب أصوات القصف والرصاص، "وكأن المعركة في صيدا".

 

هاون وكاتيوشا وقذائف صاروخية

من جهته، يوضح رئيس بلدية صيدا، محمد السعودي، أن مساحة المخيم الجغرافية صغيرة جدًا بحيث لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد، أي أن مدى الرصاص والقذائف المستخدمة في المعارك الجارية، ستتخطاه حكما إن لم تصب هدفها، "خاصة أن أسلحة ثقيلة باتت تستخدم في المعركة، من قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا وقذائف صاروخية".

 

اقرأ للمزيد: 3 أيام من العنف.. ارتفاع حصيلة قتلى "عين الحلوة" إلى 11 قتيلا

من جهته يؤكد الزين أن هنالك أطفال ونساء وعجزة تضرروا وأصيبوا نتيجة الاشتباكات، "دون ذنب لهم"، وهناك المئات ممن خرجوا من المخيم إلى المصليات والجوامع ولا أحد يلتفت لهم، خاصة أنهم من الفقراء ومعدومي الحال بالأصل وازدادت اليوم مشكلتهم بعد تهجيرهم من بيوتهم.

 

أحد سكان صيدا، يدعى علي البيطار، والد لطفلين، يصف مدى تأثر الأطفال في المدينة بالاشتباكات وأصوات القصف، حيث عمت حالة من الرعب والهلع في صفوف الصغار الذين لم يناموا ليلتهم بدورهم بسبب الأصوات، بحسب "الحرة".

وقد توجه عدد كبير من سكان مخيم عين الحلوة والمناطق المجاورة له في صيدا إلى المساجد والساحات العامة والحدائق للاحتماء من الاشتباكات، فيما نزح آخرون بشكل كامل عن المدينة إلى القرى المحيطة بها.

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية