شكّة قلم
لا أدرى لماذا لم ينل بيان وزارة الخارجيةً المصرية بخصوص ليبيا الاهتمام الذى يستحقه من قبل إعلامنا، رغم أنه بيان شديد الأهمية فى مضمونه وتوقيته ويفسر لنا بعض الأحداث فى منطقتنا أيضا.
نعم مصر منذ وقت طويل وهي تحذر من التدخل الأجنبى فى الشأن الليبى، وترى أنه يتعين أن يحدد الليبيون وحدهم مستقبل بلادهم، لكن التحذير الجديد يأتى فى وقت تحاول بعض القوى الدولية والإقليمية التدخل فى الشأن الليبى بدعمها لحكومة الدبيبة التى انتهت صلاحيتها بقرار من مجلس النواب الليبى الذى كلّف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة فى البلاد، واستمر هذا الدعم بعد أن دخلت حكومة الدبيبة فى صدام مع مجلس الدولة بالغرب الليبى، والذى يحاول مع مجلس النواب فى الشرق التوصل إلى توافقات بخصوص قوانين الانتخابات فى ليبيا.
وعندما تصدر الخارجية المصرية بيانا تجدد فيه رفضها للتدخل الخارجي فى ليبيا فإنها بذلك تقول إنه تجرى الآن محاولات للتدخل الخارجي فى ليبيا وأنها لا تقبل بذلك وترفضه وتحذر منه. تنبه أنه سوف ينعكس سلبا بالطبع على علاقات مصر بتلك الدول التى تحاول التدخل فى ليبيا
كما عندما يذكر بيان الخارجية المصرية كلا من مجلس النواب ومجلس الدولة فإنه بذلك يشير إلى دعم مصر للمشاورات الجارية الآن بينهما للتوافق على قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية وصياغة القاعدة الدستورية التى سوف تجرى عليها،..وفى ذات الوقت فإن بيان الخارجية المصرية يحذر من يحاولون فى ليبيا إفساد هذه المشاورات، ليستمروا في التمسك بالسلطة لأطول فترة ممكنة
إنه بيان مهم فى مضمونه وتوقيته ويفسر لنا مسار تطبيع علاقاتنا مع دول محيطنا الإقليمى.